التقى وفد تكتل الثورة اليمنية بمصر المشكل من شخصيات برلمانية وحقوقية معارضة برئاسة القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف المستقيل، التقوا بشيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب لإطلاعه على مستجدات الأحداث في اليمن. وفي اللقاء الذي بدأ فيه الهتار بشكر فضيلة الإمام الأكبر لإتاحة الفرصة لزيارته أعرب عن تقدير اليمنيين واعتزازهم بالشيخ الطيب لدوره في استعادة الأزهر مكانته، فوثيقة الأزهر هي أكبر دليل على هذا الدور الذي يتطلع الإمام لتحقيقه، كما حيا الدور الكبير الذي تلعبه مصر فهي كانت وماتزال وستبقى رائدة الأمة العربية وسيبقى الأزهر شامخا في قيادة الأمة. ثم أطلع الوفد فضيلة الإمام حقيقة ما يجري في الساحة اليمنية، حيث إن الشباب والشعب اليمني خرجوا للمطالبة بالحرية التي ينشدها كل إنسان بعد أن وصلوا إلى قناعة بعدم جدية النظام في إجراء تغييرات في البلد وبعد أن سيطر الفساد على كل مفاصل الدولة من تكريس للحكم الفردي العائلي خرجوا في مسيرات سلمية بصدورهم العارية يفترشون الأرض ويلتحفون السماء إلا أن النظام واجههم بآلة عسكرية سفك بها الدماء راح ضحية تلك العنجهية أكثر من ألف شهيد وما يقارب ثلاثة آلاف جريح، وزاد من حدة ذلك صدور فتوى من ما تسمى جمعية علماء اليمن جانبهم الصواب في تكييف خروج المتظاهرين سلميا واعتبروه خروجا على الحاكم وبالتالي فهو محرم شرعا يبرر لاستخدام العنف ضد تلك الملايين التي خرجت بشكل سلمي . وأضاف الهتار : كما أن الرئيس قد جانبه الصواب حينما لم يستجب للمبادرات الرامية إلى حل القضية اليمنية وآخرها المبادرة الخليجية التي كانت نتاج حوار إقليمي ودولي بعد وصول الحوار الداخلي إلى طريق مسدود. من جانبه رحب فضيلة الإمام بالوفد وأبدى ألمه الشديد مما يحدث في هذا البلد العريق الطيب الذي لم يكن يعرف الدماء ولا يراها ولا يتخيل أن يسفك بهذه السهولة والغزارة، وقال: شعرنا بالمأساة من كل ما يحدث وكان لنا أكثر من بيان صدر بهذا الشأن ونبهنا الحكام فيها أن الدنيا لا تساوي قطرة دم تسال من مسلم، وقلنا في أكثر من بيان ان الشعوب قد صبروا على الحكام طويلا ومن حقهم أن يستمتعوا بأقل الحقوق التي تتمتع بها الشعوب في الدول الغربية، كما أننا دعونا العلماء من كلا الطرفين للتأثير في مسار الأمور، لكن الأمور أصبحت أكثر تعقيدا. ودعا لتنفيذ المبادرة الخليجية على اعتبار أنها مخرج يمكن أن تسرٍع في حقن الدماء والخروج الآمن بحيث تبدأ الحياة الجديدة في اليمن ولمنع الأمور من أن تسير إلى الوراء مرة أخرى. وفيما يتعلق بالبيان الذي أصدرته جمعية علماء اليمن فقد أكد فضيلته على أن العلماء ينبغي أن يكونوا صوتا لحقن الدماء لا سببا أو مبررا لإراقة المزيد منها وإشعال فتيل الفتنة وتبرير ذلك للحاكم. كما تسائل عن كل ما يحدث من قتل واعتقال وسجن للشباب والنساء والأطفال وقال: هل الكرسي يستحق كل هذا؟ وفي نهاية حديثه للوفد أعلن عن استعداده لدعوة علماء الطرفين تمهيدا للحوار وبما يحقق رغبة الجماهير المتطلعة إلى الحرية والتحرر من الظلم والطغيان، وقال إنه لا خير في الأزهر إن وقف في وجه هذه المطالب الإنسانية ولم يكن له فيها موقف مشرف يليق بمكانته في قلوب الجميع. وفي اللقاء تحدث كل من الأستاذ عبد الرزاق الهجري نائب رئيس جمعية برلمانيون من أجل التغيير والأستاذ محمد ناجي علاو والشيخ هزاع المسوري عضو مجلس النواب والدكتور وسيم القرشي الناطق الرسمي باسم اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية عبروا فيها عن أملهم في أن يكون للأزهر الشريف موقف مشرف يليق بمكانته ودوره الرائد في العالم الإسلامي يسهم في وقف نزيف دم الأبرياء المتظاهرين سلميا، حيث إن الشباب يخرجون بصدور عارية لم يحملوا سلاحا يطالبون الحق في عيش كريم إلا أنه واجههم بالدبابات والصواريخ وكل أنواع الاسلحة . حضر اللقاء الدكتور عبد الرحمن با فضل عضو المجلس الوطني ورئيس الكتلة البرلمانية للتجمع اليمني للإصلاح والأستاذ عبد الرقيب منصور رئيس تكتل الثورة اليمنية - مصر وعبد الملك الحاوري مدير موقع ابن اليمن، وعبد الغني العديني وإلهام السنباني ونبيل سهيل وعبد الغني اليهاري القياديون في التكتل.