عقد في العاصمة المصرية القاهرة، الاثنين، سلسلة لقاءات ومباحثات من جانب الوفد اليمني برئاسة رئيس الوزراء معين عبدالملك، مع كلا من الأمين العام للجامعة العربية، ووزراء الصحة والهجرة والإعلام في الجمهورية العربية المصرية. حيث بحث رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، مع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور أحمد أبو الغيظ، أخر التطورات الأوضاع في اليمن، في الجوانب السياسية والإنسانية والميدانية وغيرها. واستعرض اللقاء، المواقف والدور الهام للجامعة العربية في رفض التدخلات الإيرانية في المنطقة، وتفعيل دورها في مختلف الملفات الخاصة بالقضايا العربية خاصة في البلدان التي تمر بنزاعات وحروب، إضافة الى امن باب المندب والبحر الأحمر. وأشاد رئيس الوزراء بمواقف امين عام الجامعة العربية في دعم ومساندة الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وما تحظى به قضية اليمن من اهتمام على كافة المستويات بما فيها الوزارية المتخصصة والقمم العربية.. مؤكدا دعم اليمن لتفعيل دور الجامعة العربية في الملفات العربية الساخنة وخصوصا في البلدان التي تمر بنزاعات وحروب ومنها اليمن. ولفت الى أهمية الدور الذي يمكن ان تضطلع به الجامعة العربية في موضوع قضية خزان صافر النفطي الذي ترفض مليشيا الحوثي الانقلابية تفريغه ما يهدد بحدوث اكبر كارثة بيئية في العالم، وضرورة الضغط لتنفيذ قرارات مجلس الامن في جلسته الخاصة المنعقدة بهذا الشأن مؤخرا. وشدد الدكتور معين عبدالملك، على مواصلة التعاون بين الأمانة العامة والمنظمات التابعة لجامعة الدول العربية واليمن وفقا للمعطيات والظروف الراهنة وخصوصا في المجال التنموي والاغاثي والصحي.. معربا عن تطلعه في مشاركة الجامعة العربية في حشد الجهود العربية والدولية لإعادة اعمار اليمن. كما استعرض اللقاء التحديات المختلفة التي تواجهها اليمن، في ضوء استمرار الحرب التي اشعلتها مليشيا الحوثي عقب انقلابها على السلطة الشرعية أواخر العام 2014م، وما تنفذه من مخططات إيرانية لتهديد الجوار الخليجي والامن القومي العربي. من جانبه أكد امين عام الجامعة العربية، على دعم اليمن في تجاوز هذه المرحلة الصعبة وأهمية تعزيز قدرات الحكومة اليمنية في مواجهة الأوضاع الخطيرة، خصوصًا على الصعيد الصحي والإنساني. وأكد الأمين العام للجامعة العربية على "أهمية تضافر المجتمع الدولي من أجل الوفاء بالتعهدات التمويلية التي قُطعت في مؤتمر جنيف من أجل تجنب تعرض السكان للمجاعة والعمل على احتواء الوضع الصحي الخطير". كما أكد أهمية الحفاظ على سيادة اليمن وتكامله الإقليمي ووحدة ترابه، مشيرا الى إن الاتفاق السياسي يظل المخرج الوحيد للأزمة اليمنية، والضامن لاستقلال البلد في مواجهة التدخلات الإقليمية الضارة بمصالحه وبأمن جيرانه.
مباحثات في المجال الصحي من جانبه، اتفق وزير الصحة الدكتور ناصر باعوم مع نظيره المصري، الدكتورة هالة زايد، على نقل الخبرة المصرية في علاج فيروس كورونا للجانب اليمني، وذلك من خلال إمداد اليمن ببروتوكولات العلاج المتبعة لعلاج المصابين. وبحث الوزيران في اجتماع موسع، إمكانية زيادة الفرص التدريبية للأطباء اليمنيين في مصر، حيت تم الاتفاق على زيادة عدد الملتحقين من الأطباء اليمنيين بنظام الزمالة المصرية من خلال تقديم منح تعليمية بحيث يتم تدريبهم بالمستشفيات المصرية المعتمدة. ووجه الدكتور باعوم الشكر لوزيرة الصحة والسكان لما تقدمه من رعاية صحية لليمنيين المقيمين على أراضيها، فضلًا عن تيسير لعلاج المرضى اليمنيين بجميع المستشفيات، مشيرًا إلى زيادة عدد الرحلات العلاجية إلى مصر. وعقب الاجتماع، عقدا الوزيران مؤتمرًا صحفيًا، أكدا خلاله على التعاون الدائم والمستمر بين البلدين في مجال الصحة.
مباحثات إعلامية من جهته، بحث وزير الإعلام معمر الارياني، مع نظيره المصري أسامة هيكل، أوجه التعاون الاعلامي بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها. وجرى استعراض مستجدات الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن، واستمرار تعنت الميلشيات الحوثية في مسألة اصلاح خزان صافر العائم وما يمثله ذلك من تهديد بيئي خطير على كافة دول البحر الأحمر. وثمن الوزير الإرياني مواقف مصر الثابتة والدائمة المساندة لليمن ودعمها المستمر للشرعية الدستورية، مشيرا الى أن هذه المواقف تعبير عن مدى عمق العلاقة ومتانة الأواصر الأخوية التي تربط الشعبين والقيادتين في اليمن ومصر بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي. وبين حقيقة المطامع الإيرانية في اليمن التي تسعى للسيطرة على مضيق باب المندب والتحكم بحركة التجارة الدولية التي تمثل نحو 30 في المئة من حجم التجارة العالمي، لافتا الى ان ذلك يمثل تهديد مباشر على قناة السويس والامن القومي المصري. وعبر الوزير عن تطلع وزارة الاعلام اليمنية لإتاحة الفرصة أمام كوادر المؤسسات الإعلامية للتدريب والتأهيل في المعاهد التابعة لوزارة الاعلام المصرية والاستفادة من الخبرات الإعلامية والتجربة المصرية الثرية في مجال الاعلام. وقال "نتمنى على الاشقاء في وسائل الاعلام المصرية تسليط الضوء على القضية اليمنية وتوسيع مساحة التغطية لهذا الملف الحيوي والمهم وتوعية الرأي العام المصري بحقيقة التمرد والانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي المدعومة من ايران وخطورة ذلك على الامن القومي العربي". وأكد الوزير أن محاولات تقسيم وتمزيق اليمن ستكون لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار ووحدة المنطقة، مثمنا دور المملكة الراعي لاتفاق الرياض الذي يؤكد على أمن واستقرار ووحدة وسلامة الأراضي اليمنية ودعم قيادته الشرعية. من جانبه أكد الوزير المصري على موقف بلاده الثابت تجاه استعادة الدولة اليمنية ووحدة وسلامة أراضيها، مؤكداً بأن أمن اليمن واستقراره هو عامل رئيس في أمن واستقرار مصر والمنطقة. واتفق الطرفان على اعداد مشروع اتفاقية تعاون اعلامية في مختلف المجالات وتوقيعها اثناء اجتماعات اللجنة العليا اليمنية المصرية المزمع عقده خلال الأشهر القليلة القادمة. حضر اللقاء عبدالباسط القاعدي وكيل وزارة الإعلام والمستشار الاعلامي بالسفارة اليمنية في القاهرة بليغ المخلافي.
أوضاع اليمنيين المقيمين بمصر في سياق آخر، ناقش وزير شؤون المغتربين المهندس علوي بافقية مع وزيرة الهجرة المصرية نبيله مكرم، اوضاع اليمنيين المقيمين في مصر، وذلك في اطار المباحثات الموسعة برئاسة رئيسي وزراء البلدين والتي استهدفت مزيد من التعاون بين البلدين في عدد من الملفات الهامة. وجرى الاتفاق على العمل معا وبالتعاون مع الجهات الرسمية الاخرى لحل اي اشكالية تواجه اوضاع اليمنيين المقيمين بمصر. كما اتفقا على التعاون والاستفادة من التجربة المصرية في التعامل مع الجيلين الثاني والثالث من ابناء المصريين بالخارج، والخطوات التي اتخذت لربطهم بوطنهم الام، وتحصينهم من أية افكار متطرفة وكذلك الاستفادة من التجربة المصرية بالتعامل مع علمائها وخبرائها بالخارج، من خلال سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع". وكان رئيسا مجلس الوزراء البلدين الدكتور معين عبدالملك، ونظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، عقدا جلسة مباحثات يمنية مصرية، تركزت وفق وكالة "سبأ" الحكومية، حول مستجدات الأوضاع على الساحة الوطنية، والموقف المصري الثابت في دعم الشرعية، والتعاون المشترك لتعزيز حماية الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وبحث مجالات التعاون في الجوانب الصحية والتعليمية والأمنية. وأكد الجانبان "الحرص على الدفع قدما بالعلاقات الثنائية بين اليمن ومصر، وتنسيق المواقف للحفاظ على الامن القومي العربي وممرات الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وكذا سرعة تفريغ خزان صافر النفطي وتفادي اكبر كارثة بيئية في العالم خاصة لدول البحر الأحمر، وضرورة تنفيذ مليشيا الحوثي الانقلابية لمقررات مجلس الامن الدولي في جلسته الخاصة المنعقدة مؤخرا، دون تسويف او تأخير". وأكد رئيسا وزراء البلدين في مؤتمر صحفي عقب المباحثات، على وحدة الأمن القومي العربي وأهمية التعاون المشترك في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومواجهة التحديات الخارجية التي تهدد الدول العربية والمنطقة. الجدير بالذكر أن رئيس الوزراء، معين عبدالملك، والوفد المرافق له (يضم 12 وزيرا ومسؤولا حكوميا) وصل يوم أمس إلى العاصمة المصرية القاهرة، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام، تلبية لدعوة نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي.