قال جمال مبارك أمين السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر امس، إن مصر ستجري انتخابات الرئاسة في ايلول/ سبتمبر من العام القادم، وان الحزب الحاكم سيجتمع بحلول تموز/ يوليو لاختيار مرشحه. ويذكي اقتراب موعد الانتخابات التكهنات بشأن ما إذا كان الرئيس حسني مبارك، الذي يتولى الرئاسة في مصر منذ عام 1981 سيرشح نفسه لفترة ولاية سادسة. ويقول محللون إن القوانين المنظمة للانتخابات تضمن فوز مرشح الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. وفي انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2005 والتي كانت أول انتخابات تعددية في مصر فاز مبارك بالرئاسة بسهولة. وأشار مسؤولون بالحزب الوطني الى ان مبارك (82 عاما) سيخوض الانتخابات العام القادم إذا كان قادرا على ذلك. وإذا لم يستطع فإن كثيرين يعتقدون ان نجله جمال أو مرشحا آخر له خلفية عسكرية سيخوض الانتخابات مكانه. وقال جمال مبارك (47 عاما) للصحافيين 'انتخابات الرئاسة ستجرى في ايلول/سبتمبر من العام القادم... ستعرفون من هو المرشح النهائي عندما يجتمع الحزب في وقت ما قبل بدء العملية في تموز/يوليو القادم لاتخاذ قراره الرسمي النهائي'. وفي حال إكماله فترة رئاسية سادسة سيبلغ عمر مبارك 89 عاما. ومنذ إجرائه عملية جراحية لإزالة الحوصلة المرارية في آذار/ مارس عكف مبارك على تنفيذ جدول أعمال مكثف في الداخل والخارج وظهر مفعما بالحيوية والنشاط في عدة لقاءات عامة. وفي برقية دبلوماسية مسربة كشفها موقع ويكيليكس قالت السفيرة الأمريكية في القاهرة مارغريت سكوبي إن مبارك سيخوض 'حتما' الانتخابات عام 2011 ويبقى في الرئاسة الى أن يموت. وينفي مبارك وجمال أي خطط لنقل الرئاسة من الأب الى الابن. وردا على سؤال عما إذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة القادمة، قال جمال مبارك 'لقد أجبت على هذا السؤال ليس فقط قبل خمس سنوات، بل أجبت عليه ربما ثلاث أو أربع مرات سنويا خلال السنوات الخمس منذئذ. وردي لم يتغير'. واعتبر مراقبون ان جمال مبارك عمد الى ابقاء الغموض حول اسم المرشح المرتقب ليحافظ على فرصته في الترشح، اذا تغيرت الظروف حتى العام المقبل. وكان الامين العام للحزب صفوت الشريف وامين الاعلام علي الدين هلال اكدا ان مرشح الحزب هو الرئيس حسني مبارك، ما لم يغير رأيه. ولكن جمال والمحسوبين عليه في الحزب يصرون على ان المرشح سيتقرر في العام المقبل. وكان المؤتمر العام للحزب اظهر مجددا دورا قياديا لجمال، الذي ترأس عددا من الجلسات بينها جلسات حول الفقر والعدالة الاجتماعية والخدمات الصحية، في محاولة لتحسين صورته، ولابعاده عن مجموعة مليارديرات يتصدرون الواجهة في الحزب والحكومة، ويواجهون اتهامات بعدم الاهتمام بالغالبية المسحوقة من الشعب المصري. ولوحظ ان جمال كان المتحدث الاساسي بعد الرئيس المصري في ما يخص السياسات، بينما اكتفى الامين العام للحزب في خطابه بعبارات عامة، اعاد فيها بعض ما جاء في خطاب الرئيس من 'دعوة للتواصل مع الشارع، وابلاغ من لم تصلهم بعد ثمار التنمية بأنها على الطريق'. ولاحظ مراقبون ان الانتخابات دعمت الجناح المعروف ب'جناح البيزنس' الذي يتزعمه امين التنظيم احمد عز وهو الداعي الرئيسي لترشيح جمال في الانتخابات المقبلة، بعد ان يتنحى والده، بينما يؤيد ما يعرف بالحرس القديم ترشح مبارك لفترة جديدة.