قال الناطق الرسمي لتكتل المعارضة اليمنية محمد قحطان إن صالح افشل كل الحلول السياسية وانه يدفع نحو الحرب ويراهن عليها. وأكد قحطان – وهو عضو المجلس الوطني لقوى الثورة – أنه لم يعد هناك ما تتحاور حوله المعارضة مع الحزب الحاكم منذ توقيعها على المبادرة الخليجية، وان أي محاولة جديدة للحوار يجب أن يسبقها توقيع صالح على المبادرة، ودون ذلك فان المشترك سيرفض أي حوار يراد له أن يبدأ من الصفر. ولفت إلى أن بقاء صالح في السلطة بات كارثة على اليمن واليمنيين وأمن المنطقة والعالم.
وطالب قحطان في حوار مع مجلة الشروق الإماراتية نشرته في عددها الصادر اليوم، دول الخليج برفع الغطاء عن صالح ومطالبته بالكف عن سياسة المماطلة والتسويف، كما طالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوط دبلوماسية وسياسية حقيقية على صالح والإفصاح عن الطرف الذي يفشل جهود الوسطاء الإقليمين والدوليين.
ترددت مؤخرا أحاديث عن وجود حوار بينكم و السلطة وسط تأكيدات الأخيرة ونفيكم ..ما حقيقة ذلك؟
حوارنا مع الحزب الحاكم أو السلطة كان في السابق تحت إشراف الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي وتوصلنا إلى الصيغة النهائية من المبادرة الخليجية، ووقعنا نحن عليها وكذلك الحزب الحاكم ولم يتبقى سوى توقيع صالح. ومن حينها لم يعد هناك ما نتحاور عليه كما لم يعد هناك مخرج سياسي آخر سوى توقيع صالح على المبادرة الخليجية والبدء بتنفيذ البنود التي تضمنتها.
وما تردد مؤخرا أو ما أطلقت عليه السلطة حوارا مع المعارضة هو في الحقيقة ليس كذلك، وكل ما في الأمر أن السلطة حين التقت مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر – الذي من الواضح انه أتى إلى اليمن بإلحاح من السلطة – طرحت عليه أن صالح يرى أن نص التوقيع على الاستقالة الوارد في المبادرة الخليجية فيه نوع من الإهانه له وانه لا بد من بحث آلية أخرى لنقل السلطة وتوصلنا مع بن عمر والحزب الحاكم لآلية تنفيذ للمبادرة الخليجية تحاول أن تلطف الأمر، غير أن صالح عاد لرفضها مجددا. وعندما قام صالح بتفويض نائبه الفريق هادي اعتبرنا نحن في المعارضة ذلك شأن داخلي لحزب المؤتمر ولكننا تواصلنا مع النائب وقلنا له إننا على استعداد لإنجاح سيره في عملية التفويض الذي نص على انه مفوض بالتوصل إلى آلية والتوقيع نيابة عن صالح ومتابعة تنفيذ الآلية تحت إشراف إقليمي ودولي وكان هناك اتفاق مبدئي على الآلية التي قدمها بن عمر في زيارته الأولى لليمن غير أن صالح عاد من الرياض لخلط الأوراق، وبعد عودته لم يعد هناك مبرر لان يوقع النائب بديلا عنه وعليه هو أن يوقع طالما وهو في صحة جيدة. وإجمالا استطيع القول أننا في المعارضة متمسكون بالاتفاقية الخليجية والآلية الأممية الموضحة وأي حوار يبدأ من الصفر مرفوض.
برأيك على ماذا يراهن صالح حتى يعمد إلى المراوغة والتهرب من التوقيع على المبادرة؟
مجريات الأحداث وما تؤكده الوقائع على الأرض تقول أن صالح وعائلته يراهنون على الحرب، أما الحوار او الحلول السياسية فهم يريدونها وفق المثل الشعبي اليمني الذي يقول" نجم لي ونجمي الأسد" بمعنى أن صالح يريد حوار أو حلول سياسية تبقيه في السلطة، وحين يصل الحديث إلى نقطة نقل السلطة يتوقف كل شيء. ونحن نعتقد أن مسالة نقل السلطة والخروج إلى مرحلة التنفيذ صار أمر ضروري لليمن كون بقاء صالح في السلطة كارثة على اليمنيين وامن المنطقة والعالم. وبعد 33 عاما من الحكم لا يبدو أن لدى صالح استعداد لترك السلطة ولم يقل حتى من باب المجاملة بأنه سيرحل من اجل الشعب، وعلى عكس ذلك فهو يدفع نحو الحرب.
هل يمكن الجزم بانسداد أفق الحلول السياسية؟
صالح قضى على كل المحاولات للوصول إلى حلول سياسية، وأي محاولة جديدة لا يمكن لها أن تنجح دون توقيعه على المبادرة الخليجية، وعدا ذلك فان كل شيء قابل للتباحث والحوار حوله.
إذا كان الأمر كذلك هل لديكم صيغ وحلول أخرى؟
نحن جزء من الثورة وليس كل الثورة، ونحن نحاول من خلال عملنا السياسي أن نفتح أفق أكثر سلمية للثورة واعتقد أن الثورة حالة مستمرة حتى تتحقق كافة أهدافها. هناك ثورة شبابية ستمضي إلى نهايتها وستنتصر في نهاية المطاف وهذا شيء مؤكد. وهناك برنامج تصعيدي للشباب بدأ وهو مستمر وصولا للحسم الثوري الكامل.
لكن ما يقوله بعض المراقبين أن هناك مسارين للثورة في مواجهة النظام.. الأول مسلح ويمثله الجيش المنشق والقوى القبلية، والآخر سلمي يجسده شباب الثورة في الساحات.. أين موقعكم كأحزاب سياسية بين هذين المسارين؟
الثورة سلمية ونحن مع سلميتها وشبابها، وما تقوم به الأطراف القبلية والعسكرية التي أعلنت تأييدها ومساندتها لثورة الشباب السلمية هي أعمال جزئية محدودة تستهدف وفق وجهة نظرنا دعم وتعزيز ثورة الشباب السلمية وليست بديلة عنها.
ألا يوجد أي احتمال لاعتماد القوة في مواجهة النظام؟
اعتقد أن المسار الأول الذي تحدثت عنه في سؤالك السابق يهدف – وفق مفهومي الشخصي – إيصال رسالة إلى صالح من قبل أنصار الثورة سواء القبليين أو الجيش بألا يراهن على عامل القوة في مواجهة ثورة الشباب. وهي رسالة حرصت هذه القوى أن تكون وفق هذا الحدود فقط.
أما الجزء الآخر من أعمال العنف التي تشهدها عدد من المناطق فهو ناتج عن عدوان قوات صالح، حيث أن كثير من القوى القبلية التي أعلنت تأييدها لثورة الشباب سواء في مناطق أرحب أو نهم أو حي الحصبة بصنعاء تعرضت لعدوان عسكري وأراد صالح من وراء هذا العدوان دفعها للرد في محاولة منه لخلط الأوراق والقول بان الثورة لم تعد سلمية.
واعتقد أن هذا الأمر صار واضحا للجميع وهناك تصعيد مرتقب سيقوم به شباب الثورة خلال الفترة المقبلة سيوجد مسافة واضحة بينهم وبين ما يدعي صالح وحتى بينهم وأنصارهم. بمعنى أن الشباب سيتقدمون إلى الأمام بصدور عارية وسيتخلون عن القدر المحدود من الحماية التي كانت ترافقهم في مسيراتهم حتى يدرك العالم حقيقة هذا النظام الدموي.
هل لمستم مؤخرا تحولاً في الموقف الإقليمي والدولي؟
نحن نعتقد أن أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى أصدقائنا حول العالم بمن فيهم الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا مع حق اليمنيين في التعبير والكل مع تنفيذ المبادرة الخليجية، لكن ما نطالب به المجتمع الدولي هو قيامه بممارسة مزيد من الضغوط على صالح لإجباره على سرعة نقل السلطة.
ما هو سقف التدخل الذي تؤملونه من المجتمع الدولي وهل تحت هذا السقف خيار التدخل العسكري إن تطلب الأمر ذلك؟
لن يتطلب الأمر ذلك على الإطلاق، والدور الذي نطلبه من المجتمع الدولي هو ممارسة ضغوط دبلوماسية وسياسية والإعلان عن الطرف المعيق الذي يفشل المبادرة الخليجية وجهود الوساطة الدولية، وهذا بحد ذاته كافي لتحقيق الهدف.
واعتقد أن صالح لن يستطيع الاستمرار في المراوغة والتهرب لو رفع أشقائنا في الخليج الغطاء عنه وأعلنوها صراحة في وجهه وقالوا له أنت من يعيق الحلول السياسية والسلمية وعليك التوقف عن التسويف فورا. أما الآن فهو يقول في قرار نفسه سأجرب كل الخيارات بما فيها القوة فان نجحت وإلا فسأعود إلى المبادرة الخليجية التي توفر له الحصانة من أي ملاحقة قضائية.