أمة الرحمن مروان العسلي طفلة يمنية في التاسعة من عمرها تعيش مع والديها في الهند منذ سنوات, تكسوا هيئتها الطفولة وترتسم البراءة على ملامحها وتتمتع بالهدوء والسكينة والوقار تشعر وأنت تتحدث إليها أنك أمام شخص يافع وليس أمام طفل لم يبلع العاشرة من عمره بعد . تتحدث امة الرحمن أربع لغات بمهارة عالية تدهش كل من يستمع إليها ويتبادل الحديث معها فهي تتحدث اللغة الانجليزية والهندية والأوردية إلى جانب لغتها الأم اللغة العربية . خطفت الطفلة اليمنية الأضواء أثناء مشاركتها في العديد من الفعاليات والمهرجانات الفنية والثقافية التي تقام في الهند والتي كان أخرها مهرجان (اليوم الثقافي الدولي ) في جامعة عليجار الذي شاركت فيه أكثر من عشرين دولة بينها اليمن . إلتحقت بمدرسة في الهند وعمرها خمس سنوات ورغم انها قدمت إلى الهند مع والديها وهي لا تجيد الإ اللغة العربية فقط إلا أنها أدهشت مدرسيها وإدراة المدرسة بتجاوزها عائق اللغات الهندية المتعددة. يقول والدها : أمة الرحمن تتمتع بذكاء حاد منذ نعومة أظافرها وكانت كل يوم تفاجئ أسرتها بذكائها وسرعة نباهتها وقد أدهشت الجميع إتقانها للغة الهندية والانجليزية بعد مرور ثلاثة أشهر من تأريخ التحاقها بالمدرسة . وأضاف العسلي : في إحدى الأيام وأثناء زيارتي للمدرسة لمتابعة مدى اندماجها في البيئة المدرسية استدعت إدارة المدرسة أمة الرحمن من فصلها الدراسي لمقابلتي لتكن المفاجأة لجميع العاملين في المدرسة أن إبنتي صارت تتحدث اللغة الهندية والإنجليزية بشكل مذهل لم أكن أتوقعه . وأشار إلى ان امة الرحمن مجتهدة تحرص على مطالعة استغلال وقتها في مراجعة دروسها والاطلاع على برامج تعليمية في اليوتيوب إلى جانب مساعدتها والدتها في اعمال المنزل . مواقف مذهلة صارت الطفلة اليمنية مترجمة بارعة وتساعد كثير من الطلاب اليمنيين والعرب الذين لا يجيدون اللغة الانجليزية او الهندية سواء أمام الدوائر الرسمية أوفي الجامعات والمعاهد . يقول العسلي في احدى الأيام أوقف مجموعة من الطلاب اليمنيين دراجاتهم النارية في مواقف خاطئة وقامت الشرطة الهندية باحتجاز جميع الدراجات النارية التي كانت موقوفة في المكان الخاطئ ذهب الطلاب إلى مكتب الشرطة الهندية لاطلاق دراجاتهم النارية ولكنهم لم يستطعوا التفاهم مع الشرطة لعدم تحدثهم اللغة الهندية أو الأوردية ولم تسطيع الشرطة التفاهم معهم حتى حضرت أمة الرحمن وقامت بحل الإشكال من خلال الترجمة بين الطلاب والشرطة الهندية التي قامت بالإفراج عن الدراجات النارية الخاصة بالطلاب اليمنيين وسط ذهول ودهشة من براعة تحدث الطفلة اليمنية باللغتين الهندية والأوردية . واختتم بالقول : أمة الرحمن تضع لنفسها أهدافا كبيرة وتسعى لتحقيقها وتحظى بتشجيع ودعم لاسيما من والدتها ومعلميها. من جهته قال الدكتور فواز المقطري ( مندوب الملحقية اليمنية في جامعة عليجار ) إن الطفلة اليمنية الموهوبة أمة الرحمن مروان العسلي أدهشت الجميع بذكائها وفطنتها وسرعة بديهيتها ويجب على الجهات الرسمية المعنية الاهتمام بها ورعايتها . وأشار المقطري إلى أن هولاء الموهوبين هم ثروة اليمن وهم قادة المستقبل وهم من نعول عليهم لبناء اليمن الجديد القائم على الحرية والعدالة والمساواة . طموح يعانق السحاب تطمح أمة الرحمن أن تصير في المستقبل الذي تراه قريبا طبيبة تقوم بمعالجة المرضى وتقدم لهم الرعاية الصحية الجيدة وأن يكون لديها كل لغات العالم لكي تستطيع أن تساعد الآخرين على حد قولها وتتمنى أن تنتهي الحرب في اليمن ويزول الانقلاب لكي تستطيع أن تزور أقاربها وأهلها في محافظة تعز ولكي يعود كل أطفال اليمن إلى مدراسهم ويحققون احلامهم بالعلم والتعليم . المصدر| الصحوة نت