بعد أن عجزت من النَّيل من ابن لادن، ارتأت السلطات الفيدرالية الأمريكية أن توجه حملتها ضد الإرهاب نحو خصم سهل المنال تحِّمله مسئولية هجمات الحادي عشر من سبتمبر، فكان القات اليمني المهرَّب إلى الولاياتالمتحدة هو الوجهة الأوفر حظاً في تحقيق مكاسب نوعية دون أي خسائر مادية، أو بشرية. فقد ذكر "ميخائيل هودزين" رئيس وكالة الهجرة والجمارك في ولاية متشيجان في تصريح لصحيفة "ديترويت نيوز"امس أن السلطات الفيدرالية في العاصمة "ديترويت" تبنت منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 القيام بحملة لاعتراض الطرود البريدية القادمة من اليمن بحثاً عن القات. وقد نجحت فعلاً في ضبط 139 طرداً بريدياً يحمل "قات"، في الوقت الذي لم تفلح السلطات الفيدرالية في العامين السابقين لأحداث 11 سبتمبر بضبط سوى أربعة طرود لا غير مما أثار الشكوك حول هذه الزيادة الكبيرة. وأضاف "هودزين" بأن الغاية من الحملة ضد القات هو "فقط للتأكد من أن الإرهابيين لا يعتمدون على هذه المواد، ولا ينطلقون من تأثيراتها"؛ مضيفاً (أن تفجير المدمرة الأمريكية "كول" في أكتوبر 2000م كان بمثابة نذير مبكر بالحادي عشر من سبتمبر، وهو الأمر الذي حدا بإدارة الولاياتالمتحدة الىالادعاء بأن اليمن تؤوي إرهابيين). كما نقل تقرير صحيفة "ديترويت نيوز" عن "دحان النجار"- وهو أحد المغتربين اليمنيين العاملين في إدارة البحث الاجتماعي جنوب "ديربون"- قوله: (لم يكن القاتل قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر موضوعاً ذا أهمية تذكر. وكان الأمريكيون أنفسهم ينظرون إليه كما القهوة. لكن يبدو لنا أن ليس من العدل والإنصاف أن يوجه الاتهام لليمنيين جميعاً بأنهم مدمنو مخدرات). أما المحامي "سيدني مور" من "أتلانتا" فيقول -بهذا الشأن- بأنه كسب (41-45) قضية لطرد مهاجرين في الولاياتالمتحدة بسبب تعاطي القات- الذي تحرمه قوانين الولاياتالمتحدةالأمريكية، منوهاً إلى أن حجته في الدفاع كانت تقوم على أساس أن أوراق القات لا تحتوي على مواد مخدرة وخطيرة، وأنما تحتوي على كميات ضئيلة جدا ً من مادة تسمى "أمفيتامين" وهي تولد الأحساس ب(السعادة المزيفة) التي يطلق عليها علمياً (يوفوريا Euphoria).