كشف (إندراي إيفانوف) من معهد (فيرنادسكي) للكيمياء الجيولوجية، والتحليل الكيميائي في موسكو مصدر الهجوم الذي تعرضت له القاعدة السوفيتية في (العند) من محافظة عدن عام 1980، بعد بحث استغرق ما يزيد عن العقدين من الزمن في محاولة للوصول إلى هوية، ومصدر الجسم الذي ضرب القاعد السوفيتية. وذكر تقرير مجلة "العالم الجديد New Scientist" أنه في عام 1980 ضرب قاعدة الجيش السوفيتي في اليمن جسماً فضائياً غريباً من نوعه، ولم يسبق العلم بمثيل له، أثار دهشة الخبراء والعلماء السوفيت، خاصة وأنه كان يحتوي على مواد معدنية، لم يسبق رؤيتها من قبل، الأمر الذي حذا بالخبراء إلى نقل الكثير من شظاياه إلى المختبرات السوفيتية بموسكو لإجراء التحاليل المخبرية التي من شأنها كشف هوية هذا الجسم، ووجهة قدومه. وامضى "أندراي إيفانوف" عشرين عاماً في البحث اوصله إلى السر (شبه الكامل)، ليعلن بعد ذلك أنه نيزك، من المرجح أن يكون قد تشظى من أحد القمرين التابعين لكوكب المريخ (فوبوس، و دايموس)، إلاّ أنه يميل للاعتقاد أكثر بأن النيزك متشظٍ عن القمر (فوبوس). وأضاف التقرير: إن "إيفانوف" استخدم مجهر إلكترون لينظر من خلاله إلى تركيبة حبيبات الحجر الفضائي، مستخدماً أشعة إكس في كشط المعادن التي فيه، ثم قام بتبخير الشظايا الصغيرة، وتحليل العناصر المؤلفة لها، واستعان في ذلك بخبير من وكالة "ناسا" وهو "ميخائيل زولينسكي". يقول "زولينسكي": إن كل عينة من الشظايا تحولت إلى شيء ما جديد وغريب جداً، ومن بين تلك المواد الغريبة في النيزك كانت هناك شظيتان من حجر بركاني –الذي لا يمكن أن يتكون إلاّ من أجسام متماسكة، ذات لب محمر اللون، وذي قشرة شبيهة بمكون كوكب المريخ. ومن هنا رجح "إيفانوف" أن قطعة الحجر البركاني -ربما تكون متشظية من المريخ، وقُذفت في المدار على إثر اصطدام كويكبات أخرى به، معتقداً أن القمر "فوبوس" هو المرجح الأكبر لمصدر النيزك الذي ضرب القاعدة السوفيتية في العند باليمن، لأنه الأقرب من "دايموس" -بكثير إلى الأرض- إذ تبعد مداراته 6000 كيلو متر عن سطح كوكب المريخ. إلى ذلك يأمل "زولنسكي" أن تتولى وكالة الفضاء الأوروبية استكمال حل بقية اللغز، إذْ طلب عددٌ من العلماء البريطانيين من الوكالة إرسال بعثة إلى "فوتوس" ضمن البرامج المعدة لاستكشاف المريخ.