بدأ في بنجلاديش الجمعة اجتماع عالمي سنوي للمسلمين يتوقع أن يشارك فيه نحو مليوني مسلم؛ لمناقشة العديد من القضايا الإسلامية، قبل اختتام فعالياته الأحد 5-12-2004 بأداء صلاة جماعية من أجل إحلال السلام في العالم يحضرها رئيس البلاد شهاب الدين أحمد ورئيسة الوزراء خالدة ضياء وزعيمة رابطة عوامي، أكبر الأحزاب المعارضة، الشيخة حسينة واجد. ومنذ العام 1966 تشرف جماعة "التبليغ والدعوة" على تنظيم هذا التجمع الذي يعد أكبر تجمع سنوي إسلامي في العالم بعد الحج. وظهرت هذه الجماعة قبل أربعة عقود في العاصمة الهندية نيودلهي؛ لتشجيع المسلمين على الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية في حياتهم اليومية. وسيقيم المشاركون في التجمع في خيام على مساحة 64 هكتارا (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع) على ضفاف نهر توراج. وقال المنظمون لوكالة الأنباء الفرنسية إن: "حوالي مليون مسلم تجمعوا في اليوم الأول للاحتفال الذي سيستمر ثلاثة أيام، حيث أدوا صلاة الجمعة"، مشيرين إلى أن "العلماء المسلمين سيشرحون خلال التجمع بعض الآيات القرآنية التي توضح أن القرآن الكريم ينأى بنفسه عن العنف، ويدعو إلى السلام". كما سيستمع الحضور إلى دروس وخطب تلقى باللغات العربية والإنجليزية والأردو والبنغالية، فضلاً عن التباحث في أحوال المسلمين في العالم وتدارس القرآن وعلومه. ويحاول المجتمعون تقليد الحياة البسيطة الخشنة التي عاشها المسلمون الأوائل حيث يطهون الطعام البسيط لأنفسهم، ويفترشون الأرض بأغطية خاصة يحملونها على ظهورهم خلال توجههم لحضور المؤتمر. ومن المتوقع أن يشارك في هذا التجمع، فضلاً عن البنغال، حوالى 2500 مسلم من أكثر من 40 دولة أخرى. وفي سياق الإجراءات الأمنية التي تواكب سنوياً انعقاد هذا التجمع، نشرت الأجهزة الأمنية في بنجلاديش حوالي 8 آلاف من رجال الشرطة والقوات شبه العسكرية في ضفاف نهر نورجا بمدينة تونجي قرب العاصمة دكا لتوفير الأمن للمجتمعين. وتعتبر بنجلاديش ثالث أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان بعد إندونيسيا وباكستان؛ إذ يبلغ عدد سكانها نحو 140 مليون نسمة. جماعة التبليغ والدعوة وقد تأسست جماعة الدعوة والتبليغ في نيودلهي بالهند في الستينيات؛ بهدف إحياء الإسلام في قلوب المسلمين وحثهم على التمسك بتعاليمه وقيمه. وقد وجدت الجماعة مناخا خصبا في بعض الدول الأسيوية والعربية فكان انتشارها سريعا وازداد عدد أتباعها بشكل مطرد في العديد من الدول مثل باكستان وبنجلاديش ومصر والسودان وغيرها. وأبرز ما يميز هذه الجماعة مبادئها التي من أهمها تجنب الخوض في السياسة وأمور الحكم والاختلافات الفقهية باعتبار أن إصلاح الفرد المسلم، والتزامه بتعاليم دينه سيؤدي في النهاية إلى إصلاح المجتمع ككل، وحل جميع المشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وتنتهج الجماعة أسلوب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة وتنبذ العنف بجميع أشكاله، وتمثل المساجد مراكز انطلاقها واستقرارها.