هاجم عضو الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد احمد عبد الرحمن قرحش رئيس مجلس النواب ونواب مؤتمريين التقوا أمس أعضاء من هيئة مكافحة الفساد في مقر المجلس لاستلام إقراراتهم بالذمة المالية. وقال مصدر موثوق في مجلس النواب إن عضو الهيئة أحمد قرحش شن هجوما على المجلس المنتهية فترته الدستورية في ابريل 2009 بسبب ما أسماه الانعقاد الذي يمثل بالشعب.
وأوضح المصدر أن قرحش استغرب "من دعوة أعضاء مجلس النواب لعقد جلسات للإيحاء أن النظام لم يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد".
قرحش الذي أعلن تأييده للثورة الشبابية الشعبية السلمية منذ أيامها الأولى خاطب من التفاهم من بقايا كتلة الأغلبية المؤتمرية بالقول: "كان الأحرى بكم أن تجتمعوا في دار الرئاسة أو الفرقه لإيقاف الحرب التي تحرق المواطنين بالأسلحة والجوع وتوقف الحياة، لا أن تجتمعوا هنا للتمثيل بالشعب".
وحسب المصدر فإن عضو هيئة مكافحة الفساد احمد قرحش تعرض لضغط شديد من أعضاء آخرين في الهيئة للذهاب إلى مقر مجلس النواب لتقديم إقرارات الذمة المالية وفق قانون الذمة المالية، الأمر الذي اعتبره قرحش لقاء لتقديم الولاء لبقايا النظام بمبرر تسليم إقرارات الذمة المالية.
وأكد المصدر أن انتقاد قرحش للواء يحيى الراعي والمجتمعين معه، "جاء تعبيرا عن رفضه لتجميل نظام لم يعد لديه سوى حرب يشنها ضد الشعب". وعاود مجلس النواب عقد جلسات يوم السبت الفائت وسط اعتراض هيئة الرئاسة ونواب المعارضة والمنشقين عن الحزب الحاكم.
وبدأت الجلسة بحضور غير مكتمل النصاب، وكان نائبا رئيس مجلس النواب حمير بن عبد الله الأحمر، ومحمد علي الشدادي، قد استنكرا خبر الإعلان عن انعقاد المجلس يوم السبت الفائت. وأكدا في بيان صادر عنهما «أن هيئة رئاسة المجلس لم تجتمع حتى تقر هذه الدعوة، أو تحضِّر لجدول أعمال من نوع ما»
واعتبر الأحمر والشدادي هذه الدعوة غير لائحية لكون هيئة الرئاسة لم تجتمع وفقاً لنص المادة (21) من اللائحة الداخلية للمجلس التي تنص على أن «تعقد هيئة الرئاسة اجتماعاً لها يوم الاثنين السابق لفترة الانعقاد» لتقييم أعمال الفترة السابقة ودعوة المجلس للانعقاد، وهو ما لم يتم.
كما استنكرت الكتل البرلمانية للقاء المشترك الدعوة لانعقاد مجلس النواب يوم السبت الفائت، معتبرة ذلك مخالفة صريحة للائحة المجلس الداخلية.
وقالت كتل المشترك في بلاغ لها إن هذا ليس سوى محاولة للهروب من التزام النظام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2014).
وأكدت أن البرلمان الذي عجز عن القيام بواجبه وهو بكامل عافيته لن يقدر على عمل شيء اليوم، وأن مثل هذه التصرفات تتجه بالبلد نحو مزيد من التأزيم وبالأوضاع نحو التصعيد، واعتبرت أن كل ما سيصدر عن هذه الجلسات باطل ولا يعتد به.