سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون: سلمية الثورة تقلق صالح، ورهانه على إثارة فتنه قبلية باءت بالفشل قالوا إن ضبط النفس الذي تمتع به أولاد الأحمر في حرب الحصبة وصوفان عرى صالح محليا وخارجيا
أثارت المواجهة المسلحة التي نشبت بين مجموعة من آل الأحمر المتزعمين لقبيلة حاشد والمؤيدين للثورة السلمية وبين مجموعة من قبيلة موالية للرئيس علي عبد الله صالح يتزعمها الشيخ صغير بن عزيز، التساؤل عن مدى نجاح الرئيس اليمني في إشعال الفتنة القبلية وحرب الثارات. وتزايدت المخاوف من اشتعال الصراع القبلي عقب إعلان الشيخ صغير بن عزيز أنه سيأخذ "الثأر" من أبناء الأحمر ثأرا لمقتل شقيقه الأصغر صالح بن عزيز خلال المواجهة الأخيرة التي شهدتها مدينة صوفان بحي الحصبة شمال صنعاء بين أنصار الشيخ صادق الأحمر وقوات الرئيس اليمني والتي شارك فيها مسلحو الشيخ بن عزيز الموالين للنظام.
ورأى محللون أن الرئيس اليمني يحاول خلق تحالفات قبلية جديدة لإضعاف خصومه السياسيين والعسكريين ومشايخ القبائل من مؤيدي الثورة السلمية المطالبة برحيله وإسقاط نظامه.
ما حدث في حي الحصبة وصوفان حرب بالوكالة بهدف الالتفاف على الهدنة بين مسلحي الأحمر وقوات الرئيس صالح والتي جرت برعاية السعودية، وكذا لتضليل الرأي العام الإقليمي والدولي" .
توظيف وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عبد الباقي شمسان إن "توظيف واستثمار الثارات والنزاعات التاريخية والاجتماعية والقبلية والمناطقية والمذهبية والسياسية يعد أحد المدخلات الرئيسية المتبعة من قبل الرئيس صالح في إدارة شؤون الدولة والمجتمع".
واعتبر في حديثه للجزيرة نت توظيف ما حدث في حي الحصبة وصوفان "حربا بالوكالة بهدف الالتفاف على الهدنة بين مسلحي الأحمر وقوات الرئيس صالح والتي جرت برعاية السعودية، وكذا لتضليل الرأي العام الإقليمي والدولي".
واعتبر أن "القوى القبلية والعسكرية المؤيدة للثورة من آل الأحمر وغيرها من القبائل تدرك انعكاسات الخوض في مواجهات واسعة بقدر ضبطها في حي الحصبة بالعاصمة تحت غطاء الدفاع عن النفس، وتحقيق انتصارات ميدانية فارقة على قوات صالح.
وأشار إلى تمكن آل الأحمر من التواصل مع القوى الإقليمية والدولية، وإعلانهم الالتزام بالهدنة، وتواصلهم مع وسائل الإعلام لنشر وبث آثار الاعتداءات والخروق التي تقوم بها قوات صالح، الأمر الذي يلاحظ نتائجه من عزل نظام صالح إقليميا ودوليا.
الواقع القبلي من جانبه رأى رئيس مركز أبعاد للدراسات عبد السلام محمد أن الرئيس صالح "ظهر غير عارف بالواقع القبلي على حقيقته حتى يتمكن من فرز واقعين لهما ثقلان موازيان يمكن أن يتقاتلا نيابة عنه".
وأضاف أنه "ثبت خلال الثورة السلمية توحد قبائل حاشد وبكيل في خوض الحرب معا ضد قوات الحرس الجمهوري بالحصبة داخل صنعاء".
وتساءل "إذا كانت المواجهة العسكرية في حي الحصبة قد اندلعت بين القوات الموالية للرئيس صالح وأنصار الشيخ صادق الأحمر، فما الذي دفع الشيخ صغير بن عزيز لدخول المعركة إلى جانب قوات الرئيس اليمني؟".
وفي اعتقاده أن "الرئيس صالح وجد في الشيخ صغير بن عزيز فرصة لإثارة فتنة قبلية، لكن بن عزيز على ما يبدو ليس له تأثير أو نفوذ قبلي قوي وليس قادرا على الصمود في أي مواجهة مع قبائل آل الأحمر".
وأشار إلى أن "صغير بن عزيز ليس شيخا يوازي ثقل مشايخ آل الأحمر، وليس طرفا قبليا قويا، بل هو شخصية اجتماعية موالية لنظام الرئيس صالح، ويحصل على دعم مالي وسلاح من النظام".
ولفت إلى أن "الشيخ صغير بن عزيز له تجربة مع الحوثيين في مديرية سفيان في حرب صعدة السادسة، فقد هزم في مواجهة مسلحي الحوثي وكاد يقتل، ونقل بمروحية إلى صنعاء بعدما أصيب وخسر معركة في منطقته القبلية وفي عقر داره".
وقال عبد السلام "إن لم يتنازل الشيخ صغير بن عزيز ويدخل في صلح مع آل الأحمر، قد يدخل في ملاحقة قضائية وقانونية لاشتراكه في صراع مسلح ضد آل الأحمر، ولتضرر المواطنين في حي الحصبة وصوفان داخل العاصمة صنعاء، جراء القصف الذي استهدف منازلهم ومحلاتهم".
وأكد أن أي سلطة قادمة في اليمن بعد إنجاز الثورة الشعبية ضد نظام صالح، بلا شك ستعتمد التسامح والتصالح بين مكونات المجتمع اليمني القبلية والاجتماعية.