في أحدث سلسلة هجمات تستهدف خطوط إمدادات حلف شمال الأطلسي "الناتو"، داخل الأراضي الباكستانية، أضرم المسلحون النيران في 50 شاحنة جديدة في وقت مبكر من الاثنين، وفق مصادر أمنية باكستانية، ليقترب عدد الشاحنات والحاويات والعربات التي أحرقت خلال يومين إلى نحو 200 شاحنة. فقد قال نائب مفوض شرطة بيشاور، محمد افتخار، في تصريح لCNN، إن المسلحين هاجموا قوافل إمدادات القوات المتحالفة مع الجيش الأمريكي في أفغانستان، ما أسفر عن احتراق نحو 50 شاحنة. وهذا هو الهجوم الثاني الذي يستهدف قوافل إمدادات تلك القوات في منطقة بيشاور داخل الأراضي الباكستانية وبالقرب من الحدود مع أفغانستان خلال يومين. وتعتبر بيشاور مركز توزيع رئيسي لإمدادات القوات الدولية من المواد الغذائية والوقود، إلى جانب قطع الغيار العسكرية للقوات العاملة بالقرب من الحدود مع أفغانستان، وذلك لعدم وجود منفذ أفغاني يطل على أي بحار. وكان المسلحون قد دمروا 145 سيارة وشاحنة وحاوية خلال هجومهم الذي شنوه الأحد ضد نقطة تجمع للقوافل المتجهة إلى أفغانستان عبر بيشاور، فيما لقي رجل أمن مصرعه في الهجوم. وأسفر الهجوم أيضاً عن تدمير حاملتي جند مدرعتين وسيارة إطفاء حرائق، وفقاً للمسؤول في شرطة بيشاور، فضل محمد. فقد شن المسلحون الأحد هجوماً بقذائف الهاون والقنابل اليدوية على نقطة تجميع للشاحنات والحاويات، بالقرب من الممر الحيوي إلى أفغانستان فاشتعلت النيران في عشرات الحاويات التابعة لحلف الناتو. وتستخدم شركات إمداد قوات حلف شمالي الأطلسي في أفغانستان محطة "فيصلال"، خارج بيشاور، لتخزين حاويات المؤن استعداداً لنقلها براً عبر الحدود إلى داخل أفغانستان. وكان المسلحون قد شنوا هجوماً مماثلاً على مبنى آخر للشحن أسفر عن تدمير عدد من الشاحنات الأسبوع الماضي. ومؤخراً، تركزت هجمات المليشيات المسلحة على شاحنات نقل إمدادات القوات الدولية من باكستان إلى أفغانستان، وأضرم المهاجمون في إحدى تلك الضربات النار في عشرات من صهاريج نقل النفط أثناء توقفها في منطقة القبائل في أواخر مارس/أذار. وقالت مصادر أمريكية لشبكة CNN أن واشنطن تبحث عن خطوط إمداد بديلة في الوقت الحالي، مشيرة إلى احتمال اللجوء إلى تطبيق الاتفاق غير الرسمي مع أذربيجان، والذي يسمح باستخدام إقليمها ومرافقها لنقل المعدات.