ترددت انباء اليوم بأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصري رفض توصية وفد اردني قام بفحص الرئيس المخلوع مبارك بسفر ه لتلقي العلاج خارج البلاد . واكد الفريق الطبي بعد الكشف على مبارك في مقره بمدينة شرم الشيخ ، بان حالته الصحية تتدهور ، وتتطلب السفر الى المانيا لتلقي العلاج ، خاصة وانه سبق له اجراء عملية جراحية بها . واشارت وسائل اعلام عربية الى ان الفريق الطبي رفع هذا الطلب الى المجلس العسكري المصري ، الا ان المجلس رفض هذا المطلب ، مكتفيا بتلقي مبارك للعلاج داخل البلاد. وكان قد تردد في الاسبوع الماضي انباء صادرة من قناة "الجزيرة الفضائية" بمغادرة مبارك لمقره بشرم الشيخ متجها الى المانيا ، الا ان المجلس العسكري كذب هذا الخبر . ويأتي كل هذا بعد عزم المجلس العسكري على اخضاع الرئيس السابق مبارك خلال الاسابيع القادمة للتحقيقات في تهم فساد مالي. في حين اكد وزير العدل المصري محمد الجندي ، ان مبارك سيخضع للتحقيقات هو واسرته مثله مثل اي مواطن عادي . في حين خرجت بالامس مظاهرة مليونية بميدان التحرير ، ومناطق مختلفة بالجمهورية تطالب بالسرعة في محاكمة مبارك وجميع افراد اسرته ونظامه السابق وتقديمهم للعدالة. وتتزايد مطالبات المتظاهرين بمحاكمة مبارك ورموز نظامه ، خاصة بعد قيام الجيش مع قوات من الامن المركزي بفض الاعتصامات المتواجدة بميدان التحرير في فجر اليوم ، وحدوث بعد المصادمات بين الطرفين الت الى مصرع شخص واصابة ما يقرب من 71 اخرين. كما اتهم المجلس العسكري بعض رموز الحزب الوطني الديمقراطي ، بالتورط واشعال الفتنة بين المتظاهرين والجيش المصري. وقام الجيش بالقبض على رجل الاعمال واحد رموز الحزب الوطني ابراهيم كامل بتهمة اعمال التحريض والبلطجة ، واثارة الشغب . كما اصدر الجيش تعليمات صارمة وردت على قناة "العربية" الفضائية انه سيتم فض الاعتصامات بميدان التحرير بكل حزم وقوة ، لعودة الحياة الطبيعية الى البلاد. من جهة أخري أكد شادي الغزالي حرب " عضو ائتلاف شباب ثورة 25 يناير " في لقاء علي قناة البي بي سي العربية ، علي أن المجلس العسكري المصري يتباطئ في تنفيذ مطالب الثوار ، وهناك فرق ما بين المجلس الأعلي والجيش المصري حيث أن الأول يشغل منصب رئيس جمهورية مصر العربية حالياً وعليه أن يتقبل جميع الإنتقادات السياسية . ونفي شادي الغزالي وجود أي بلطجية في ميدان التحرير أمس حيث قام المتظاهرون بالإلتفاف حول مجموعة من الضباط العسكريين الذين ينتقدون المجلس العسكري ، لافتاً إلي أن الجيش والشعب سيظلون مع بعضهما البعض إلي الأبد ، علي حد تعبيره . وفي نفس السياق أوضح أن ائتلاف ثورة 25 يناير لم يدعو إلي الإعتصام وإنما سعي إلي تنفيذ جميع مطالب الشعب المصري من محاكمة مبارك وفلول نظامه خاصة من الحزب الوطني الديمقراطي ، كما رفض شادي الغزالي خروج الخلافات العسكرية عن نطاق المؤسسة الداخلية مؤضحاً أن ميدان التحرير مكان لجميع جماهير الشعب المصري وليس لكيان سياسي دون آخر وجميع المتظاهرين فيه طالبو بتشكيل مجلس رئاسي مدني يحكم البلاد . ووافقه الرأي الدكتور عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي حيث أوضح ان الإستخدام المفرط للقوة بالإمس بميدان التحرير مرفوض وغير معتاد من قبل الجيش الذي أقر أنه يرتضي شرعية الشعب وثورة 25 يناير ويرعاها حتي تنتقل السلطة إلي المدنيين . وحذر من الثورة المضادة التي يتزعمها فلول الحزب الوطني الحاكم سابقاً منذ يوم 25 يناير وحتي 11 فبراير ولم تنجح علي الإطلاق وللأسف تحاول تلك الفلول إعادة تشكيلها من جديد بأشكال مختلفة . وأكد علي أن العلاقة بين الجيش والشعب علاقة جيدة ولا يمكن أن تسوء وينبغي علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن يتجنب التباطؤ في محاسبة الفاسدين الذين نشأوا من رحم الحزب الوطني إبان حكم مبارك الذي دمج مؤسسات الدولة في النظام ، وربما داخل الجيش ليخدموا مبارك ولا يجعلوه يخضع للمحاكمة ، علي حد قوله .