بدأت تظهر ملامح الاحتفال بالذكرى ال55 لثورة سبتمبر المجيدة في العاصمة صنعاء رغم سيطرة ميلشيات الحوثي الانقلابية عليها والتي تعد امتدادا للإماميين الذين ثار عليهم اليمنيين في العام 1962 حيث انتشرت الأعلام الوطنية في الشوارع بالإضافة إلى الأغاني الوطنية التي تباع في الجولات المختلفة. بدأ صوت المواطنين يرتفع أكثر للاحتفاء بحقهم التاريخي في العاصمة التي تسيطر عليها الميلشيات الانقلابية، حيث تمنع إقامة أي احتفالات جماهيرية بمناسبة الذكرى منذ سيطرتهم على مؤسسات الدولة صنعاء في سبتمبر من العام 2014 حيث عمدوا على إخفاء معالم الشعارات الجمهورية.
أغاني سبتمبر "محمد وائل" 13 عام بائع متجول في العاصمة صنعاء لسيديهات بأغاني وطنية للفنان أيوب طارش وأعلام وطنية صغيرة للسيارات بالإضافة إلى شعارات صغيرة للعلم الوطني وشعار الجمهورية تعلق كأوسمة في الملابس بأشكال مختلقة. في رده على سؤال عابر ل"الصحوة نت" عن نسبة الإقبال من قبل الناس والسائقين على شراء سيديهات الأغاني الوطنية قال محمد "انه باع خلال ثلاثة أيام ما يقارب 50 سيدي صوت فيه بجميع غاني أيوب طارش السبتمبرية بالإضافة إلى أغنية "جمهورية ومن قرح يقرح". وعن ما إذا كان يتعرض لمضايقات من المسلحين الحوثيين الذين يتجولون في الأطقم بالشوارع والأحياء قال "أنه يخشى منهم لكنه عندما يراهم من بعيد يحاول التخفي خوفاً من أنهم يسألوه عن نوع السيديهات التي يبيعها لأنهم لا يحبون أغاني سبتمبر" بحسب تعبيره.
صراع طرفي الانقلاب أدت الخلافات بين طرفي الانقلاب خلال الأشهر الماضية إلى تفكك في قواعدهم الشعبية حيث يشن أنصار حزب المؤتمر حملات إعلامية فردية لمهاجمة قيادات الحوثيين والمشرفين التابعين لهم في مؤسسات الدولة المختلفة، حيث يرون "أن تحالفهم من ميلشيات الحوثي تحول إلى مصدر لتنفيذ الانتهاكات بحق منتسبيهم" بحسب قيادي في الحزب.
يعمد أنصار حزب المؤتمر على إبراز مظاهر احتفالهم بذكرى ثورة 26سبتمبر نكاية بحليفهم ميلشيات الحوثي حيث تظهر بشكل واضح على سيارتهم أثناء التجول في أحياء العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى إلصاق صورهم على شعار ذكرى الثورة في صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. صنعت محاولات أنصار حزب المؤتمر زخم واضح في الأحياء والشوارع لمحاولات الاحتفاء بذكرى الثورة المجيدة، إلى جانب ذلك تظهر بشكل ملفت محاولات المواطنين الخروج عن المألوف والصمت خوفاً من سطوة الميلشيات القمعية التي تعتدي وتختطف كل من يخالفها.
انتهاكات الحوثيين منذ سيطرة ميلشيات الحوثي على مؤسسات الدولة في 2014 كانت بدايات تلك الإنتفاشة على حد وصف الأستاذ محمد قحطان حيث كانت في شهر سبتمبر وكانت بعد خمسة أيام من الانقلاب الذكرى ال 52 لثورة 26 سبتمبر المجيدة حيث منع مسلحون حوثيون تجمع لشباب في ميدان التحرير لإيقاد الشعلة والاحتفاء بالثورة. ومن خلال استمرار انتهاكات ميلشيات الحوثي الانقلابية بحق المواطنين ومصادرة حرياتهم منذ انقلابهم يتمسك اليمنيون بالاحتفال بالثورة التاريخية التي قضت على الاستبداد والكهنوت الإمامي الذي حكم اليمن ألف وصادر كل معالم الحضارة اليمنية العريقة الممتدة من آلاف السنين.
صنعاء وذاكرة التأريخ كانت صنعاء بعد قيام ثورة 26سبتمبر من العام 1962 حاضنة للثوار من مكائد الملكين لكنها لم تسلم من محاولة إفشالها من خلال حصار السبعين التذي فرضته قوات الإماميين بعد ست سنوات على الجمهوريين بعد سقوط جبهة نهم شرقي صنعاء، والتي كانت قد شهدت معارك لعدة سنوات. حينها تلقى الجمهوريون المحاصرون الدعم العسكري والاقتصادي من الصين ومصر وسوريا، كما تلقوا الدعم الدبلوماسي من الجزائر، ورغم تفوق الملكيين في الكم والكيف إلا أن نهاية الحصار شهدت انتصار الجمهوريين. يعيد التأريخ نفسه بأحداث مختلفة اليوم بعد انقلاب ميلشيات الحوثي (الإماميين الجدد) في انتظار سقوط الانقلاب وعودة الدولة والجمهورية بعد ثلاث سنين من المقاومة في عدد من المحافظات ليدخل الجمهوريين من جديد صنعاء لإعادة الحكم للشعب بدلا من السلالة الطائفية التي تعتقد بالحق الإلهي في الحكم.