يعزو خبراء عرب أهم أسباب تأخر ثورة اليمن في إسقاط النظام، إلى استخدم صالح المناورة والخداع مع الشعب وسيطرة عائلته على الأجهزة الأمنية والعسكرية، إضافة إلى التدخل الخليجي في اليمن. انطلقت الثورة باليمن بتاريخ 11 فبراير، في اليوم التالي لسقوط النظام المصري، وتوافرت لها من مقومات النجاح السريع ما لم يتوافر للثورتين المصرية والتونسية، لكنها لم تنحج سريعاً في الإطاحة بنظام حكم الرئيس على عبد الله صالح، وفقاً للدكتور عمار على حسن الخبير السياسي، الذي يضيف: "الثوار في اليمن توفر لهم عنصر حرية الحركة والحشد في البداية، ولم تواجه تظاهراتهم بالقمع، وعندما نفد صبر النظام وبدأ في استعمال العنف ضد المتظاهرين، أدى ذلك إلى حدوث انشقاقات في صفوف النظام، فأنحاز العديد من قيادات الحزب الحاكم للثورة، وقدموا استقالاتهم من الحزب، وخرج العديد من السفراء في دول مهمة عن النظام، وانضمت فرق وكتائب كبيرة من الجيش اليمني للثورة، فضلاً على أنها حظيت بتغطية إعلامية جيدة، مقارنة بسوريا والبحرين وليبيا. " ويعزو حسن –في تصريح صحفي عدم نجاح الثورة اليمنية في الانتصار سريعاً إلى عدة أسباب، منها عدم قدرة الثوار على تطوير ثورتهم، حيث أكتفوا بالاعتصام في الساحة، ولم يقدموا طوال الشهور الماضية على الزحف نحو القصر الرئاسي، فضلاً على ترك زمام الأمور الإعلامية في أيدي أحزاب اللقاء المشترك التي حولت الأمور إلى أزمة سياسية بين المعارضة والنظام الحاكم، وليس ثورة شعبية، فدخلت في مفاوضات عقيمة استغلها الرئيس اليمني في كسب الوقت والمماطلة لتعزيز نفوذه وشق صفوف المعارضة، وحشد مؤيدين له، فخرجت حشود مؤيدة له، فبدا الأمر وكأن هناك من يريد استمراره في الحكم. ويضيف الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان إلى تلك الأسباب عوامل أخرى كان لها تأثير كبير في عدم تحقيق الثورة اليمنية أهدافها سريعاً كما هو الحال في مصر وتونس، ويوضح قائلاً: النظام في اليمن استفاد من أخطاء بن على ومبارك، حيث استخدم أساليب المناورة والخداع مع الشعب والأحزاب المعارضة، لأنه كان يراهن على عدم قدرة الشعب على الاستمرار في الاعتصام طويلاً بسبب الفقر والظروف الاقتصادية الصعبة، ومن ثم يحدث انشقاق في صفوف المتظاهرين، ولم ينجح في تلك المناورة، ولكنه نجح في كسب الكثير من الوقت. ويشير عودة إلى أن المجتمع الدولي لم يمارس ضغوطاً كبيرة ضد صالح، بل كان داعماً له، خشية حدوث فراغ في السلطة في اليمن، وسيطرة تنظيم القاعدة علي البلاد، مما يهدد المصالح الأميركية والأوروبية في المنطقة، خاصة أن "القاعدة" لها وجود قوي في اليمن بالفعل، كما أن تلك الدولة تمتلك موقعاً إستراتيجيا، وبذلك وضعت تلك الدول التي مارست ضغوطاً شديدة على الرئيس المصري السابق، مصالحها فوق مصلحة اليمنيين. التدخل الخليجي في الثورة اليمنية ساهم أيضا في إطالة عمر النظام اليمني، حيث إن دول الخليج العربي تحاول الحفاظ على هذا النظام أطول فترة ممكنة، بهدف عدم وصول الثورات الشعبية لشبه الجزيرة العربية، حسب رأي الدكتور فاروق عبد الحميد الخبير الأستاذ بكلية السياسة والاقتصاد، ويضيف أن الدول الخليجية تدخلت ضد المتظاهرين في البحرين، وغضت أجهزتها الإعلامية الطرف عن انتهاكات النظام ضد المتظاهرين وتدخلت عسكرياً لصالح العائلة المالكة، بعد أن شعرت بوجود دعم إيراني لهم. وفي هذا الإطار لم تمارس ضغوطاً قوية على الرئيس اليمني. ويلفت عبد الحميد إلى وجود سبب مهم لطول بقاء صالح في مواجهة الثورة، ألا وهو سيطرة عائلته على الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة.