حذر مكتب الإحصاء في جمهورية التشيك من خطر انقراض السكان في تلك البلاد بعد حوالي 600 سنة، ما لم يتم التعويض عن نقص السكان هناك عبر هجرة من الأجانب.
واستند المكتب في تحذيره إلى إحصائية أجراها تفيد بأن عدد السكان البالغ اليوم 10.2 ملايين نسمة سيتناقص بحدود 1.8 مليون عام 2065.
وذكر أن العاصمة براغ ستشهد النقص الأكبر حيث سيكون العدد حوالي 280 ألف نسمة من أصل 1.3 مليون هو العدد الإجمالي اليوم، أما بقية المحافظات ال14 فستشهد انخفاضا يتراوح ما بين 14% و23%، وأن عدد الولادات سيقل عن عدد الوفيات عند مطلع عام 2016.
وأشار الإحصاء إلى أن أعداد المهاجرين -أغلبهم من روسياالبيضاء ومنغوليا وكزاخستان- في تناقص مستمر، وشهد العام الحالي أكبر هجرة لهم من البلاد إلى دول أخرى أكثر إغراء.
قيمة الأسرة
وفي قراءته لنتائج الإحصاء، قال المحلل الاجتماعي لدائرة براغ الأولى إيفان أوهرين إن الحياة العصرية الجديدة بالبلاد قد تغيرت بشكل كبير السنوات الخمس الأخيرة.
وأوضح أن الجيل الجديد تخلى عن الفكرة التقليدية في تكوين الأسرة عبر الزواج، وبات يقتنع بالعيش المنفرد من أجل حياة رغيدة، الأمر الذي يهدد بانهيار مؤسسة الزواج وتراجع كبير للولادات بلغت نسبته72%.
وأشار تقرير آخر إلى أن نحو 35% من الولادات الجديدة تتم خارج الأطر الزوجية لأسباب قال أصحابها إنها تتعلق بالحرية لتحقيق الارتقاء الوظيفي، والسفر للبحث عن حياة الرفاهية.
كما أشار أيضا إلى أن الأزمة الاقتصادية العالمية تركت آثارا كبيرة على الحياة الاجتماعية بالبلاد، حيث أدت إلى هروب المهاجرين بعد أن فقد حوالي 53 ألف أجنبي وظائفهم نتيجة تلك التداعيات.
وضع معقد مقابل ذالك سجل تقرير إحصائي جديد أن عدد المسنين الذين تجاوزوا المائة عام قد وصل في مارس/ آذار الماضي إلى 752 شخصا منهم 629 امرأة، سبعة منهن سيحتفلن نهاية هذا العام بعيد ميلادهن الذي سيصل إلى 107 أعوام.
ويضاف إلى ذلك ارتفاع عدد ضحايا حوادث المرور، حيث تعتبر البلاد الأولى بين دول الاتحاد الأوروبي، فقد قتل على الطرقات خلال العام الماضي 832 شخصا لأسباب منها التهور بالسرعة وتعاطي الخمور والمخدرات.
ويرى أوهرين أن الحالة الاجتماعية بالبلاد مستقبلا ستزداد سوءا في حال لم يتم تنظيم حملات لتعويض النقص بعدد السكان من الأجانب، بالإضافة إلى وضع برامج الدعم الاجتماعي المالي التي ستشجع على الإنجاب وغير ذلك، لذلك فإن الأسوأ بالفعل سيكون مستقبلا عبر انقراض الشعب التشيكي بعد ستة قرون.