أربع سنوات كما لو أنها عمرٌ بأكمله بالنسبة لأبناء محافظة المحويت الذين سامتهم مليشيا الحوثي سوء العذاب، حيث حلَّت على المحافظة ككابوس يُلاحق المواطن في صحوه ونومه، فمن سلِم من الخطف والتشريد لم ينجوا من الجبايات المتواصلة، إذ تتعامل المليشيا مع المواطنين كخزنة فلوس وحصالة نقدية ، فهو مطالب بتمويل مجهودها الحربي وتمويل القوافل الغذائية ودعم اقامة الفعاليات الطائفية التي من ابرزها " المولد النبوي، يوم الغدير، الولاية، عاشوراء، ذكرى الشهيد، ذكرى الصرخة، يوم القدس ، ورسوم تحسين وضرائب وحق الكاميرات .. الخ " . في مديرية جبل المحويت يتدخل مشرف الحوثيين بالمديرية مع المتحوث ابو حسام المروي في قضيتي خلافات بين الأهالي في قريتي الكرارة والقصبة بمنطقة القبلة، وقام بتغريمهم مبلغ مليون ريال، ثم حوَّل المبلغ لما اسماه دعم المجهود الحربي.
كما قامت المليشيات الحوثية بجبل المحويت بمتابعة العقال والمشايخ لجمع التبرعات؛ وتم تكليف كل عاقل قرية بجمع أفراد مقاتلين ومن يرفض يدفع كبشين أو خمسين ألف ريال ، أما الاغاثات فيتم دفع عشرة ألف ريال لكي يتم اعتماد المواطن في كشوفات الاغاثات التي تصرف من اليونسيف ويتم حرمانهم من السكر والزيت منها .
وفي حفاش حدث خلاف قبلي في عزلة القبلة بين بني قطران وبني عمار انتهى بحكم قبلي يقضي بإلزامهم بدفع مبلغ 400 الف ريال كهجَر قبلي، لصالح اتمام بناء مسجد في القرية؛ إلا ان قيادات حوثية بالمديرية أجبرتهم على تحويل المبلغ لصالح دعم المجهود الحربي.
وفرضت المليشيات الحوثية بحفاش مبلغ 10 الف ريال عل كل عامل أو موظف في اي منظمة دعما لإقامة فعاليات المولد النبوي ودعم التحشيد اليها ، كما فرضت مبالغ مالية على جميع المحلات التجارية لشراء رنج من اجل كتابة الشعارات الحوثية وعبارات الولاية في المديرية !
أما في مديرية بني سعد فقد قامت المليشيا بفرض مبلغ 12 الف ريال على المحلات التجارية الصغيرة و40 الف ريال على المحلات الكبيرة لتمويل فعالية ذكرى الشهيد السنوية حد زعمهم .
ووصلت لجنة من مركز المحافظة لجمع ما اسموها الضرائب؛ حيث فرضت على محلات الصرافة بالمديرية مبالغ مالية تتفاوت بين 50- 70 الف ريال، وعلى المحلات التجارية مبالغ مالية ما بين 10-20 الف ريال ، كما ووصل الحال الى قيام المليشيات الحوثية في سوق الخميس بفرض تسليم الخُمُس من القات والمال على كل مقوت.
وفي مدينة المحويت الزمت المليشيا اصحاب المحلات التجارية بشراء وتركيب كاميرات مراقبة للتصوير امام المحلات التجارية وربطها بالشبكة العامة لتسهيل المتابعة والمراقبة ، ويتم دفع مبالغ 10 ألف وتصل إلى 40 ألف ريال على كل محل تجاري ، كما فرضت رسوم شهري على اللوحات والاعلانات للمحلات التجارية على كل متر 500 ريال شهرياً ، ودفع خمسة إلى 10 ألف ريال لما أسموه تأمين الأسواق والحراسات الليلية ، ودفع إيجار شهر من كل عام دعماً للمليشيا .
وقامت المليشيات الحوثية ببيع المواد الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي للتجار في المدينة، بتواطؤ من مشايخ المدينة ؛ حيث تبيع السكر والفاصوليا لتدعم بها الجبهات ، كما تاجرت المليشيا بالمشتقات النفطية وبيعها في السوق السوداء بأسعار وصلت إلى 20 ألف للدبة البترول ، أما الغاز فأصبح يمثل الدخل الكبير للمليشيا حيث وصل سعر الدبة الغاز إلى أكثر من 10 ألف ريال .
وفي مديرية شبام ألزمت التجار بقطع سجلات تجارية رغم ان بعض التجار ليس لديهم سوى صندقة صغيرة فقط ، ومطالبة الأهالي في الضلاع الأعلى والأهجر بدفع ما اسموها زكاة التبن والقات والأعلاف والمواشي ومخالفة مراقيم الزواج حد قولهم .
وألزمت المليشيات الحوثية بملحان المشايخ والوجهاء في كل مركز انتخابي بجمع مبلغ 200 الف ريال دعما للمجهود الحربي؛ كما فرضت مبلغ 1000 ريال فوق سعر اسطوانة الغاز، وفي عزلة باحش بملحان قام المشرف المالي عبدالله الظهار بجمع مبلغ 120 الف ريال من أبناء العزلة باحش رغم الفقر الشديد في المنطقة ، وفرضت المليشيا مبلغ 2000 ريال على كل متزوج؛ تحت مسمى تجهيز مجاهدين.
وقامت المليشيات الحوثية بمديرية الرجم برئاسة المشرف ابو مالك فواز فارع بجباية الأموال من المواطنين والتجار تحت مسمى تسوير مقبرة روضة الشهداء ، وتقوم المليشيا بجباية الأموال من المحلات التجارية تحت مسمى ضرائب ورسوم تحسين في جميع مديريات المحافظة وتحت مسميات متعددة .