قال مسؤول غربي إنّ تسعة جنود أمريكيين لقوا مصرعهم السبت، في منطقة نائية من أفغانستان، فيما يعدّ أبرز هجوم دموي يستهدف الجيش الأمريكي هناك منذ سنتين. واستهدف الهجوم "النوعي" قاعدة عسكرية أمريكية تقع في قرية "وانات" في إقليم "كونار" شرق أفغانستان. ولم تتوفر معلومات ضافية حول ظروف الهجوم. وقال بيان عسكري سابق إنّ قوات الناتو تخوض قتالا عنيفا في منطقة دارإيباش، في إقليم كونار الذي يبعد عن العاصمة كابول نحو 150 كلم. وأشار البيان إلى وقوع إصابات "لدى طرفي القتال." والهجوم هو الأكثر دموية في صفوف القوات الأمريكية منذ مايو/أيار 2006. ففي يونيو/حزيران 2005، لقي 16 جنديا أمريكيا مصرعهم عندما أصابت قذيفة مروحية كانت تقلهم في نفس المنطقة. وقبل ذلك بشهرين، لقي 15 جنديا أمريكيا مصرعهم، إضافة إلى ثلاثة متعاقدين، عندما تحطمت مروحيتهم "التي كانت تحلّق في ظروف جوية قاسية" قرب غزني. وفي مايو/أيار 2006، لقي 10 جنود أمريكيين حتفهم في تحطم مروحيتهم قرب أسدأباد في إقليم كونار. وبلغ عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في أفغانستان 470 منذ بدء الحرب هناك. والهجوم هو الأبرز، الأحد، من حيث دلالته، ولكنه لم يكن الأكثر دموية، حيث أسفر هجوم آخر عن مقتل 21 شخصا. كما أدى هجوم انتحاري ثالث، نفذه صبي في مقتبل العمر، إلى مقتل أربعة آخرين. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأفغاني، الجنرال محمد زاهر عظيمي، إن انتحارياً على متن دراجة نارية فجر نفسه في مدينة "تارين كوت"، مودياً بحياة 21 شخصاً، بينهم أربعة من رجال الأمن الأفغاني. ولم تتضح المزيد من التفاصيل حول هذا الهجوم الانتحاري. وفي حادث مشابه، فجر فتى نفسه في معسكر للجيش في مقاطعة "مرجا" بإقليم "هلمند." واكتشف الحزام الناسف أثناء تعريض الصبي للتفتيش إلا أنه سارع بتفجير نفسه، وفق ما كشفت "قوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التابعة لحلف شمال الأطلسي "ناتو." ولقي الانتحاري، إلى جانب جنديين اثنين مصرعهم فور الهجوم، فيما لفظ طفل أنفاسه متأثراً بجراحه في وقت لاحق. وأدى الانفجار لإصابة ثلاثة أخرين بجراح، بينهم طفل. وعلى صعيد متصل، أعلنت القوات الأفغانية أنها قتلت، بمعية قوات التحالف، 40 مسلحا في اشتباكات مازالت جارية في إقليم هلمند. وأضاف البيان أنه تمّ تدمير 30 زورقا كان يستخدمه المسلحون في نهر هلمند. مصرع جندي من "إيساف" بانفجار وعلى صعيد العنف الدامي، أعلنت "إيساف" الأحد مقتل أحد جنودها بانفجار شمالي أفغانستان السبت. ولم تكشف القوة الدولية في بيانها المقتضب عن أي تفاصيل أو جنسية الجندي القتيل. السفارة الهندية بكابول تستأنف نشاطها وذكر مصدر مسؤول في سفارة الهند بكابول الأحد أن البعثة الدبلوماسية ستستأنف نشاط إصدار التأشيرات الاثنين، بعد أسبوع من التفجير الضخم الذي استهدفها وأسفر عن مصرع 58 شخصاً. ونقل المصدر أن أعمال صيانة المبنى، الذي تضرر جراء الانفجار الهائل، قد اكتملت. وأصيب أكثر من مائة شخص في الهجوم، الذي يعد من أكثر الهجمات دموية التي تشهدها كابول منذ الإطاحة بنظام طالبان. ورغم نجاح القوات الدولية عام 2007 في تحجيم المليشيات المسلحة بقتل أو اعتقال قياداتها، إلا أن أفغانستان تشهد عودة قوية للهجمات والعمليات التي تنفذها تلك العناصر المتشددة. وتطابق الأحداث على أرض الواقع مع تقرير حديث للبنتاغون تحدث عن إعادة حركة طالبان المتشددة تنظيم صفوفها وتشكيل "تمرد مرن"، والتقرير، الذي جاء بعنوان "تقرير حول الأمن والاستقرار في أفغانستان"، هو الأول من نوعه الذي يرفع إلى الكونغرس. وجاء في التقرير أنه رغم بعض التقدم الذي تم إحرازه في الحرب المعلنة ضد الحركة، التي أطاح بها الغزو الأمريكي لأفغانستان في أواخر عام 2001، إلا أنه من المتوقع حدوث بعض التراجع عن هذا التقدم. وتوقع تقرير وزارة الدفاع الأمريكية عودة الحركة عام 2008، وجاء فيه: ""من المرجح أن تحافظ حركة طالبان، بل وقد تزيد من مدى هجماتها الإرهابية وتسرع منها خلال العام 2008