تجمع ما لا يقل عن الفي محتج في ساحة بالعاصمة المغربية الأحد لمطالبة الملك محمد السادس بالتخلي عن بعض سلطاته وبالتصدي للفساد الحكومي. وكان بعض المحتجين يلوحون بالعلمين التونسي والمصري في اعتراف بفضل الانتفاضتين الشعبيتين هناك. وذكرت صحيفة "القدس العربي" اللندنية ان الشرطة وقفت بزيها التقليدي بعيدا عن الاحتجاج في منطقة باب الأحد رغم وجود ضباط بملابس مدنية بين الحشد ومعهم دفاتر. ويقول محللون "إن المغرب هو أحد البلدان العربية الأقل ترجيحا ان تجرفه موجة الاحتجاجات التي تجتاح المنطقة في ظل عاهل اصلاحي يحكمه واقتصاد متنام يتمتع به". وردد المشاركون في الاحتجاج شعارات ترفض الدستور المصاغ لمن سموهم بالعبيد وتطالب بإسقاط حكم الفرد. ومع سقوط الأمطار الغزيرة استخدم الناس أغطية بلاستيكية كمعاطف مؤقتة للوقاية من الأمطار. وقال مصطفى مشطاطي من حركة باراكا "كفاية" التي ساعدت في تنظيم المظاهرة انه احتجاج سلمي للضغط من أجل الاصلاح الدستوري واستعادة الكرامة وانهاء الكسب غير المشروع ونهب الأموال العامة. وبدأ الاحتجاج مجموعة تطلق على نفسها "حركة 20 فبراير من أجل التغيير" اجتذبت 19 الف مشترك على "فيس بوك". وعشية الاحتجاج قالت حركة شبابية انها انسحبت بسبب خلاف مع الاسلاميين واليساريين. كما كان مقررا خروج مظاهرات في مدن المغرب الرئيسية الاخرى ومن بينها مراكش أكبر مقصد سياحي في المملكة. والمغرب من الناحية الرسمية دولة ملكية دستورية ذات برلمان منتخب. لكن الدستور يخول للملك صلاحيات حل الهيئة التشريعية وفرض حالة الطوارىء والقول الفصل في تعيينات الحكومة ومن بينها رئيس الوزراء. ويقول مسئولون ان تعهد المغرب بالاصلاح لم يكن ملموسا قط كما هي الحال تحت قيادة الملك محمد السادس. وصورت السلطات الدعوة للاحتجاج على انها علامة صحية. وعملت الحكومة منذ تولي الملك العرش عام 1999 على اصلاح تراث سيء من انتهاكات حقوق الانسان والفقر والامية التي خلفها حكم والده الملك الحسن الثاني الذي دام 38 عاما. لكن وزير المالية صلاح الدين مزوار حث المواطنين على مقاطعة المسيرة، محذرا من ان اي زلة ربما تكلف البلاد في غضون اسابيع قليلة ما حققته خلال السنوات العشر الاخيرة. وأعرب مسئولون عن قلقهم من ان تستغل الجزائر وجبهة البوليساريو اللذان يريدان استقلال الصحراء الغربية الانتفاضات التي تعم الدول العربية لاثارة الاضطرابات. وضم المغرب الصحراء الغربية عام 1975.