كشف العقيد عبدالرب أحمد الحميقاني، مدير مكتب مدير جوازات صنعاء سابقا، ونائب مدير عام جوازات مأرب حاليا عن تجاوزات خطيرة ارتكبتها مليشيا الحوثي في مصلحة الجوازات بصنعاء. وأكد في حوار مع "الصحوة نت" اقتحام الحوثيين للإدارة الفنية التي تحتوي على نظام إصدار الجوازات لليمنيين ونظام الإقامة والتأشيرات للأجانب ونظام الرقابة الحدودية، وقيامها بمصادرة السيرفرات الخاصة بنظام الجوازات ونقلها إلى مبنى المجلس السياسي للحوثيين. وتحدث العقيد الحميقاني عن تجاوزات وتفاصيل أكثر يمكنكم مطالعتها في ثنايا الحوار التالي - كيف تعاملت مليشيا الحوثي مع إدارة مكتب الجوازات بصنعاء وموظفيها بعد الانقلاب؟ بعد اجتياح صنعاء سارعت المليشيات الانقلابية بالسيطرة على مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية، وتعاملت مع الموظفين على أساس قاعدة من لم يكن معنا فهو ضدنا؛ بل وافترضت سوء النية والعمالة في كل الموظفين خصوصا من ينتمون لمحافظات يغلب عليها طابع المقاومة والرفض لهذه المليشيات وجعلت من أنصارها من الموظفين مخبرين على زملائهم من الأعداء المفترضين بحسب نظرتهم. - من هم المشرفين والأفراد الذين فرضتهم المليشيات لإدارة الجوازات بدلا عن إدارتها الحقيقية؟ وهل هناك من تواطأ مع تجاوزات المليشيا من موظفي المصلحة؟ عينت مليشيا الحوثي مشرفين على المصلحة من خارجها، وهم بالمناسبة من الجهلة والمتخلفين، ولا هم لهم سوى ابتزاز أموال الناس عن طريق عرقلة معاملاتهم حيث وصلت قيمة الجواز في فترة من الفترات إلى 200 ألف ريال يمني. وحدث تواطؤ مشين من قبل بعض الضباط والأفراد بالمصلحة مع المليشيا وتجاوزاتها، والمتعاونون والمتواطئون هم بحسب الترتيب: محمد الذيفاني، أحمد عبدالله الكبسي، محمد يحي الامير، نبيل يحيى الأمير، فؤاد عبدالله عيسي، محمد مرغم، أحمد أحمد الكبسي، عبدالكريم المروني، سلطان صبرة، سلطان قطران، أكرم محمد الكبسي، بشير الديلمي، طه أبو طالب، علي جحاف، عبدالمجيد الغفاري، عبداللطيف الديلمي، حسن المؤيد، إبراهيم أبو طالب، زيد ابراهيم، محمد دومان، محمد السواري، أنور الحبابي ومن خلال القائمة ستجد الأغلب ينتمي لمن عرفوا بالولاء التاريخي للإمامة. - ما أول إجراء اتخذته المليشيا إزاء عمل الجوازات؟ أول إجراء قامت به المليشيات بعد سيطرتها على مصلحة الهجرة والجوازات هو تعيين مشرف للمليشيات مع مجموعة من مساعديه بحيث صادرت هذه المجموعة كل أعمال المصلحة الفنية والمالية والإدارية وجعلوا من مكتبهم مزارا لجميع المراجعين والمستفيدين من خدمات المصلحة سواء من المواطنيين والأجانب بحيث لا يمكن إنجاز اي معاملة مهما كانت بسيطة إلا عبرهم وبعد توقيعهم. - ما أبرز المخالفات والاجراءات غير القانونية التي قامت بها المليشيا في مكتب الجوازات؟ المخالفات والإجراءات غير القانونية التي ارتكبتها المليشيات كثيرة، منها عرقلة حصول المواطنين على الجوازات بحيث أصبح الحصول على جواز سفر حلما بعيد المنال نظرا لتعقيد الإجراءات وتعمد إهانة المواطنيين وعوائلهم، بل وصلت الوقاحة إلى حد قتلهم أثناء وقوفهم في طابور الانتظار، الأمر الذي أدى إلى رواج ظاهرة الابتزاز ووصلت قيمة الجواز إلى حوالي 200 ألف ريال وأحيانا أكثر من هذا المبلغ يتقاضاه سماسرة يعملون لصالح المشرفين مباشرة. إضافة إلى مصادرة المهام الإدارية لقيادة المصلحة والضباط والمختصين وزرع عيون لها في جميع المكاتب، حتى أصبح وجود الموظفين والمختصين شكلي ولم يعودوا قادرين على القيام بأية مهام. كما قامت المليشيات بنهب حقوق الموظفين من مكافآت وحوافز بحجة توريدها للمجهود الحربي. والأخطر قيامها بمنح أجانب الجنسية اليمنية والجوازات اليمنية. - ذكرت أن مليشيا الحوثي قامت بمنح أجانب جوازات يمنية.. ما شهادتك في هذه القضية؟ بعد أن سيطرت المليشيات الحوثية على مبنى المصلحة قامت باقتحام الإدارة الفنية التي تحتوي على نظام إصدار الجوازات لليمنيين و نظام الإقامة والتأشيرات للأجانب ونظام الرقابة الحدودية وصادرت السيرفرات الخاصة بالنظام العام إلى مبنى المجلس السياسي للحوثيين وهناك تم العبث بجميع المعلومات والبيانات وأصبح بمقدورهم منح أي أجنبي جواز سفر يمني، بل ونسخ النظام العام للجوازات لدول يخدمون أجندتها، لذلك لا تستغرب إذا حدث وأن ألقي القبض على أجانب في اليمن وهم يحملون جنسية يمنية. - نريد التوضيح أكثر في قضية نقل سيرفرات الجوازات؟ للعلم فإن المدة التي احتجزوا فيها السيرفرات تجاوزت العشرين يوما ثم أعادوها بعد أن أخذوا كل ما أرادوه ومن ضمن ذلك إصدار الجوازات. كما أنهم كانوا يقومون بإنجاز معاملات مشبوهة في غير أوقات الدوام الرسمي وبعد اعتراضي على هذا التصرف ثارت ثائرتهم لكني واجهتهم بالحقيقة التي لم يجرؤ أحد أن يقولها لهم رغم أن الكل مجمع عليها وهي أنهم يقومون بإصدار جوازات لأجانب بغرض الأضرار بالأمن القومي لدول الجوار. وهذا الأمر كان السبب الرئيسي في اعتقالي واخفائي قسريا لمدة تسعة أشهر ونصف. - ما مدى خطورة هذه التجاوزات؟ أخطر مخالفة أو جريمة قامت بها المليشيات هي إصدار جوازات سفر لغير يمنيين أما لقاء أموال أو خدمة لأجندة إيران في المنطقة العربية، ونسخ النظام العام والعبث بالسيرفرات، ولهذا عواقبه الوخيمة على اليمنيين مستقبلا إذا لم تتخذ حكومة الشرعية الإجراءات اللازمة تجاهها.