الطالب "أحمد" يدرس في المرحلة الثانوية بصنعاء لم يعد يكترث او يهتم بالدراسة نتيجة الإهمال التي تعاني منه مدرسته والإحباط الذي يعلو وجوه المدرسين بسبب الزيارات المتكررة للقيادات الحوثية. يقول احمد ل "الصحوة نت" إن قيادات حوثية تنظم زيارات منتظمة للمدرسة لاستقطاب الطلاب للقتال معهم في الجبهات والتحريض على من يقفون ضدهم من المواطنين". وأضاف أحمد "إن المدرسين أصبحوا يتغيبون بشكل مستمر نتيجة عدم تسلمهم الرواتب واذا حضروا للتدريس يتعاملون بشكل سيئ ويشكون للطلاب من الحالة المادية السيئة التي يعانون منها". تحشيد للقتال يستخدم الحوثيون المدارس كوسيلة لحشد مقاتلين من أوساط الطلاب في الزيارات المتكررة لها من قبل ما يسمى ب"مشرفي المناطق" في العاصمة صنعاء بالإضافة إلى فرض إذاعة مدرسية تحرضهم على القتال. وفي هذا السياق قال أحمد ل "الصحوة نت" ان اثنين من الحارة التي يسكن فيها قتلوا في جبهة القتال بمحافظة الجوف قبل خمسة أشهر بعد أن تم استقطابهم من قبل مشرف الحوثيين في دروسهم السرية". واشار أحمد إلى أن الحوثيين عندما يحاولون استقطاب المقاتلين يقولون لهم انهم سيذهبون في مناطق آمنة لا يوجد فيها قتال ويعملون في نقاط تفتيش ولن يكونوا في صفوف المواجهات بشكل مباشر". معلمون بلا رواتب أدى انقطاع المرتبات على المعلمين للشهر الثالث على التوالي إلى تراجع إنتاجهم في المدارس حيث أصبح تغيبهم بشكل مستمر وبعضهم تخلى عن التدريس وعمل في مهنة أخرى لتوفير مصاريف لعائلته بعد أن وصلوا إلى حالة مادية سيئة للغاية. وكانت عدد من المدارس الحكومية في العاصمة صنعاء شهدت إضرابا عاما عن العمل، من قبل معلمين ومعلمات للمطالبة بسرعة تسليم مرتباتهم وقاموا بتعليق شارات حمراء ورفضوا استئناف التدريس حتى استلام رواتبهم. وعملت مليشيات الحوثي على تهديد المعلمين بالفصل والملاحقة بعد رفع أسمائهم وعناوينهم لدى الإدارة، حيث أجبرت معلمي مدراس "26 سبتمبر"و "الخير" و"نسيبه" ومدارس أخرى على استئناف العملية التعليمية وإيقاف الإضراب بالقوة. انتفاضة الطلاب لم يستطع الحوثيون خلال أكثر من عام ونصف من التحريض المستمر التأثير بشكل كبير على طلاب المدارس إلا في بعض الحالات من الطلاب الذين أسرهم موالية للميلشيات، وتعم المدارس حالة استياء واسع من تدخل مشرفي الحوثي بالعملية التعليمية. وكان طلاب مدرسة جمال عبد الناصر قد انتفضوا ضد الحوثيين أثناء زيارة رئيس ما يسمى باللجنة الثورية محمد على الحوثي في نوفمبر من العام الماضي ورموه بالحجارة بعد أن طلب منهم أن يهتفوا بالصرخة الإيرانية لكنهم هتفوا "بالروح بالدم نفديك يا يمن". وتداول ناشطون خلال الأيام الماضية مقطع فيديو لأحد المشرفين الحوثيين في مديرية الحداء بمحافظة ذمارجنوب العاصمة صنعاء وهو يطلب من طلاب إحدى المدارس أن يهتفوا الصرخة لكن المدرسين أشاروا للطلاب بالهتاف لليمن مما أثار غضب القيادي الحوثي الذي حطم "الميك" الذي كان يتحدث فيه عبر مكبر المدرسة. تهميش التعليم وتتجاهل ميلشيات الحوثي بالتعليم والمدارس منذ سيطرتها على مؤسسات الدولة في سبتمبر من العام 2014 حيث صرفت خلال الأشهر الماضية نصف راتب لبعض المؤسسات لكنها لم تعطي المعلمين أي جزء من الراتب منذ ثلاثة أشهر. وأثناء اختبارات الشهادة الثانوية والأساسية شهدت المدارس نسبة عالية من الغش مما أظهر ذلك جلياً على النتائج التي أعلنت خلال الأيام الماضية، فيما تداول ناشطون وثيقة بتوجيه من اللجنة الثورية للحوثيين بزيادة درجات بعض الطلاب المقاتلين في الجبهات التابعة لهم. وسجلت نتائج الشهادة الثانوية نسبة نجاح لا تتماشى مع الوضع التعليمي وحصد الطلاب نسب تفوق عالية ما دفع المراقبين للتعليق بالقول "لأول مرة تصبح نسب النجاح دليل فشل العملية التعليمية".