دعاالاتحاد الأفريقي مجلس الأمن الدولي إلى تجميد التهم التي كان مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية قد وجهها بحق الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في إقليم دارفور المضطرب. وقال وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي المشاركون في اجتماع مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد والذي عُقد امس الاثنين في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، إن الطلب لاعتقال البشير وتوجيه التهم إليه "يهدد عملية السلام في المنطقة." يُذكر أن مجلس الأمن الدولي يتمتع بسلطة تأجيل تنفيذ أحكام الإدانة بحدود 12 شهرا. واتُهمت السودان بدعم مسلحي قبائل الجندويد في وجه الأفارقة السود في دارفور وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين بُعيد انفضاض الاجتماع المذكور، قال أوجو مادويكوي، وزير خارجية نيجيريا: "إن الاتحاد الأفريقي يطلب من مجلس الأمن الدولي إرجاء العملية التي كانت المحكمة الجنائية الدولية قد بدأتها، آخذا بالاعتبار الحاجة للتأكد من أن عملية السلام الجارية لا تتعرض للخطر." وكان المشاركون في الاجتماع المذكور قد ناقشوا الوضع في السودان في أعقاب مطالبة المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية، لويس موينو أوكامبو، بإصادر مذكرة اعتقال بحق البشير. "انعكاس سلبي" من جهته، قال الرئيس الكيني مواي كيباكي إن أي خطوة تتخذ باتجاه اتهام البشير سيكون لها "انعكاس سلبي". كما زار جبريل باسول، وزير خارجية بوركينا فاسو ومبعوث الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي، الخرطوم في وقت سابق في محاولة لإعادة إحياء مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والجماعات المسلحة في دارفور. وقد أعرب المبعوث الدولي عن توقعه بإمكانية التوصل لاتفاق سلام بين الطرفين، على الرغم من التعقيدات التي شهدها ملف دارفور في الفترة الأخيرة. الأممالمتحدة تقول إن أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم في الوقت الراهن تظهر جلية في إقليم دارفور صدى طيب ويأتي موقف الاتحاد الأفريقي، بعد يوم واحد فقط من إعلان عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بأن خطة العمل التي وضعتها الجامعة لحل الأزمة بين السودان والمحكمة الجنائية الدولية قد "لاقت صدى طيبا في الخرطوم". وكان موسى قد قال في أعقاب لقائه البشير في الخرطوم الأحد إنه "واثق من أن هنالك إمكانية لإحراز تقدم على طريق حل هذه الأزمة". وكان وزراء الخارجية العرب قد اجتمعوا في القاهرة يوم السبت الماضي لمناقشة الملف السوداني وأقروا خطة العمل لمعالجة الأزمة. يُذكر أن الأممالمتحدة تقول إن أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم في الوقت الراهن تظهر جلية في إقليم دارفور الذي يعيش حوالي ثلثي سكانه على المساعدات الغذائية، كما لقى قرابة 300 ألف شخص مصرعهم وشُرد مليونا شخص آخر من جراء أعمال العنف في الإقليم * المصدر: بي بي سي
