تخيم على اليمنيين حالة من الوجوم والصدمة جراء الوضع المعيشي الكارثي والفقر المدقع الذي وصلوا اليه والذي يتجاوز وصف الأممالمتحدة بأنه الأسوأ في العالم بسبب سياسة التجويع التي تنتهجها الميليشيات الانقلابية لتركيع المجتمع وإجباره على القبول بما تعطيه له من فتات مقابل الرضوخ لها. نجوع فنشرب! يقول المواطن الصبري 45 عاماً "للصحوة نت": "اعتدت انا وزوجتي وأطفالي تناول وجبة واحدة على مدار اليوم وإذا شعرنا بالجوع الشديد لا نجد غير الماء لإسكات وجع الجوع". وتشير منظمات دولية، الى أن آلاف العائلات القاطنة في مناطق الحوثيين لا تجد ما تأكله، وأن معظمها اضطر لتناول وجبة واحدة في اليوم مكونة من الخبز والشاي أو أوراق الشجر، في ظل ظروف معيشية بالغة الصعوبة، وساهمت هذه الوجبات التي لا تحتوي على العناصر الغذائية الضرورية بشكل كبير في انتشار سوء التغذية، لا سيما لدى الأطفال.
ويتابع الصبري: "كنت موظفاً في الكهرباء وقطع راتبي ولذلك لم يتمكن أطفالي من الذهاب إلى المدرسة وبشكل عام، لقد أصبح شظف العيش بالنسبة لنا كابوساً ونتمنى ان نستيقظ منه".
افقر بلد في العالم يعيش اكثر من 80% من اليمنيين تحت خط الفقر وفقاً للأمم المتحدة، وهو ما يعني ان اليمن تقترب من ان تصبح افقر دولة في العالم، وبسبب الفقر يدفع الآباء اطفالهم الى التجنيد على أيدي الميليشيات وتُجبَر الفتيات الصغيرات على الزواج المبكر. ويرى صحفي يعمل بوكالة سبأ التي تقع تحت سيطرة الحوثي طلب عدم ذكر اسمه، بأن جماعة الحوثي لا تبدو مقتنعة بالاوضاع الكارثية التي اوصلت المواطنين اليها وأنها لا تزال تطمح في المزيد من التجويع والتدمير انطلاقاً مما اسماها "ادبيات دينية" لدى الجماعة في المقام الأول، فهي تؤمن بأن انتشار الجوع والقتل والمرض والخراب يبشر بقدوم "شخصية هامة منتظرة" حسب اعتقادها. ويضيف: "أجزم بأن الشيطان نفسه هو من ينتظر الحوثيون خروجه، فكمية القتلى والجرحى والجوعى والمرضى الذين على ايديهم لا ترضي الا الشيطان" !!، إضافة الى دوافع انتقامية تحرك الجماعة وتملي عليها افعالها الوحشية.
بكاء علي سليماني عمار "عامل بناء" يقول بأن صنعاء أصبحت "مدينة غير صالحة للعيش" باستثناء فئات محددة هي سبب ما وصل اليه الحال. مضيفا، "اليمنيون يموتون جوعاً وقهراً، والجماعة يبكون على "سليماني" ويعلقون صوره ويطالبون بالثأر له، أما نحن ابناء جلدتهم فلا نساوي عندهم قطرة من دم ذلك الايراني". ويتساءل عمار عن قيمة تلك اللافتات والشعارات التي امتلأت بها صنعاء ومدن اخرى وعليها صور "قاسم سليماني" والتي يعتقد بأنها كانت ستكفي لإطعام ما لا يقل عن 1000 طفل جائع. أدى ارتفاع الأسعار بشكل مستمر الى توقف بعض المتاجر عن العمل، وبحسب أحد تجار الجملة ويدعى "ياسر"، فإن اسعار المواد الغذائية تتغير كل لحظة بسبب انهيار العملة وهذا ما فاقم من معاناة الناس، وجعلنا نغلق متاجرنا أمام المواطنين احتجاجاً على قرار سحب العملة الجديدة وغيرها من الاجراءات التي ادت لانخفاض قيمة الريال اليمني. وقال ياسر للصحوة نت: "هناك من يلقي باللوم علينا لكن الموضوع يتعدى حدود التاجر البسيط، هذه الأزمة الاقتصادية سببها سياسات حوثية من اشخاص يمسكون بزمام الاستيراد ويتحكمون بحركة المال في صنعاء، ويجب ان يعرف الشعب بأن الحوثي ام الكبائر وانه يسعى لإجبار التاجر ورأس المال على مغادرة البلاد، لكي يسيطر على السوق ويتحكم بأقوات الناس وحياتهم".