لم تكن ثورة 26 سبتمبر مجرد عملية عسكرية لقلب نظام حكم ملكي باخر جمهوري كما يحدث في بلدان العالم بل هو أمر ابعد من ذلك بكثير يختلف تماما عن مسار التغير الحاصل في أي مكان ويقترب إلى مستوى الثورة على الكنيسة والكهنوت الديني في أسوأ حالاته ثورة 26 سبتمبر استهدفت تغير قيم وثقافة وعقيدة منحرفة ومتخلفة تستعبد الإنسان باسم الله وتتبع ثقافة تكريس عقيدة الأساطير والأكاذيب باسم الإسلام السمح ومناقضة لمقاصده في الحرية والمساواة وكرامة الإنسان كإنسان ( لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى ) ومبدأ الحكم شورى يخص الناس(الشعب) و يرتبط بالاجتهاد و بتطور أساليب الحكم بما يخدم شكل الحكم وتطوره كمعبر عن مصالح الانسان ومهمة العمران الحضاري لما يستجيب لظروف ومطالب الزمان والمكان
لقد حولت الامامة ونظرية البطنين الإسلام الذي ارسل رحمة للعالمين ولتحقيق مبدأ لمساواة إلى وثيقة ملك اسري وحكم سلالي وعقيدة استغلال للعقل والروح والدين بشكل غريب يعتدي اول ما يعتدي على الدين ومقاصده كنوع من الخرافة التي تسلب الإنسان ارادته واختياره بأساليب الشحن العاطفي وتسويق الاحقاد والتحريض التاريخي وتكرار الاساطير وتقديس الخرافة بصورة اقرب الى الشعوذة السوداء وبهلوانات السحر والطلاسم (والقطرنة ) مرتكزة على العنف والتجهيل المتعمد ومحاربة العلم بوسائل عنصرية مقيتة تحصر العلم.و الحكم بسلالة وتحدد لبقية خلق الله مستوى التحصيل العلمي الذي لايتعدى القراة والكتابة وبالكثير حفظ كتب فقهية محدودة ككرم محدود يتناسب مع مستوى الخدم والعبيد ورعاع الناس و عامة الشعب امام النطفة الذهبية. وعامة الشعب هنا مصطلح يعني العبيد والمواطنة من النوع الثاني والثالث بينما يبقى حق العلم والابحار في مستوياته لابناء السلالة. كما حق الحكم المطلق للسلالة ( الامام) الذي يمثل ارادة الله وعلى خلق الله ان يتعبدوا الله في خدمة وطاعة اوليائه وأبنائه النازلون من السماء عبر خيوط الشمس لحكم واستعباد بقية الناس الذين يمثلون هنا التراب امام التبر والذهب الخالص كما تقول كتبهم ونظرياتهم ومعتقداتهم و تطبيقاتهم على مر التاريخ ... فالناس خلقوا لهم ومن أجلهم
انها ثورة على كارثة أصابت الدين والدنيا في مقتل وهنا تبرز أهمية الثورة السبتمبرية على هذا النوع من الاستلاب الثقافي والأخلاقي والديني العام فهي تحرير للعقل والدين والدنيا وانقاذ للوطن والأجيال ومن الخطأ إغفال هذه الحقيقة أو الكارثة والتي اتضحت بجلاء في أبشع صورها اليوم في زمن المعلومة والصورة لكل الناس ثورة 26 سبتمبر ثورة بحجم وقدر الإنسان اليمني وتاريخه وما يستحق من كرامة وحرية ومساواة ووطن رفيع المقام متقدم الدور ودولة تحفظ الهوية وتصون جوهر الدين ونقائه وترفع من شأن الوطن ومكانة المواطن.