لا يشعر اليمنيون بالألفة تجاه الأقمشة الخضراء التي تحيط بهم من كل الاتجاهات، وذلك ما يدفعهم لإطلاق النكات اللاذعة عليها بغض النظر عن محاولات الميليشيات ربطها بمناسبة عزيزة في قلوب اليمنيين دين جديد في هذا الجانب، يقول المواطن " عبدالسلام" صاحب احد المحلات التجارية "للصحوه نت: " منذ خمس سنوات واليمن تبدو وكأنها دخلت في دين جديد غير ما كنا نعرف نحن واباؤنا، هناك اعياد غريبة لم نسمع بها من قبل وطقوس نشاهدها لأول مرة في حياتنا". مضيفا بالقول: " هذه الخرق الخضراء والطلاء الاخضر الذي يملأ الشوارع لا فائدة منها سوى نهب المواطن التعيس لأنها تشترى من جيبه هو وليس من جيب الحوثي الذي يدعي بأنه حفيد الرسول عليه الصلاة والسلام". ويوكد " توفيق علي" 40 عاماً: للصحوه نت" باعتقادي لو كان هناك اكياس خضراء تحتوي على وجبات تسد جوع المشردين، او زي مدرسي اخضر لطالب يتيم ، او جاكت اخضر يدفئ فقيرا من البرد، او ربما نستطيع رفع البنية التحتية لهذا الوطن مع الحفاظ على اللون الاخضر ايضاً، سنصلي على النبي ونحن نرى اشارة المرور الخضراء والارض الزراعية الخضراء والحدائق الخضراء، وباعتقادي انا وغالبية الشعب سيكون هذا الاخضر افضل واقرب بكثير من اللون الاخضر الذي سيزول بيوم واحد ، لقد سئمنا من هذا فعلا والشعب ينهار ويبكي ويصرخ يارسول الله". "عبدالله " 29 عاما ، من محافظة ذمار، يقول : " اليمنيون يحتفلون بمولد النبي عليه الصلاة والسلام منذ القدم بدون خرق ورنج اخضر وبدون هذه الطقوس التي تبدو للرائي كما لو كانت بوذية". ويتساءل قائلاً: " ماعلاقة النبي عليه السلام باللون الاخضر؟ ولماذا الاخضر تحديداً؟". ويضيف :" يحاول الحوثيون دائما التهرب من هذا السؤال مع ان الاجابة واضحة وجلية، ان اللون الاخضر هو لون الامبراطورية الفارسية كما تخبرنا كتب التاريخ". أبعد الناس أما " مسلم" 23 عاماً، محافظة تعز، فيرى بأن : " طريقة احتفال الحوثيين بالمولد النبوي هو اكبر دليل على بعدهم عن السيرة المحمدية، فالرسول، يقول مسلم، لم يقطع شجرة ولم يؤذي راهباً يتعبد، فكيف يقول هؤلاء انهم يحبونه وهم الذين لم يسلم منهم حجر ولابشر ولا شجر، والرسول عليه الصلاة والسلام كان يعفي المعسرين والفقراء من الجزية التي فرضت في القران، بينما هؤلاء يفرضون قيمة هذه الاقمشة الخضراء على الكبير والصغير والغني والفقير رغم ما يعيشه الشعب من صعوبات ومشقة في سبيل توفير لقمة العيش". وتستمر ردود افعال اليمنيين على الطقوس الحوثية للمولد النبوي، حيث تتحدث "حورية" 30 عاما، من امانة العاصمة: عن ذلك بقولها " اذا اراد الحوثيين تعليق اقمشة وطلاء انفسهم وسياراتهم فهم احرار باللون الذي يشاؤون، أما ان يتهموا الذي يرفض تعليق قطعة قما بأنه يكره النبي أو انه يقف مع " ماكرون" كما قالوا لأبي يوم امس، فهذه هي الوقاحة التي لم يسمع بها يمني من قبل، بالامس كان لدى الاماميين "القطرنة" واليوم ال"مكرنة" - نسبة الى ماكرون- وهذا شئ يبعث على السخرية والاشمئزاز". وتضيف " حورية": " انا شخصيا اعتبر الحوثيين اشد اساءة للنبي عليه الصلاة والسلام من الرئيس الفرنسي، وبالذات عندما يستخدمون من الاساليب ما يجعل الناس يخافون من اقتراب ذكرى المولد النبوي، ايضاً بزخرفة اسم النبي محمد على قلابات القمامة واكياس القات التي ترمى في الشارع، اما ماكرون فهو "يهودي" ومن الطبيعي ان يسيئ امثاله لنبي الاسلام. ويعتبر الحوثيين المساس بالاقمشة الخضراء او عدم شرائها وتعليقها وكذلك السخرية منها، جرائم تستوجب العقاب والتنكيل بمرتكبيها، وكل عام تفرض الميليشيات الانقلابية على المواطنين شراء هذه الاقمشة التي يتضاعف سعرها بشكل جنوني مع اقتراب ذكرى المولد النبوي، وهي عادة ، كما يقول اليمنيون، لم تكن معروفة من قبل ومستوردة لايعرف لها أصل.