هاجم مصدر رئاسي يمني تصريحات ومطالبات دول أوروبا وسفرائها واتهمهم ب"عدم الفهم"، وذلك بسبب إصرارهم وطلبهم الدائم من الرئيس علي عبدالله صالح التوقيع على المبادرة الخليجية. ووفقا لوكالة الأنباء اليمنية الحكومية "سبأ"، فقد قال مصدر مسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية: "نظرا لسوء فهم بعض السفراء والدبلوماسيين وعدم إدراكهم حقيقة الأزمة الراهنة التي تشهدها بلادنا، يقومون بإطلاق تصريحات بين الحين والآخر يجانبها الكثير من الدقة والصواب".
وأضاف المصدر الرئاسي: "إن إصرارهم الدائم على توقيع فخامة الأخ رئيس الجمهورية على المبادرة الخليجية لا يعني إلا أن هناك تجاهلا لحقيقة موقف فخامة الأخ رئيس الجمهورية الذي فوض نائبه بقرار جمهوري على الحوار والتوقيع والاتفاق على آلية وعلى المبادرة الخليجية بما يضمن ترسيخ النهج الديمقراطي ويحقق مبدأ التداول السلمي للسلطة".
وتابع مخاطباً سفراء دول الاتحاد الأوروبي أن "اليمن يختلف عن غيره، ولا يقبل من أي كان التدخل في شؤونه الداخلية".
وجاء هذا التصعيد الحكومي بعد يوم واحد من بيان الاتحاد الأوروبي الذي دعا صالح إلى سرعة نقل السلطة وتطبيق المبادرة الخليجية دون أية شروط مسبقة، وبعد ساعات من اجتماع مجلس الأمن الذي ناقش تقرير بن عمر عن الوضع في اليمن وتقدم بريطانيا بمشروع قرار يدعو نظام صالح لتطبيق المبادرة.
وكان قد اختتم مجلس الأمن الدولي أمس الثلاثاء اجتماعه المغلق لدوله ال15 الدائمة العضوية، دون إصدار قرار بشأن اليمن.
وقال بلاغ صادر عن الاجتماع إن الدول الأعضاء استمعت لتقرير مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن جمال بن عمر حول الوضع في البلاد وحول الجهود المبذولة لإنهاء الأزمة المستمرة منذ كانون الثاني/يناير الماضي.
وحذر بن عمر بعد انتهاء الجلسة من خطورة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن، ولفت إلى أن مناطق عدة في اليمن خرجت عن سيطرة الحكومة المركزية، إضافة إلى أن النفوذ في صنعاء تتقاسمه ثلاثة أطراف.
وأشار البلاغ الصادر عن الاجتماع إلى أن بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى تقدمت بمشروع قرار يتوقع أن يعرض على الدول الأعضاء في الأيام المقبلة.
واستبعد دبلوماسيون أن يتضمن القرار أية عقوبات ضد النظام اليمني، مرجحين في الوقت ذاته أن يحظى القرار بموافقة روسيا والصين، وتوقعوا أن يتضمن القرار دعماً للمبادرة الخليجية، ودعوة للتوقيع عليها، وأن يحث على ضرورة وقف العنف وضبط النفس، وتشكيل لجنة تحقيق في الأحداث.
وقال السفير الألماني في الأممالمتحدة بيتر فيتيغ: "نريد أن يكون المجلس نشطا وأن يطلب من الرئيس صالح التوقيع والقبول بمرحلة انتقالية اقترحها مجلس التعاون الخليجي". وأضاف أمام الصحافيين: "آن الأوان للتحرك".
وفي السياق نفسه، أعربت روسيا عن أملها في أن يرسل مجلس الأمن إشارة إيجابية وبناءة من أجل الخروج من الأزمة اليمنية.
وأكد ممثل روسيا الدائم في مجلس الأمن فيتالي تشوروكين أن بلاده سوف تنظر في أي مشروع قرار في مجلس الأمن يبعث إشارات بناءة وإيجابية، واعتبر أن المجلس قادر على إرسال مثل هذه الإشارات، وشدد تشوركين على أن المطلوب هو وقف العنف من جميع الأطراف اليمنية والتوصل إلى اتفاق.
وكان مجلس التعاون الخليجي اقترح خطة لتسوية الأزمة اليمنية تنص على رحيل الرئيس صالح وإقامة إدارة مؤقتة، لكن الرئيس الحاكم منذ 33 عاما رفضها.