جرت المباراة النهائية في 11 تموز/يوليو عام 1986 على ملعب الازتيك في العاصمة مكسيكو امام 110 الاف متفرج. بعد ان سجل هدفين في ربع النهائي ضد انكلترا احدهما بيده والثاني اعتبر الاجمل في تاريخ نهائيات كأس العالم، ثم هدفين اخرين في نصف النهائي ضد بلجيكا بمنتهى الروعة ايضا، لم يعد امام دييغو ارماندو مارادونا سوى احراز اللقب ليكون ختامها مسكا.
وضع مدرب المانيا انذاك القيصر فرنتس بكنباور خطة محكمة لمراقبة مارادونا واوكل الى لوثار ماتيوس ان يبقى ال جانب كظله. وقام ماتيوس بواجبه على اكمل وجه في الدقائق العشرين الاول وساعده في مهمته قلب الدفاع كارل هاينتس فورستر. وبالفعل لم يسجل مارادونا الهدف الاول ولم يمرر حتى الكرة التي جاء منها. وافتتح التسجيل المدافع خوسيه لويس براون عندما استغل الكرة التي رفعها خورخي بوروشاغا من ركلة حرة من الجهة اليمنى اخطأ الحارس الالماني هارالد شوماخر في تقديرها (23).
وحاول المنتخب الالماني المجتهد ادراك التعادل وجرب كارل هاينتيس رومينيغه لكن كرته جاءت خارج الخشبات الثلاث (31)، ثم انبرى اندرياس بريمه لركلتين حرتين اخطأتا المرمى (37 و40).
وعلى الرغم من المراقبة اللصيقة التي فرضت على مارادونا فانه اظهر علو كعبه وبعض اللمحات الفنية واضطر الالمان الى استعمال الخشونة معه في بعض الاحيان لوقفه.
وفي الدقيقة 56 تمكن مارادونا من الافلات من الرقابة ومرر كرة امامية رائعة باتجاه فالدانو الذي انفرد بشوماخر واودع الكرة زاحفة بذكاء على يساره مسجلا الهدف الثاني ليمهد الطريق امام بلاده نحو اللقب. ومال الفريق الارجنتيني الى الدفاع للمحافظة على النتيجة مفسحا في المجال امام المنتخب الالماني للهجوم.
لكن الالمان الذين لا يستسلمون بسهولة نجحوا اولا في تقليص الفارق عندما رفع بريمه ركلة ركنية داخل المنطقة مررها رودي فولر برأسه باتجاه رومينيغه فسجل الاخير من مسافة قريبة قبل نهاية المباراة بربع ساعة ليعيد الامل الى منتخب بلاده.
وبعد 9 دقائق تكرر السيناريو ذاته اذ رفع بريمه كرة من ركلة ركنية ايضا وتطاول لها توماس برتولد براسه باتجاه فولر الذي غمزها برأسه ايضا داخل الشباك مدركا التعادل.
ولم ينل الهدف الالماني الثاني من عزيمة الارجنتينيين ونجح مارادونا في الاستدارة على نفسه في وسط الملعب قبل ان يلمح بوروتشاغا فمرر اليه كرة رائعة كسر فيها الاخير مصيدة التسلل وانفرد بالحارس الالماني ليسجل الهدف الثالث لمنتخب بلاده قبل نهاية المباراة باربع دقائق.
وهكذا استرجعت الارجنتين الكأس التي فقدتها عام 1982 عن جدارة، بعدما لعبت 7 مباريات فازت في 6 منها وتعادلت في واحدة وتسلم مارادونا الكأس من رئيس الاتحاد الدولي جواو هافيلانج وطاف بها في ارجاء الملعب.
وقال مارادونا الذي استلم الكأس في المكان ذاته الذي حمله النجم البرازيلي بيليه قبل 16 عاما: "اليوم لا اشعر بانني افضل لاعب في العالم، انا فقط بطل العالم".