توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تقرير"مركز الزيتونة :قلق أمريكي - "إسرائيلي" من حركات التغيير العربية
نشر في الصحوة نت يوم 09 - 07 - 2011

أصدر "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات" تقريره بعنوان التحولات العربية والتسوية السياسية"، أكد فيه أنه في ظل "الانتفاضات العربية" الجارية تنشغل العواصم الغربية عموماً وواشنطن على وجه الخصوص، بتأمين مصالحها في المنطقة، ومن ضمن هذه المصالح حماية أمن "إسرائيل"، وذلك من خلال استمرار "عملية" التسوية الفلسطينية "الإسرائيلية" . تسعى الولايات المتحدة، إلى تقديم "أفكار" تدعو للعودة إلى المفاوضات المباشرة بين السلطة و"إسرائيل" على أساس حدود الرابع من يونيو/ حزيران عام ،67 ولكن من دون ممارسة أية ضغوط حقيقية على الحكومة "الإسرائيلية"، وهي
تأمل من وراء ذلك، أن تظهر أمام الرأي العام العربي، بمظهر الحريص على إنصاف الفلسطينيين وإقامة الدولة الفلسطينية . ومن جهة ثانية، الحيلولة دون أن تصل "رياح" التغيير العربية إلى فلسطين . بناء على ما تقدم، من المتوقع أن يتحرك الموقف "الإسرائيلي" ضمن أحد الاتجاهات التالية:

1 الاستمرار في التعنت، ما يكرّس تجميد المفاوضات .

2 تنفيذ انتشار أحادي الجانب في الضفة الغربية .

3 إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة حول قيام الدولة الفلسطينية وفق المعايير الأمريكية "الإسرائيلية" .
ينشغل العالم كله بالتحولات الكبرى والعاصفة التي يشهدها العالم العربي . ويبدو هذا بيناً أكثر لدى الدول الغربية الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية . ومن الواضح أن جانباً كبيراً من هذا الانشغال ينصرف نحو محاولات احتواء تأثير التحولات العربية في مستقبل الصراع العربي "الإسرائيلي" عامة، وعلى مسار التسوية الفلسطيني "الإسرائيلي" خاصة . وفي وضع متفجر، وعلى درجة كبيرة من السيولة، يتحرك الغرب ضمن محددين: ضمان مصالحه الإستراتيجية الكبرى، وحماية "إسرائيل"، التي هي بالأساس من ضمن المصالح المشار إليها .
تعتقد واشنطن ومعها باريس ولندن، وعواصم أخرى، أنه من المهم جداً الحفاظ على اتفاقات التسوية المعقودة بين كل من "إسرائيل" ومصر والأردن، كما ترى أن تسوية سياسية تنتج حلاً بصيغة ما على أرض فلسطين التاريخية، يمثلان في آن معاً، حماية ل"إسرائيل"، وللمصالح الغربية الكبرى . لكنها في الوقت نفسه، لا تريد ممارسة ضغط جدّي على الحكومة "الإسرائيلية"، وتفضل بدلاً من ذلك توجيه الضغوط على الجانب العربي، وبضمنه الفلسطيني، لضمان استمرار المعاهدات القائمة، ولإنجاز التسوية المنشودة . ولأجل تحقيق ذلك تسعى إما إلى إحداث فصل، يبدو أنه صار مستحيلاً، بين الواقع العربي المستجد وبين القضية الفلسطينية . وإما إلى استغلال حالة السيولة الراهنة في الوضع العربي لإرساء منظومة جديدة تشكل أساساً للتسوية القريبة القادمة . وتفترق عن الصياغات التي كان تم تداولها حتى الآن ومنها المبادرة العربية .

في ضوء ما تقدم، يبدو الموقفان الفلسطيني و"الإسرائيلي" حاسمين في تحديد وجهة الخيارات الغربية . وثمة سباق كبير مع الوقت، لأن هذين الموقفين لن يعودا بالقدرة ذاتها على التأثير، مع اتضاح ملامح المشهد العربي بصورة أكثر جلاءً في القادم من الأيام .
مسارات
تحركت مسارات التسوية السياسية للصراع العربي "الإسرائيلي" دائماً بفعل تحولات كبرى . بعد هزيمة يونيو/ حزيران عام ،1967 كانت هناك جهود لفرض تسوية . ولكن النظام العربي الذي تلقى ضربة عسكرية قاسية في الميدان، رفض ترجمتها إلى هزيمة تأخذ شكل الصلح من موقع الضعف الشديد . بعد حرب تشرين الأول أو أكتوبر ،1973 تم طرح عقد مؤتمر دولي للتسوية، مستنداً إلى الإنجاز العسكري العربي غير الحاسم آنذاك . وفي ظروف التجاذب الدولي والإقليمي انتهى الجهد الدولي إلى إبراز منظمة التحرير الفلسطينية، كممثل شرعي للشعب الفلسطيني . ثم إلى معاهدة كامب ديفيد بين مصر و"إسرائيل" .
حدث تحرك آخر بعد اجتياح لبنان عام ،1982 وأفضى إلى تراشق بالمبادرات، فصار للعرب مشروعهم المتحول عن خطة الأمير فهد بن عبد العزيز، في مقابل مبادرة ريغان، ومبادرة بريجنيف .
الدفع الكبير لمحاولات التسوية السياسية، تمثل في عقد مؤتمر مدريد للسلام عام ،1991 حيث جرى استحضار العرب إلى المؤتمر في لحظة ضعف عربية قصوى، أعقبت الحرب على العراق، وطرد قواته من الكويت وتدمير قدراته، وتمزق النظام الرسمي العربي . ومن رحم هذا المؤتمر ولد اتفاقا أوسلو 1993 ووادي عربة ،1994 كل من طريق . لكن التسوية لم تتحقق .
بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر،2001 وفي لحظة اشتعال انتفاضة الأقصى الفلسطينية، وارتعاد فرائص النظام الرسمي العربي، طرح العرب في قمة بيروت 2002 مبادرة السلام العربية . وفي السنة التالية قدمت واشنطن "خطة خريطة الطريق"، ورؤية بوش لحل الدولتين التي كان من المفترض أن تؤدي إلى دولة فلسطينية في نهاية ،2005 غير أن الأوضاع بعد ذلك عكست استمرار العبث التفاوضي والتراشق بالتفسيرات والخطط التفصيلية، للاتفاق الأصلي في أوسلو ولملاحقه المتتالية .
ثمة تحول كبير يحدث الآن في العالم العربي . لم يتم طرح مبادرة سياسية، بالمعنى التقليدي، يتم الحوار حولها، أو تأتي بالأطراف إلى طاولة تفاوض بصيغة ما . ويبدو هذا مفهوماً . فالحديث عن مبادرة سياسية، يتطلب مناخاً مختلفاً، وقوى جاهزة لتلقفها والتعامل معها، وهذا ليس متيسراً الآن .
إنّ غياب المبادرة بنصوص محددة، لا يعني أن الجهود متوقفة . بل إن هناك حاجة ضاغطة إلى وجود عملية سياسية مستمرة، لثلاثة أطراف على الأقل هي: الولايات المتحدة، و"إسرائيل"، والسلطة الفلسطينية . ولذلك نلحظ أن الحديث عن المفاوضات وأهميتها لا يتوقف من لدن الأطراف المذكورة .

الحماية والإنجاز المنتظر

تبذل الولايات المتحدة ومعها دول غربية، إلى جانب "إسرائيل"، جهوداً كبيرةً للحفاظ على اتفاقيتي كامب ديفيد، ووادي عربه، واستمرار العملية السياسية في فلسطين . وتتردد معلومات متواترة عن مطالبة سوريا بتغيير سلوكها، والدخول في مفاوضات مع الحكومة "الإسرائيلية" .
يركز الخطاب الأمريكي على أن التحركات التي جرت في كل من مصر وتونس، وأدت إلى سقوط رأسي النظام فيهما، إنما نجمت عن عوامل محلية، ذات طابع اقتصادي ومطلبي، ولا شأن لها بالصراع العربي "الإسرائيلي" . وتعِدُ واشنطن بتقديم مساعدات لكل من تونس ومصر، لتجاوز الصعوبات الاقتصادية في البلدين . وطالبت سراً وعلناً بأن تحافظ مصر على المعاهدة مع "إسرائيل" . والأمر ذاته ينسحب على الأردن . وكرر الرئيس الأمريكي الحديث عن ضرورة إيجاد حل في فلسطين وقيام دولة فلسطينية .
أعلن المجلس العسكري في مصر، من جهته، التزامه بالمعاهدة ونصوصها . لكن الولايات المتحدة تنظر بريبة إلى الإشارات المتكررة في الشارع العربي، خصوصاً في مصر والأردن وتونس، التي يطالب بعضها بإلغاء الاتفاقات وطرد السفراء، ويحض بعضها الآخر على لعب دور أكبر في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته . كما أن واشنطن قلقة من التحركات الشعبية الفلسطينية، ومن إنجاز المصالحة، ومن انعدام دعم شعبي حقيقي للتسوية السياسية .
يبدو القلق أشد وضوحاً لدى "الإسرائيليين"، الذين يتلقون ما يعتبرونها إشارات مقلقة ومزعجة من المصريين، رغم التصريحات المصرية العلنية . كذلك، تبدو الريبة مما يجري في الشارع الأردني، والارتباك إزاء ما تشهده سوريا، والإدراك أيضاً، بأن فرض تسوية سياسية وفق الشروط "الإسرائيلية"، لم يعد ممكناً، بالرغم من كل الشحنات العاطفية التي أبداها أوباما مؤخراً، وإعلاناته المتكررة عن الالتزام المطلق بأمن "إسرائيل" وحمايتها .
يزيد من عوامل القلق "الإسرائيلية"، توقع انتفاضة فلسطينية ثالثة، كما أن المصالحة الفلسطينية، بالإضافة إلى التحركات الشعبية عند الحدود مع فلسطين التاريخية، هي عوامل إرباك متزايد .
مقابل ذلك، تُظهِرُ السلطة الفلسطينية تمسكاً بالمفاوضات، التي تعتبرها علّة وجودها، وبرغم إشارات إلى شبه استحالة معاودة إطلاقها وفق أدنى حد ممكن من الشروط الفلسطينية، تتابع التحرك باتجاه المنظمة الدولية في أيلول/ سبتمبر المقبل . وتوظف هذا الأمر في الضغط من أجل العودة إلى المفاوضات، وإيجاد استقطاب دولي حول فكرة اللجوء إلى الأمم المتحدة، إذا لم تتيسر مسألة استئناف التفاوض .

تطورات وتداعيات

تدرك واشنطن، أن حماية المعاهدات السابقة أضحت صعبة جداً، ما لم تحصل تسوية في فلسطين . وهي تريد جدياً إطلاق المفاوضات، مع استمرارها في محاولة عزل القضية الفلسطينية عن تأثير التحولات العربية، عبر احتواء تلك التحولات وتغيير وجهتها .
وعملياً فهي تعتبر أن المفاوضات، أو إطلاق عملية سياسية، ستؤدي إلى:

1 احتواء الموقف الشعبي العربي، والتفاعلات الناتجة عن ثورتي مصر وتونس .

2 إحباط التحرك الفلسطيني (والعربي) نحو الأمم المتحدة، والحيلولة دون تشكل موقف دولي ضاغط في المنظمة الدولية يتبنى دولة فلسطينية في حدود عام 1967 .

3 ملء الفراغ الذي قد يدفع بالرباعية الدولية، أو بأطراف منها لتبني مبادرة سياسية تربك "إسرائيل"، في ظل مناخ عربي ودولي متغير .
لوحظ أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قارب كثيراً الموقف "الإسرائيلي"، بشأن الحدود والقدس واللاجئين . فاعتبر في تصريحات توضيحية، أن المقصود بحدود 67 أن تشكل منطلقاً لا حدوداً نهائية . وتحدث عن تبادل للأراضي، وعن أخذ المتغيرات الديموغرافية بعين الاعتبار . كما طالب بتأجيل البحث في موضوعي القدس واللاجئين، إلى ما بعد الاتفاق الذي يمهد لتنازلات متبادلة .
وقد يلجأ الرئيس الأمريكي وإدارته إلى استخدام هذه المقاربة، من أجل إقناع نتنياهو بالقبول بدولة فلسطينية ضمن المعايير المناسبة ل "الإسرائيليين"، وربما يذهب إلى نوع من الضغط، عارضاً أمام "الإسرائيليين" صعوبة البدائل المنتظرة في حال رفض العودة إلى المفاوضات، ومراعاة الحد الأدنى من طلبات السلطة الفلسطينية، القابلة، من حيث المبدأ، بفكرة التبادل . لكن واشنطن ستواصل إعاقة التحرك الفلسطيني إلى الأمم المتحدة، في حال تشبث نتنياهو بموقفه .

في "إسرائيل" تتزايد المطالبة بإطلاق مبادرة سياسية . فهنا تتشكل عوامل قلق متزايد، جراء المتغيرات العربية، وبسبب ما يبدو إصراراً فلسطينياً على الذهاب إلى الأمم المتحدة . وترى قطاعات "إسرائيلية" أن إطلاق مبادرة تقبل بدولة فلسطينية، سوف تؤدي إلى:

1 إحباط توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة .

2 حماية معاهدة كامب ديفيد ووادي عربة .

3 استمرار التنسيق الأمني .

4 إضعاف موقف أعداء "إسرائيل" .

لا ترفض حكومة نتنياهو، من حيث المبدأ، فكرة دولة فلسطينية، لكنها تجعلها مقلصة الحدود منقوصة السيادة . لا يمكن القبول بها بحال من الأحوال، من طرف المفاوضين الفلسطينيين . مع أنها تدرك بعمق أن الاستمرار في هذا الموقف قد ينطوي على تكاليف عالية في المستقبل القريب .

توقعات واحتمالات
التطورات العربية الكبرى المتلاحقة، جعلت إدارة أوباما تدرك خطورة موقف "إسرائيل" في غياب حراك سياسي على مستوى المسار الفلسطيني، يمكن تسويقه على أنه تقدم نحو السلام وإقامة الدولة الفلسطينية . لكن إصرار حكومة نتنياهو على ضرورة أن تتحمل واشنطن فاتورة أمن "إسرائيل" وحمايتها بالكامل، مما يسهم في بقاء الاحتمالات المتوقعة ضمن الخيارات التالية:
1 استمرار تجميد المفاوضات: يعدّ هذا الاحتمال استكمالاً لمسار الأمر الواقع، ويقوم هذا السيناريو على أساس أن حكومة نتنياهو، تتشكل من اليمين واليمين المتطرف وهي غير مهيأة لتغيير تكتيكها حتى، أو إبداء شيء من المرونة السياسية . ما يعني بأن الحكومة "الإسرائيلية" ستبقى متمسكة بموقفها من: عدم تجميد الاستيطان، ورفض التفاوض على دولة فلسطينية بحدود ال ،67 واعتبار القدس مدينة موحدة عاصمة ل"إسرائيل"، ومطالبة السلطة بالاعتراف ب"يهودية إسرائيل"، والإعلان المسبق عن استمرار وجود "إسرائيلي" على امتداد الأغوار . وبما أن هذه الحكومة ترى انخراطها في أيٍّ من الخيارات القائمة نوعاً من "الانتحار" السياسي، من المتوقع أن تذهب إلى حيلة كسب الوقت أو بالأحرى "تضييع مزيد من الوقت"، بطريقة أو بأخرى . تأمل من خلالها بروز تطورات عربية أو إقليمية أو فلسطينية، تسعفها في الخروج من "أزمتها" .

2 العودة إلى المفاوضات المباشرة: يأتي هذا التوقع في سياق ضغوط إدارة أوباما على حكومة نتنياهو، ما يؤدي إلى تغييرٍ في التكتيك "الإسرائيلي"، بقصد تفادي تداعيات التطورات العربية الكبرى . يعزز هذا الاحتمال، تزايد الضغوط الداخلية على نتنياهو، وتصعيد الخشية "الإسرائيلية" من تداعيات استحقاق أيلول/ سبتمبر القادم على صورة "إسرائيل" الدولية . خصوصاً أن المفاوضات ستجري تحت عنوان التحضير لقيام دولة فلسطينية، مع العلم بأن هذه المفاوضات ستتم وفق معايير أوباما ومواصفاته لتلك الدولة، وهي لا تبتعد، فيما يتعلق بالمساحة والحدود عما تعلن الحكومة "الإسرائيلية" قبولها به .
3 تنفيذ انتشار أحادي الجانب: يَسهُل تسميته انسحاباً، خصوصاً إذا ترافق مع نقل بعض الصلاحيات الأمنية، بالتوافق والتنسيق مع السلطة الفلسطينية . الذي يدعم مثل هذا الاحتمال هو أنه يسهم في تخفيف احتقان الشارع الفلسطيني، ويُفسحُ بالمجال أمام عدد من القوى الدولية لتثمن هذه البادرة "الإسرائيلية" واعتبارها "خطوة في الاتجاه الصحيح" . وبدورها السلطة، يمكنها النظر إلى هذا السيناريو على أنه إنجاز وطني من دون ثمن سياسي، يتم إلهاء الساحة الفلسطينية بتفسيره وتحديد الخطوات التالية له، وإلى ما هنالك .

توصيات
1 تشكل المتغيرات العربية (في مصر تحديداً) مكسباً كبيراً للقضية الفلسطينية، ولحقوق شعب فلسطين، ولذلك من المتوجب الاستمرار في متابعة دعم التوجه الرافض لحرف الثورة عن مسارها، والمطالبة بوضع اتفاقية كامب ديفيد محل المراجعة .
2 المصالحة الفلسطينية مكسب كبير، تجب المحافظة عليه، وعدم الرضوخ للرغبة الأمريكية في تقويضه، أو القبول بشروط تفرض على القوى الفلسطينية لتكييف مواقفها وفق الإرادة الأمريكية "الإسرائيلية" .

3 إن التوجه إلى الأمم المتحدة، لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية، هو خطوة سياسية ينبغي أن توضع في إطار الضغط لنيل الحقوق الفلسطينية، ولكنها ينبغي ألاّ تكون معوقاً لترتيب البيت الفلسطيني، بما في ذلك إصلاح م . ت . ف والسلطة الفلسطينية .
4 يتسم الوضع الراهن بالسيولة الشديدة، وتتسارع الأحداث على نحو غير مسبوق، والقبول بالتفاوض مع حكومة نتنياهو، سيساعد واشنطن على احتواء التأثيرات العربية الإيجابية في القضية الفلسطينية، ويستجر تنازلات تحت الضغط، ليس على الفلسطينيين تقديمها الآن . الأولى التمسك بموعد أيلول/ سبتمبر ومراقبة المتغيرات في العالم العربي، والعالم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.