توصل فريق من المحققين الأمريكيين إلى أن الهجوم الذي استهدف الرئيس علي عبد الله صالح وعدد من كبار مسئولي الدولة والحكومة في الثالث من الشهر الجاري تم بواسطة صاروخ أمريكي متطور مخصص للاغتيالات يسمى (فوجاز). ونسب تقرير نشرته يومية "الأولى" اليمنية, اليوم الاثنين, إلى مصادر مطلعه قولها "إن الصاروخ متطور جدا ولا يزال خارج نطاق التداول، ويتوفر فقط لدى بعض الدول العظمى كالولايات المتحدةوروسيا", وأشارت تلك المصادر أن "فريق التحقيق الأمريكي أبلغ المسؤولين اليمنيين بأن الصاروخ المستخدم ينفي معلومات منسوبة للاستخبارات الأمريكية بان التفجير تم من داخل المسجد", كاشفة عن أن الصاروخ مزود برأس دوار لإحداث فتحة صغيرة في جدران المباني السميكة والدروع ثم ينفجر في الداخل بعد اختراقها, فيما المادة المستخدمة فيه ليست كمادة ال(تي إن تي) بل مادة غازية تنتشر بقوة حارقة مصحوبة بقوة ضغط كبيرة يولدها الانفجار في الأماكن المغلقة. وقال مسؤول يمني إن المحققين أبلغوه أن الصاروخ أمريكي الصنع مطور عن صاروخ روسي وأنه من الصواريخ الموجهة, وأنه يحمل اسما روسيا هو "فوجاز". واعتبر التقرير الذي أعده الصحفي اليمني نبيل سبيع أن المعلومات الجديدة تقوض احتمال أن الهجوم كان بقذيفة هاون أو دبابة على حد ما ذهب إليه بعض الخبراء العسكريين اليمنيين. وقالت المصادر إن السلاح الذي اُستُهدف به الرئيس "ليس مخصصا كقوة تدميرية للمباني والمنشآت والعربات العسكرية والمدرعة وإنما لاغتيال الأشخاص المحصنين باحتياطات أمنية مشددة", مضيفة "أنه سلاح من نوع خاص لا يستهدف أو يلحق أضرارا بالمواد الجامدة بل بالكائنات الحية". وأوضحت المصادر أن فريق التحقيق يعمل لمصلحة شركة أميركية غير حكومية مختصة في التحقيقات في مثل هذه القضايا، استعانت به الحكومة اليمنية، وليس تابعا لمكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي (أف بي آي). ويتلقى "صالح", منذ ال5 من يونيو الجاري, العلاج في السعودية مع 58 من أركان حكمه أصيبوا في الانفجار الذي استهدف المسجد الرئاسي ظهيرة الجمعة, 3/6/2011. وكان قيادي بارز في الحزب الحاكم أصيب في الهجوم بكسور بليغة في إحدى سيقانه وحروق في وجهه وفروة رأسه، أفاد أن المادة التي أحرقته "لم تكن نارا بل غازا حارقا". وأوضح القيادي الذي رفض ذكر اسمه أن الغاز أحرق أطراف ووجوه وفروات رؤوس المصلين دون أن يحرق شعرهم. وقال "انظر، أحرق جلدة رأسي دون أن يحرق الشعر. حدث هذا لنا جميعا". وتابع قائلا إن انفجار الصاروخ ولد ضغطا قويا إلى درجة قاتلة "لو لم يسارع الحراس الموجودون في الخارج والداخل إلى فتح كل الأبواب لقضي علينا في الداخل".