تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين صباح اليوم الاثنين في العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي ورحيل بقية أركان النظام بما فيهم أقارب الرئيس صالح. في وقت دعت فيه اللجنة التنظيمية للثورة الشعبية السلمية إلى مسيرات مليونية غدا الثلاثاء في مختلف المحافظات اليمنية للأسباب ذاتها. وجاب المتظاهرون في مسيراتهم الحاشدة شوارع العاصمة صنعاء وصعدة وإب والضالع والحديدة ومدن أخرى، مرددين الهتافات ورافعين اللافتات المطالبة بالتصعيد الثوري لإسقاط بقايا رموز النظام وتحقيق كل أهداف الثورة السلمية. وهتف المتظاهرون: "قولوها بالصوت العالي .. نشتي مجلس انتقالي"، "اعتراض ..اعتراض .. لا وصاية للرياض"، "لو قطعوا الغاز والبترول .. شعبي ثائر على طول"، "ارفع راسك عالي عالي .. نشتي مجلس انتقالي"، "لن نتراجع لن نهدأ لو حرمونا الكهرباء"، "ابشر يا شعب الصمود علي صالح لن يعود"، "لن نتراجع لن ننهار مهما زادت الأسعار". كما هتف المتظاهرون شعارات ضد قائد الحرس الجمهوري، نجل الرئيس صالح، وضد ابن أخيه "عمار بن محمد صالح" الذي يقود جهاز الأمن القومي، المتهمين بالوقوف وراء أزمة الكهرباء والمياه والمشتقات النفطية التي يعاني جراءها اليمنيون في مختلف المدن اليمنية منذ أشهر، وتسببت في توقف كثير من الخدمات المعيشية والصحية والتجارية، وتوقف وسائل النقل والمواصلات. واتهم المتظاهرون أقارب الرئيس، ممن لا يزالون يمسكون بقيادة الأجهزة الأمنية، بعرقلة المرحلة الانتقالية، مؤكدين رفضهم لأي مبادرات عربية أو دولية لا تلبي تطلعات الشعب اليمني في إسقاط بقايا النظام ومحاكمة رموزه على ما ارتكبوه من جرائم قتل بحق المتظاهرين السلميين في مختلف المدن اليمنية منذ انطلاق ثورة التغيير في الحادي عشر من فبراير الماضي. وتظاهر عشرات الآلاف في محافظة صعدة ضد ما وصفوه ب"التدخلات الخارجية" التي أكدوا إنها صلة لها بالحريات أو الدفاع عن حقوق الإنسان، وأنها تقف إلى جانب مصالحها وأطماعها على حساب مطالب الشعب اليمني الطامح إلى مستقبل أفضل. وفي المسيرة التي جابت شوارع (مدينة محافظة صعدة) صباح اليوم قدمت العديد من الكلمات الخطابية والإنشادية والشعرية، تحدثت جميعها عن وضع الثورة المباركة، وأكدت المضي قدماً مهما كانت التضحيات وطال الزمن. وجدد المتظاهرون في بيان صادر عن مسيرتهم اليوم تمسكهم بهذه الثورة التي عمدت بدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا في ساحات التغيير والحرية في كل مكان في هذا الوطن العظيم، وأنهم مستمرون في النضال السلمي حتى تتحقق مطالب الشعب اليمني ويسقط الظالمون والفاسدون. وفي محافظة الضالع تظاهر الآلاف صباح اليوم في مسيرتين منفصلتين جابتا شوارع مدينة دمت ومنطقة مريس. وقال مراسل الصحوة نت في الضالع "نصر المسعدي" إن المسيرات التي جابت الشوارع العامة والأحياء الخلفية، رددت الهتافات ورفعت اللافتات المطالبة بالتصعيد الثوري لإسقاط بقايا رموز النظام وتحقيق كل أهداف الثورة. وطالب المتظاهرون بسرعة الحسم الثوري لتحقيق أهداف الثورة اليمنية في إسقاط بقايا رموز النظام المتهالك وتشكيل مجلس انتقالي يدير شئون البلاد، ورفض أية مبادرات عربية أو دولية لا تلبي تطلعات الشعب اليمني في التغيير. وندد المتظاهرون في بيان صادر عنهم بما تمارسه وزارتي الكهرباء والنفط من عقاب جماعي لأبناء الشعب اليمني وذلك من خلال تعمدهما قطع التيار الكهربائي عن أمانة العاصمة والمحافظات وإخفاء المواد البترولية من المحطات. كما دانوا أعمال التخريب والفوضى التي تقوم بها العناصر الإجرامية من فلول نظام صالح والمتمثلة في الاعتداء على أبراج الضغط العالي لقطع الكهرباء عن المواطنين كما جرى لدوائر التحكم في محطة الكثيب في الحديدة ومحافظة لحج وبصورة لا إنسانية ما تسبب في وفاة 17 مريض في الحديدة وذمار، جراء الإنقطاع المتواصل للتيار الكهربائي. وحمل البيان قيادة وزارتي الكهرباء والنفط كامل المسئولية عن كافة التبعات المترتبة على ذلكم العمل الإجرامي ومشاركتهم عائلة صالح وبقايا نظامه في معاقبة أبناء الشعب على مواقفهم الرافضة للظلم والاستبداد والمطالبة بالتغيير، مطالبين بملاحقتهم قضائيا لينالوا جزائهم العادل وفقا للقانون. وقال البيان إن فلول بقايا نظام صالح تحاول عبر تلك الأعمال التخريبية الضغط على المواطنين ومقايضتهم بحقهم في الحصول على تلك الخدمات مقابل مصادرة حقهم في الحرية والتغيير، مؤكدين أن ذلك محال أن يقبل به أي مواطن يمني شريف يؤمن بحقه في المواطنة والعيش بحرية وكرامه. وناشد المتظاهرون في الضالع كل المنظمات الإنسانية والدولية إلى التدخل الفوري والسريع لمنع حدوث كارثة إنسانية جراء انقطاع التيار الكهربائي والبترول والسلع الأساسية والتي قالوا إنها نتيجة لقرار سياسي خطط له بقايا النظام لتجويع وحصار الشعب اليمني واتهام الآخرين بذلك وهو المسئول الأول والأخير عن كل الأزمات وأعمال العنف التي يتعرض لها أبناء الشعب اليمني.