رصاصتان كانت كفيلة بإنهاء حياة الشيخ والقيادي الإصلاحي / شوقي كمادي/ الذي سقط مضجراً بدمائه أثناء خروجه لأداء عملة في مدرسة مأرب بمديرية المعلا في العاصمة المؤقتة عدن. جريمة كشفت حجم المخاطر التي تواجه مشايخ الدين في مدينة عدن وكذا الحكومة الشرعية.
كمادي اغتاله مسلحون مجهولون الثلاثاء الماضي بعد أيام قليلة من مقتل الشيخَ عارف الصبيحي بالمنصورة في سياق موجة اغتيالات غير مسبوقة شهدتها عدن خلال الأشهر الماضية شملت العشرات من علماء الدين وقيادات في المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية بالمدينة.
ومنذ تحرير عدن في يوليو/تموز 2015، شكل اغتيال الدعاة والعلماء ظاهرة خطيرة مستمرة حتى اليوم، حيث سجل خلال العام ونصف العام الأخير اغتيال نحو 23 رجل دين سلفيا، كان أبرزهم الشيخان راوي العريقي وعبد الرحمن العدني والقيادي في حزب الإصلاح الشيخ شوقي كمادي.
استنكار شعبي تسود حالة من السخط والغضب الشعبي جراء استمرار مسلسل اغتيال أئمة وخطباء المساجد في العاصمة المؤقتة عدن والتي كان آخرها جريمة اغتيال رئيس دائرة التنظيم والتأهيل للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن وإمام مسجد الثور الشيخ شوقي كمادي.
حيث عبرت شرائح واسعة من أبناء عدن عن استياءها من حالة العجز واللامبالاة الذي تبديه حكومة بحاح وقيادات المقاومة تجاه هذه الجرائم التي تستهدف رجال الدين في المدينة .
وقال الناشط عبد رحمن الأحمدي في تصريح ل"الصحوة نت" إن ما يحدث في عدن من اغتيالات مخططات إرهابية يتم الإعداد لها لتصفية المساجد والسيطرة من خلالها على الرأي العام. وأضاف الأحمدي إن كل الأئمة والخطباء في المدينة الذين تم اغتيالهم يتم تعيين بديل لهم ممن ينتمون للوزير المقال هاني بن بريك، حسب قوله. وتابع الأحمدي "إن ما يجري في المدينة مشروع مخطط له ينفذ للاستيلاء على الرأي العام وتجريف للحياة السياسية واستهداف لعدن وقواها السياسية" المعارضة لهم". وطالب الأحمدي الرئيس هادي والحكومة الشرعية بملاحقة كل من يشتبه في تورطه بجرائم الاغتيالات التي يتعرض لها أئمة وخطباء المساجد ورموز وقيادات المقاومة الجنوبية في عدن
مناشدات ناشدت الأحزاب اليمنية والمكونات السياسية الحكومة وقيادة الشرعية بسرعة وضع حد لوقف شبح الاغتيالات في مدينة عدن. كما أن المناشدات جاءت أيضاً على لسان وزير الأوقاف والإرشاد القاضي أحمد عطية، والذي دعا وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في العاصمة المؤقتة عدن للتحرك السريع لإنقاذ علماء ودعاة المدينة من شبح الاغتيالات.
وقال الوزير عطية في تصريحات صحفية "كل يوم نصحو على جريمة اغتيال لإمام أو خطيب أو داعية .. نناشد وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية بالتحرك السريع لإنقاذ ما تبقى من الخطباء والعلماء". واعتبر عطية ان الاغتيالات التي تطال العلماء والدعاة في عدن بأنها " جرائم بحق الدين والوطن والإنسانية ، يُراد منها بقاء المجتمع مظلم من علمائه ودعاته ". وكانت فروع التجمع اليمني للإصلاح في كافة المحافظات قد نددت بجريمة اغتيال "شوقي كمادي" مطالبة وزارة الداخلية والحكومة إلى التدخل السريع لإنقاذ حياة المواطنين في عدن. كما أثارت حادثة اغتيال الأستاذ / شوقي الكمادي / الجريمة ردوداً كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن. الردود حذرت من التمادي في ارتكاب هذه الجرائم التي تجرف الحياة السياسية وتنسف القيم الاجتماعية لتهيئة الوضع في عدن مستقبلا للعناصر التخريبية.