يتمسك الناس بالعادات والتقاليد كمن يتمسك بيد والده لقطع طريق المشاة في أحد شوارع سوق البلد , ليعبر الطريق بكل سلامة واطمئنان , بينما قد يطول قطع الطريق على ذلك الغلبان الذي قابله الناس بالعادات والتقاليد كما يتحجج بها من له مصلحة معها لتعسير سبل الزواج على من يريد أن يكمل نصف دينه وبقية حياته , فأصبحت عاداتنا هي التي تسير أمور حياتنا وهي ذاك الهدف الذي نعمل على إثره منقادين لها ولما تنصه علينا من قرارات بغض النظر عن هي سليمة أم لا . لم ننظر إلى ماهية عاداتنا ومبادئنا بل أصبحنا نسير على عمانا سالكين طرقاً لا تنتهي , تعصب وتمسك لا يليق بوالد العروسة عندما أحرج ذلك الشاب بطريقة الإتيان بعلبة المهر وطريقة تقديم صحن ( البقلاوة ) , ولم يبق إلا أن يختار له الملابس التي سيحضر بها لتقديم تلك العلبة التي كادت أن تحيرني معها , بعدها فوجئ الشاب على أن هناك ما يسمونه أهل بلاد الشام وما جاورها ب ( المتأخر ) وهو مهر يقدم للعروسة في أي وقت يقتدر على دفعة العريس . وأصبح يتيه فكره هنا وهناك يفكر في كيفية تقديم المهر أم صحن البقلاوة الذي سيقدمه وكيف , أم في ما يسمونه بالمتأخر ليجمعه ويعيد حساباته من جديد , أهو مجرد حلم وينتهي , أم هي بالفعل أصبحت تعقيدات وعادات كما يصفونها , إن التفكير في الخوض في تجربة الزواج أصبحت بعيدة كل البعد عن واقع الشباب لهذا اليوم لتكاليفه الزائدة وتعقيداته غير المنطقية , أصبحنا ننظر إلى بناتنا على أنهن سلعة تباع , لم ننظر إلى ذلك الذي أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعف نفسه فزوجه النبي صلى الله عليه وسلم على أن يقوم بتحفيظ زوجته ما يحفظ من القرآن . نحن ننظر إلى من هو الذي سيتزوج ابنتنا لا ننظر إلى ما هو المال المدفوع لها فكثير من الناس يملكون المال وهم فاقدين للأخلاق والدين , حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) لم يقل ماله وسمعته ومنصبه , لا أخالف من يقول أن المال مهم ولكن ننظر إلى الأهم , في أغلب تطلعاتنا . وقفة تأمل مع كل أب , أين سيذهب كل من أبنائنا وبناتنا حين ارتفاع المهور وتعقيد سبل الزواج عليهم ؟