وقع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مساء اليوم الاربعاء المبادرة الخليجية لنقل سلطاته الى نائبه في إطار اقتراح لوضع نهاية للاحتجاجات المستمرة منذ أشهر ودفعت اليمن الى حافة حرب أهلية. وبث التلفزيون السعودي تغطية مباشرة لتوقيع صالح للاتفاق في حضور العاهل السعودي الملك عبد الله وولي العهد الامير نايف. ووقع مسؤولون من المعارضة اليمنية الاتفاق بعد صالح. وجرت مراسم التوقيع بحضور عاهل السعودية عبد الله بن عبد العزيز، والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ووفد من المعارضة اليمنية. كما وقع على الاتفاق وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد لكون بلاده ترأس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي. وبعيد توقيع صالح على المبادرة قام ممثلون عن حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن وعن المعارضة بالتوقيع على الآلية التنفيذية لها التي تتضمن جدولا زمنيا يحدد بالتفصيل ملامح المرحلة الانتقالية في اليمن. وقال ملك السعودية خلال مراسم حفل التوقيع إن "صفحة جديدة تبدا اليوم في تاريخ هذا البلد". كما أكد مبعوث الأممالمتحدة الى اليمن جمال بن عمر أن مجلس الأمن الدولي سيتابع باستمرار مدى تنفيذ بنود الاتفاق، داعيا كل الأطراف الى التجاوب الإيجابي بنوايا صادقة إزاء بنود الاتفافقوتطبيق التزاماتها بدقة. كلمة صالح: وقال الرئيس اليمني في كلمة بهذه المناسبة عقب التوقيع: إنه تم تدمير مابني في مجال التنمية وبناء الانسان يحتاج إلى عشرات السنوات لإعادة بناء مادمرته الأزمة الطاحنة والتي توجت بالمؤامرة الكبيرة والفضيحة التي حدثت بمقر الرئاسة بصنعاء لقد كان الصهاينة أهون منا نحن في دول عندما عملوا على تصفية الشيخ أحمد ياسين في الجامع هؤلاء الصهاينة، فما بالنا نحن المسلمين إلى أين وصل هذا الحقد الدفين؟.. هذه ثقافة دخيلة على عالمنا، وهي رياح هبت من المغرب العربي إلى المشرق العربي وبأجهزة خارجية ننفذها نحن العرب والمسلمين فنأسف لماحدث في اليمن وكنا نطمح أن يتم التبادل السلمي للسلطة بالتعددية السياسية وحقوق الإنسان ومشاركة المرأة عام 1992، لكن أشقاءنا رفضوا أن يشاركوا في السلطة .. لا مانع .. وأننا كنا لا نريد أن ننفرد في السلطة على الإطلاق وهانحن شهدنا في اليمن انقلابا منذ عشرة أشهر تهدر فيه الأرواح أكثر من 1250 جريحا من العسكريين والمدنيين، عدد كبير بسبب الوصول إلى السلطة ولكن كان لابد من الطرق السلمية وليس كما حدث في السابق. وأضاف: نحن اليوم نرحب بالشراكة مع المعارضة لإدارة شئون البلاد وإعادة بناء ما خلفته الأزمة بشرط حسن النوايا والبدء بعمل جاد ومخلص لشراكة حقيقية لإعادة الأبناء ونتطلع بكل الثقة لأشقائنا وعلى رأسها المملكة ومجلس التعاون والأممالمتحدة أن يراقبوا ويساعدوا ويشهدوا على سير تنفيذ هذه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ونتطلع بكل ثقة إلى أشقائنا سأكون مع المتعاونين مع حكومة الائتلاف المشكلة من المعارضة. وتمنى خادم الحرمين التوفيق والنجاح للمبادرة الخليجية. الآلية التنفيذية: وتعتبر الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية بمثابة مذكرة تفسيرية للمبادرة، وقد تضمنت مراحل التنفيذ واشتراطاتها والتزام كل الأطراف في مرحلتيها الأولى والثانية، وتتضمن الآلية في مرحلتها الأولى توقيع الرئيس اليمني أو نائبه على المبادرة الخليجية بصيغتها الأخيرة، ثم نقل سلطات الرئيس كاملة إلى نائبه وفق صيغة قانونية أعدت تضمن عدم جواز نقض القرار. وتتضمن الآلية تسمية المعارضة لمرشحها لرئاسة الحكومة على أن تسمي المعارضة والحزب الحاكم مرشحيها لتولي الحقائب الوزارية في الحكومة خلال أسبوع والتي ستكون من مهامها إعادة هيكلة الجيش والأمن بالتوافق مع نائب الرئيس. وبعد اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في موعد أقصاه تسعون يوما من تاريخ حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب بمرشح توافقي هو نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي. وتجري الانتخابات الرئاسية المبكرة تحت إشراف لجنة الانتخابات الحالية، ويشكل نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي لجنة عسكرية برئاسته لإنهاء الانقسام في المؤسسة العسكرية ومساعدة الحكومة على إزالة التوتر العسكري والأمني وتقوم الحكومة بتشكيل لجنة للحوار مع الشباب المعتصمين في مختلف الساحات، وتقدم الحكومة قانونا يمنح الحصانة القانونية والقضائية للرئيس صالح وأركان حكمه يقره مجلس النواب بما في ذلك المعارضة، وتكون القرارات في مجلس الوزراء توافقية خلال المرحلتين الأولى والثانية، واذا تعذر التوافق يقوم رئيس الوزراء بعرض الموضوع على الرئيس المنتخب ويكون قراره نافذاً. الفيديو