الحكومة تجدد دعمها لجهود ومساعي تحقيق السلام المبني على المرجعيات    حادث تصادم بين سيارة ودراجة نارية على متنها 4 أشخاص والكشف عن مصيرهم    نجوم كرة القدم والإعلام في مباراة تضامنية غداً بالكويت    أطفال يتسببون في حريق مساكن نازحين في شبوة بعد أيام من حادثة مماثلة بمارب    اشتباكات بين مليشيا الحوثي خلال نبش مقبرة أثرية بحثًا عن الكنوز وسط اليمن    كارثة وشيكة في اليمن وحرمان الحكومة من نصف عائداتها.. صندوق النقد الدولي يدق ناقوس الخطر    أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني في صنعاء وعدن    ماذا يحدث في صفوف المليشيات؟؟ مصرع 200 حوثي أغلبهم ضباط    لا نهاية للحرب.. الحوثي تعلن عن تجهيز مليون مقاتل لمعركة ''البحر الأبيض'' وتتوعد: هؤلاء سيكونون هدفًا لنا    ثعلب يمني ذكي خدع الإمام الشافعي وكبار العلماء بطريقة ماكرة    قطوف مدهشة من روائع البلاغة القرآنية وجمال اللغة العربية    كيف تفكر العقلية اليمنية التآمرية في عهد الأئمة والثوار الأدوات    الحرب القادمة في اليمن: الصين ستدعم الحوثيين لإستنزاف واشنطن    الأكاديمي والسياسي "بن عيدان" يعزّي بوفاة الشيخ محسن بن فريد    بمنعهم طلاب الشريعة بجامعة صنعاء .. الحوثيون يتخذون خطوة تمهيدية لإستقبال طلاب الجامعات الأمريكية    تفاصيل قرار الرئيس الزبيدي بالترقيات العسكرية    بعد خطاب الرئيس الزبيدي: على قيادة الانتقالي الطلب من السعودية توضيح بنود الفصل السابع    المشرف العام خراز : النجاحات المتواصلة التي تتحقق ليست إلا ثمرة عطاء طبيعية لهذا الدعم والتوجيهات السديدة .    شيخ حوثي يعلنها صراحة: النهاية تقترب واحتقان شعبي واسع ضد الجماعة بمناطق سيطرتها    الحوثيون يزرعون الموت في مضيق باب المندب: قوارب صيد مفخخة تهدد الملاحة الدولية!    أرسنال يفوز من جديد.. الكرة في ملعب مان سيتي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    مارب.. تكريم 51 حافظاً مجازاً بالسند المتصل    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يفوز على مايوركا ويقلص الفارق مع برشلونة    مأرب تغرق في الظلام ل 20 ساعة بسبب عطل فني في محطة مأرب الغازية    " محافظ شبوة السابق "بن عديو" يدقّ ناقوس الخطر: اليمن على شفير الهاوية "    مقرب من الحوثيين : الأحداث في اليمن تمهيد لمواقف أكبر واكثر تأثيرا    ريال مدريد يسيطر على إسبانيا... وجيرونا يكتب ملحمة تاريخية تُطيح ببرشلونة وتُرسله إلى الدوري الأوروبي!    تكريم مشروع مسام في مقر الأمم المتحدة بجنيف    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    الحوثيون يستعدون لحرب طويلة الأمد ببنية عسكرية تحت الأرض    #سقطرى ليست طبيعة خلابة وطيور نادرة.. بل 200 ألف كيلومتر حقول نفط    مكتب الأوقاف بمأرب يكرم 51 حافظاً وحافظة للقران من المجازين بالسند    آرسنال يُسقط بورنموث ويعزز صدارته للدوري الإنجليزي    صندوق النقد الدولي يحذر من تفاقم الوضع الهش في اليمن بفعل التوترات الإقليمية مميز    نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين تصدر بيانا مهما في اليوم العالمي لحرية الصحافة (3 مايو)    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و654 منذ 7 أكتوبر    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    الرئيس الزُبيدي : نلتزم بالتفاوض لحل قضية الجنوب ولا نغفل خيارات أخرى    من هي المصرية "نعمت شفيق" التي أشعلت انتفاضة الغضب في 67 بجامعة أمريكية؟    بدء دورة للمدربين في لعبة كرة السلة بوادي وصحراء حضرموت    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    أفضل 15 صيغة للصلاة على النبي لزيادة الرزق وقضاء الحاجة.. اغتنمها الآن    تتقدمهم قيادات الحزب.. حشود غفيرة تشيع جثمان أمين إصلاح وادي حضرموت باشغيوان    بالفيديو.. داعية مصري : الحجامة تخريف وليست سنة نبوية    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    بعد إثارة الجدل.. بالفيديو: داعية يرد على عالم الآثار زاهي حواس بشأن عدم وجود دليل لوجود الأنبياء في مصر    لماذا يُدمّر الحوثيون المقابر الأثرية في إب؟    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    الارياني: مليشيا الحوثي استغلت أحداث غزه لصرف الأنظار عن نهبها للإيرادات والمرتبات    أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة    الصين تجدد دعمها للشرعية ومساندة الجهود الأممية والإقليمية لإنهاء الحرب في اليمن    ضلت تقاوم وتصرخ طوال أسابيع ولا مجيب .. كهرباء عدن تحتضر    انتقالي لحج يستعيد مقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بعد إن كان مقتحما منذ حرب 2015    المخا ستفوج لاول مرة بينما صنعاء تعتبر الثالثة لمطاري جدة والمدينة المنورة    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في آخر حوار صحفي لها قبل وفاتها.. فقيدة الوطن رمزية الإرياني ل «الجمهورية»:

الحوار التالي تنفرد به صحيفة “الجمهورية” مع فقيدة الوطن الأستاذة رمزية الإرياني – رحمها الله والتي وافها الأجل وهي في أوج عطائها الزاخر للوطن, كان خبر رحيلها أشبه بالصاعقة على رؤوس محبيها, في هذا الحوار استرجعت رمزية الإرياني شريط الذكريات ابتداء من دراستها الثانوية مروراً بكثير من المراحل التي تخطتها بكل ثقة وجدارة حتى بدء انعقاد جلسات مؤتمر الحوار الوطني الشامل.. فالي حصيلة الحوار:
نشأت في تعز
بداية حدثينا عن رمزية الإرياني الطفلة المناضلة المطالبة بحقوق المرأة؟
أولاً أحب أن أقول إن مدينة تعز المدينة الحالمة وحُلم كل اليمنيين هي التي شكلت شخصية رمزية الإرياني ,ولي كل الاعتزاز والفخر أنني نشأت وترعرعت في عاصمة الثقافة اليمنية في كل وقت, سأحدثك بداية وخاصة عندما أكملت دراسة الابتدائية أنا ومجموعه من زميلاتي قرروا في وزارة التربية والتعليم انه لن يتم فتح فصول للمرحلة الإعدادية للبنات بسبب عدم وجود مدرسات إناث, فدعوت كل زميلاتي وحتى زملاءنا من الذكور للتظاهر والمطالبة بفتح فصول للإعدادية للبنات وفعلاً خرجنا في شوارع مدينة تعز منددين بعدم السماح لنا بمواصلة التعليم وكنا نردد شعارات أتذكر منها “الثورة من أجل التعليم” “وبرع برع يا إرياني” بالرغم أن القاضي الإرياني كان رئيساً للجمهورية في ذلك الوقت وهو خالي في نفس الوقت، فأخبروه بوجود تظاهرات عرف بالمظاهرات التي حصلت فاتصل بوزير التربية والتعليم وقال عالجوا الموضوع بسرعة شديدة وفعلاً بعد نضالات سمح لنا بفتح فصول دراسية لمواصلة التعليم.
تشجيع الوالدين
ما مدى تقبل أسرتك وبالتحديد والدك ووالدتك للجرأة التي كنت تمتازين بها منذ طفولتك؟
لاشك أن والدي ووالدتي كان لهما الدور الكبير في صقل شخصيتي وإثرائها, والدي مثلاً كان يغض الطرف عن بعض الأعمال والتصرفات التي كنت أقوم بها, يعني هي تصرفات جريئة لطفلة في ذلك الوقت, وانا كنت اعتبر سكوته علامة رضا وفي بعض الأحيان كنت أسبب لهم بعض الإحراجات والانتقادات فذات مرة انتقدت “الشرشف” وهو لباس النساء اليمنيات في ذلك الوقت, وقلت انه من العادات التركية وليست اليمنية, فسمع بعض القضاة هذا الكلام فانتقدوا والدي لأن والدي كان قاضياً ورئيس محكمة في ذلك الوقت, وقالوا له ليش تسكت عما تقوله ابنتك للناس، المهم حتى والدتي كانت تدعمني عندما كنت اذهب لبعض البيوت وأطالب الأمهات بأن يلحقن بناتهن في فصول محو الأمية وكانت بعض النسوة ينزعجن من ذلك.
في وزارة التربية
رمزية الإرياني كانت ومازالت من الأوائل سواء في الثانوية ألعامة, وأول امرأة يمنية تعمل في السلك الدبلوماسي في اليمن وأول امرأة يمنية تعمل في التفتيش التربوي، دائماً الأولى ما سر هذا التميز في حياتك؟
قديماً كانت المرأة اليمنية بعد الثورة اليمنية 26 سبتمبر لا يمكن أن تعمل في أي وظيفة خصوصاً أن اغلب الوظائف الإدارية كانت محصورة على الرجال, ثم توالت الأيام وسمح للنساء بالعمل لكن بشروط أن تعمل أعمالاً مخصصة لهن مثلاً في أن تعمل في التحويلة أو الطباعة أو السكرتارية في حد اعلى, وانا عندما تخرجت تم تعييني بعد التخرج مديرة مساعدة لمعهد سالم الصباح التعليمي وعملت فيه لمدة سنة, ثم حاولت أن انتقل إلى وزارة التربية والتعليم فعندما انتقلت للعمل في ديوان الوزارة لم يكن يوجد فيها أي عمل للنساء عدا غرفة صغيرة بداخل الوزارة مكتوب على بابها التعليم النسوي, وأي امرأة كانت تريد العمل في وزارة التربية والتعليم كانوا يأخذونها إلى التعليم النسوي لم تكن إدارة أو أي شيء ولم يكن لديها أي صلاحيات ولم يفعل ذلك المكتب, وأول ما وصلت إلى الوزارة شاهدت الحال التعيس الذي كن يعشنه تلك النسوة الموظفات, قررت أن التقي بوزير التعليم حتى اخبره بتلك المعاناة , وفعلاً التقيت بوزير التربية والتعليم وانتقدت عمل الوزارة خصوصاً ما يخص المرأة, فرد عليّ الوزير لقد أنشأنا التعليم النسوي, فرددت عليه: لم آتي إلى الوزارة حتى اعمل في التعليم النسوي, فالمدرسة كانت ارحم لي منك ومن كلامك يا سيادة الوزير عليك أن تفتح مجالات جديدة للنساء قلت له: ليش ما أكون مثلاً في التفتيش الإداري أو المالي في الوزارة, وبعد إلحاح شديد وافق الوزير على طلبي رغم امتعاضه الشديد مني.
حدثينا كيف كان أول يوم عملت فيه في دائرة التفتيش بوزارة التعليم؟
أتذكر أول يوم دخلت فيه وكان الموظفون من الرجال كلهم، كانوا رجالاً موجودين في المكتب وجوههم تظهر عليها علامات الاستغراب من وجودي في الدائرة بعدين جاء إليّ رجل كبير في السن وقال لي: أيش تريدي يابنتي, قلت له: أنا موظفة عندكم وصدر قرار من الوزير بذلك فرد عليّ مش معقول لكن ليش يابنتي ما تغطي وجهك، النسوان كلهن مبرقعات أنتي تفتشي وجهك ليش, فرددت على ذلك الموظف كبير السن: اني اظهر وجهي بقناعة ولا يعني أن هذا الشيء حرام وأبي قال لي أن إظهار وجه المرأة ليس بحرام, وأبي قاض شرعي, ثم رد عليّ وزوجك يعرف انك موظفة قلت له نعم وأنا أم لولد, وكان هذا الحوار يدور بيني وبين الموظف كبير السن وبقية الموظفين كانوا خارج المكتب, وفي اليوم الثاني لدخولي مكتب التفتيش الإداري والمالي دخلت المكتب أنا وطفلي الصغير فأول ما دخلت المكتب وإذ بجميع الموظفين الذين فيه يخرجون كأن من دخل عليهم شبح، المهم انهم تعودوا على وجودي بعد أن يئسوا من تطفيشي من المكتب بكافة وسائل الترغيب والترهيب وكل ذلك كوني امرأة فقط لا أكثر ولا اقل, وبعد اشهر واشهر اضطروا للدخول إلى المكتب والتعامل معي, كان امراً واقعاً بالنسبة لهم, وأتذكر أول مرة اخرج معهم للتفتيش على بعض المدارس حدثت مشكلة، أو بالأحرى جعلوا خروجي معهم مشكلة فكان لسان حالهم كيف ستصعد معنا في التاكسي هذه المرأة, خرجت مع ثلاثة موظفين وقلت لهم الموضوع عادي أنا سأصعد بجانب السائق وانتم الثلاثة وراءه فذهبنا وفتشنا على المدارس وكان الأمر عادياً، المهم أنا احكي لك كيف كان الجهل بحقوق المرأة مسيطراً على مجتمع ذكوري مسيطر عليه الانغلاق الكامل في كل الأمور التي تخص النساء.
وزارة الخارجية
وكيف انتقلت للعمل في وزارة الخارجية؟
في أحد الأيام وانا اعمل في التفتيش التربوي قرأت إعلاناً في احدى الصحف المحلية, الإعلان كان عن مسابقة للتوظيف في وزارة الخارجية اليمنية، فذهبت إلى الوزارة وقدمت ملفي فقال لي الموظف المسئول عن التوظيف: تريدين أن تعملي طباعة أو سكرتيرة فرددت عليه أريد في أي مجال آخر فضحك فقلت له: ليش في قانون يمنع أن تعمل المرأة اليمنية في وظائف أخرى غير الطباعة والسكرتارية, أنا أريد أن ادخل الامتحان مع زملائي فضحك وقال: كيف هذا الكلام يا أختي أنت امرأة فرديت عليه: امرأة أيوه لكنني خريجة جامعة القاهرة قسم فلسفة, فقال أمري إلى الله رح اقبل الملف, لكن اعلمي انك لن تنجحي في الاختبار، فبعد أيام دخلت الامتحان التنافسي كان ذلك في بداية الثمانينيات وبعد أشهر من أدائي للامتحان رجعت حتى أرى النتيجة وكانت أسماء المقبولين معلقه على الحائط فسالت احد الموظفين هل نجحت فقال كيف رح تنجحي وأنتي امرأة, فذهبت إلى مكان تجمع بعض المتقدمين وهم يشاهدون لوحة الأسماء فوجدت اسمي موجوداً ومسجل على إنني في المركز الثاني من بين 90 متقدم للامتحان ففرحت, وكان الذين يقفون بجانبي يقولون لي يمكن يا أختي في خطأ في الاسم أو أنه في تشابه في الأسماء أتأكدي, الذي في الورقة مكتوب عليه اسم رمزي وأنت رمزية، المهم إنني نجحت في اجتياز الاختبار كان بعد الاختبار مرحلة أخرى للتوظيف في هذه الوظيفة المرموقة وهي مرحلة المقابلة الشخصية, وكنت استعد للمقابلة من خلال قراءتي للكتب السياسية والقانونية واستماعي للأخبار في الإذاعة, والحمد لله اجتزت المقابلة بنجاح وبعد اجتيازي المقابلة فوجئت بتعييني في قسم الأرشيف وأتذكر أول يوم دوام في قسم الأرشيف قال لي مسئول القسم يا ابنتي أنت درستي للصف الخامس أو السادس ابتدائي, فرددت عليه لا أنا خريجة فلسفة جامعة القاهرة، المهم أنني كنت غير راضية عن عملي في قسم الأرشيف وأثناء عملي في القسم كنت أقوم بجمع الإخبار والأحداث السياسية التي كان يشهدها العالم والوطن العربي عبر قراءة الصحف المحلية , ومشاهدتي للتلفاز القناة الأرضية المحلية القناة التلفزيونية الوحيدة في ذلك الوقت , كذلك كنت استمع للأخبار عبر إذاعات مثل إذاعة ألبي بي سي وغيرها, وكنت أقوم بترتيب وجمع الأخبار وإرسالها إلى مكتب الوزير بشكل يومي ,حتى لفتت تلك الأخبار نظر وزير الخارجية وقال من هذا الذي يبعث لي كل يوم بالأخبار والأحداث السياسية من كل أنحاء العالم فردوا عليه هذه موظفه في قسم الأرشيف فاستدعاني الوزير وسألني من أنت؟ فقلت له: أنا موظفة بقسم الأرشيف وخريجة جامعة القاهرة ووو,,,الخ , المهم حدثته عن نفسي فقال أنت مفروض تتعيني في الدائرة السياسية, فاستدعى مدير الدائرة السياسية في الوزارة وقال له أنا رح أعطيك هدية هذي البنت رح تنشط لك الدائرة ورح تستفيد منها , وانه من اليوم وصاعداً رمزية رح تشتغل معاك فبدأت العمل في الدائرة ويوماً بعد يوم تتدرجت في المناصب وأثناء عملي في الدائرة السياسية كنت أقوم بعمل دراسات وأبحاث علمية خاصة بعدة دول عربية وإسلامية وغربية , حتى كونت أرشيفاً بذلك وبعد مرور سنوات تم تعيين مجموعة من الزملاء بحسب القائمة والخبرة والأسبقية للعمل في السلك الدبلوماسي والسفر خارج البلاد, وبسبب إنني امرأة رفضوا تعييني في السلك الدبلوماسي بسبب انني امرأة ورجعت تلك المشكلة المؤرقة لي من جديد ومرت الأيام وانا مستاءة مما حصل لي، حتى التقيت في احدى المناسبات الرئيس السابق علي عبدالله صالح , فاستغليت الفرصة وشرحت له ما تعانيه المرأة اليمنية من ظلم وتهميش وشرحت له مشكلتي الشخصية أن المسئولين في وزارة الخارجية رفضوا أن يعينوني في السلك الدبلوماسي بسبب اني امرأة, فكتب لي الرئيس صالح توجيهاً صريحاً بتعييني في السلك الدبلوماسي, وأتذكر انه جاء في التوجيه هذ العبارة “أن تعييني يعتبر من احد الحقوق المكفولة لي ولجميع نساء اليمن المؤهلات” ففرحت بهذا التقدير , وذهبت بتوجيه الرئيس إلى وزير الخارجية آنذاك وهو “علي لطف الثور” فأصدر الوزير قراراً بتعييني قنصلاً في الهند وكنت أول امرأة يمنية تعمل قنصلاً في وزارة الخارجية ثم انتقلت للعمل في تونس وكنت أمارس عدة أنشطة في ذلك البلد منها التعريف باليمن عبر التلفزيون التونسي لمدة 5 دقائق كل يوم, وكانت تلك الفقرة تحظى بمتابعة شديدة من الجمهور التونسي , ثم تعينت في الولايات المتحدة الأمريكية, وعشت فيها فترة كبيرة حتى صدر قرار في عام 1999م بتعييني سفيرة في إحدى دول أوروبا الشرقية, فرفضت بسبب أن تلك الدول لا توجد بها مدارس عربية أو إسلامية والجاليات العربية أو الإسلامية غير متواجدة في تلك الدول ليس كما هو الحال في أمريكا أو بقية الدول، وبعد اعتذاري صدر قرار أشبه بالعقاب وهو قرار بإحالتي إلى التقاعد, ثم رجعت إلى اليمن وانا متألمة بشدة لقرار التقاعد وتساءلت كيف يحيلوني للتقاعد وانا في قمة العطاء, وانا متحمسة لخدمة وطني, ومن حسن حظي أن ملفي التقاعدي لم يقبل من الجهة المسئولة عن التقاعد فصدر قرار بتعييني بدائرة حقوق الإنسان لكن في تلك الفترة لم تعد لديّ رغبة للعمل نتيجة المماحكات والتدخلات من بعض الموظفين في الوزارة لعملي.
اتحاد نساء اليمن
كيف كان ولوجك لاتحاد نساء اليمن؟
بعد كثرة المماحكات في وزارة الخارجية قررت أن اتجه للعمل في منظمات المجتمع المدني, وقررت أن اعمل في اتحاد نساء اليمن وكان هاجسي الأول أن أقوم بتوحيد الاتحاد شمالاً وجنوباً, وأجريت انتخابات لرئاسة الاتحاد أنا ومجموعة وانتخبت لعدة دورات رئيسا له, والحمد لله الاتحاد مازال حتى اليوم يسخر كل طاقاته لخدمة نساء اليمن من خلال البرامج التعليمية والصحية والاقتصادية, وبرامج التمكين للنساء, والحماية القانونية لهن والتي ينظمها طيلة أيام السنة عبر فروعه في جميع المدن اليمنية.
العمل الصحفي
أسست مجلة أبحاث سياسية في العام 1989, وكانت أول مجلة تصدر من وزارة الخارجية, وكنت رئيسة لتحرير عدة صحف متخصصة بالمرأة حدثينا عن تجربتك مع الصحافة؟
بعد عودتي من الهند وحصولي على درجة الماجستير من جامعة “جواهر نهرو” رجعت إلى اليمن وقمت بتأسيس مجلة “أبحاث سياسية”, وقامت الدنيا ولم تقعد عند بعض السفراء والمدراء المتواجدين في وزارة الخارجية في ذلك الوقت, كيف أن امرأة تقوم بتأسيس مجلة وفي الوزارة عدد من السفراء والأكاديميين المتخصصين بالسياسة والصحافة والشئون الدولية, فقلت لهم: يا جماعة انتم لم تفعلوا وتنشطوا إداراتكم, وانا في عملي رئيسة “دائرة البحوث والدراسات”, قمت بتفعيل الإدارة بإصدار المجلة، المهم انه بعد محاولات متعددة لإيقاف إصدار المجلة اتفقنا أن تصدر المجلة بدون أن اكتب فيها أنني رئيسة التحرير, وصدرت المجلة وكان لها نجاح كبير في ذلك الوقت، وقد أصدرت بعد ذلك باسم اتحاد نساء اليمن جريدة خاصة استمرت فترة طويلة، ومؤخراً مازلت أقوم برئاسة تحرير مجلة “المرآه والتنمية” والتي تصدر باسم الأمانة العامة للاتحاد النسوي العربي, أتذكر قديماً وبعد تخرجي من الثانوية كنت افكر بالالتحاق في كلية الإعلام ولكن لم يحالفني الحظ لكنني دخلت الفلسفة عشان المنطق والمنطق فيه أشياء شبيهة بالرياضيات وكنت احب الرياضيات جداً.
صراع الدبلوماسية
أستاذة رمزية أيهما أفضل قيادة العمل النسوي التطوعي في إطار منظمات المجمع المدني ,أم العمل في السلك الدبلوماسي؟
الدبلوماسية هي الصراع مع المسئولين بطريقة ناعمة أي بالمجاملات والبرستيج وأشياء أخرى, ولكنني اشعر بالارتياح عندما اقدم أشياء للنساء والعمل الإنساني مهما قمت به لا تشعر انك قدمت شيئاً.
ضحية الجشع
تم اختيارك ضمن افضل كتّاب القصة القصيرة في الخليج والجزيرة العربية حدثينا عن شغفك الأدبي؟
بدأت اكتب الرواية منذ كنت في الصف السادس ابتدائي, وكانت بداياتي بأسلوب ركيك وبدأت امزج الواقع بالخيال, وأول رواية نشرت لي في العام 1970م بعنوان “ضحية الجشع”, بعد ذلك نشرت العديد من القصص القصيرة أهمها (أنا أريد أن أتعلم – لعله يعود -دعوني أتعلم – لا أريد الزواج- بدون علم) واشهر قصة لي كتبتها لمنتدى المستمعين في لندن بعنوان (اتركوني العب) كانت في عام 1986م, أيضاً لي كتابات عن النساء الرائدات في اليمن ,وقد ترجمت بعض الأقصوصات الخاصة بي إلى اللغة الإنجليزية وآخر قصة كتبتها (الحب محرم في مدينتنا) لكنني أحس أنني أضعت رمزية الأديبة في سبيل العمل الإنساني بالرغم إنني مستمرة في الأعمال الأدبية.
صغير الفساد
لك تجربة رائدة في إنتاج العديد من أفلام الكرتون التوعوية حدثينا عن هذه التجربة؟
وجدت أن أفلام الكرتون يتابعها الصغار والكبار ولها تأثير كبير وكانت الفكرة عندما بدأت اكتب قصص للأطفال مثل “صغير الفساد” و«العدالة في قريتنا» و«سلمى», والحمد لله حققت تلك القصص نجاحاً وأصبحت أفلاماً كرتونية ولاقت رواجاً كبيراً عند الناس خصوصاً في الأرياف, لأننا قمنا بعرض تلك المسلسلات في مدارس الريف اليمني كما أن مسلسل “سلمى” عرض في قنوات متعددة منها الجزيرة للأطفال والفضائية اليمنية, وتلفزيون عدن.
جائزة التحالف العالمي للمرأة
تم اختيارك في المركز الرابع ضمن أفضل 100 امرأة حول العالم وبموجبه حصلتي على جائزة التحالف العالمي للمرأة في كندة ما الذي مثلته لك تلكِ الجائزة؟
استغربت كيف وصلت معلومات عني لتلك المنظمة العالمية التي اختارتني ,وبفضل الله كنت الوحيدة التي تم اختياري من بين نساء الشرق الأوسط فوصلتني رسالة من المنظمة تبارك لي اختياري للحصول على الجائزة وطلبوا مني السفر لاستلام الجائزة فلم استطع السفر وتم تفويض سفير اليمن في كندة لاستلام الجائزة وكانت عبارة عن شهاده تكريم ومبلغ مالي, والجائزة تعني أن التقدير والتكريم من خارج بلدك ومن مكان بعيد هو تكريم لبلدك بشكل عام.
تعليم جيد
دائماً ما يقال هذا السؤال التقليدي عندما تسأل الشخصيات الناجحة, وخصوصاً النساء, سؤالي كيف استطعتِ أن توفقي بين أعمالك المتعددة والاهتمام بالأسرة؟
منذ أن ألحقت أولادي في التعليم أي أن أي ابن لي يدرس من الصف الأول ابتدائي وحتى السادس فأنا اشرف عليه إشرافاً مباشراً وأتابعه, وأحدد لهم الوقت المناسب للمتابعة ففترة ما بعد الظهيرة لا يمكن أن اخرج فيها لأنها الوقت المخصص لأولادي وأنا الحمد لله متزوجة من السفير عبدا لملك الإرياني الرجل العظيم, الذي اعتبره كل حياتي, وهو يعمل في وزارة الخارجية حيث إنني تزوجت وانا في الثانوية العامة واي نجاح لي يعود الفضل فيه لزوجي الذي كان دوماً السند لي في كل الأوقات، والحمد لله اكثر جائزه تعني لي في حياتي هم أولادي الذين استطعت أن اعلمهم التعليم الجيد وجميعهم من الأوائل في تعليمهم في كل المراحل التعليمية على الرغم من تنقلي من بلد إلى آخر، لديّ ولدان وبنتان ابني الأكبر من مواليد 1977 ويعمل حالياً مهندساً معمارياً واصغر أولادي من مواليد 1990م وكل أولادي متزوجين, وأنا الآن جدة لدي 6 أحفاد والحمد لله اشعر بالسعادة لأن أسرتي سعيدة.
رموز الحركة النسوية
برأيك من النساء الموجودات يعتبرن رموزاً للحركة النسوية اليمنية؟
هناك الكثير والكثير اللاتي نفخر بعطاءاتهن ومجهوداتهن في سبيل أن تنال المرأة اليمنية كافة حقوقها.
أريد من حضرتك تحديد أسماء؟
لا بأس هناك: أسماء الباشا, واروى عثمان, وهدى البان, وشفيقة سعيد, وتوكل كرمان, وحورية مشهور, والكثير من اللاتي اثبتن فاعليتهن على الساحة سواء سياسياً أو ثقافياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً, هناك أسماء كثيرة وكثيرة وكلهن يحظين باحترام وتقدير.
وحدة الصف والكلمة
لننتقل إلى مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ماذا يعني لكي هذا الحوار؟
يعني لي الشيء الكثير يعني لي التئام الجسد اليمني، يعني لي وحدة الصف والكلمة ,الحوار كان لابد وان يعقد حتى تصفى القلوب.
أنا متسامحة
شُنت على شخصك حملة إعلامية من قبل أحد أعضاء الحوار, حدثينا عن الأسباب والدوافع؟
لا أريد أن أتكلم في أي شيء من هذا القبيل، أخلاقي لا تسمح لي بالرد على الصغائر والكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر ,والحمد لله بطبيعتي أنا متسامحة ومحبة للجميع واي إساءة لا ترد إلا على صاحبها ,علينا أن ننسى جراحات الماضي ونتطلع إلى المستقبل ولبناء اليمن الحديث يمن تسود فيه قيم العدل والتسامح والإخاء.
مسألة قناعات
أستاذة رمزية البعض يقول: لماذا تتمسكين بحزب المؤتمر حتى اليوم؟
المسألة مسألة قناعات ,وأنا أتشرف بأني عضوة في حزب المؤتمر ولا يجب أن ينسف الماضي وتنسف إيجابياته, حزب المؤتمر ساهم في بناء دولة ومازال يساهم حتى اليوم ,لا يجب أن نفكر التفكير الحزبي الضيق, يجب أن يكبر حجم تفكيرنا بحجم الوطن.
تفاؤل بالنجاح
أخيراً هل سينجح مؤتمر الحوار الوطني؟
أنا متفائلة بنجاحه طالما اجتمعنا على خير, وهناك إرادة قوية من الجميع لإنجاحه فإنه سينجح.
سيرة ذاتية
الأستاذة رمزية عباس الإرياني - رئيسة الاتحاد العام لنساء اليمن , الأمين العام للاتحاد النسائي العربي, وعضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل من مواليد 1954م - قرية إريان محافظة إب.
تلقت تعليمها الثانوي في مدينة تعز وحصلت على البكالوريوس في الفلسفة من جامعة القاهرة , حصلت على الماجستير في الأدب السياسي من جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي الهند عام 1985, وسجلت الدكتوراه في الحكايات المروية في الأدب الشعبي اليمني من جامعه صنعاء عام 2010م، تقلدت العديد من المناصب في وزارة الخارجية اليمنية وهي الآن بدرجه وزير في الدولة, ولها إسهامات كبيرة في الحركة النسوية اليمنية والعربية، كاتبة وأديبة حصلت على شهادة تقدير وشكر من مكتبة الكونجرس الأمريكية في واشنطن لنشر الثقافة النسائية الشرق أوسطية في عام 1999, وتقلدت العديد من الأوسمة والجوائز التكريمية لدورها البارز في مناصرة قضايا حقوق الإنسان ولدورها الرائد في العمل التطوعي , انتخبت رئيساً لشبكة منظمات المجتمع المدني في اليمن, مؤخراً اختيرت عضواً في المجلس الأعلى للخبراء الاستشاريين بالبنك الدولي بواشنطن, وعضواً بمؤتمر الحوار الوطني الشامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.