عملت ميليشيات الحوثي على استغلال المناسبات الدينية والوطنية في استعراض القوة والحشد وإهدار المال العام على الشعارات واللافتات والفعاليات الطائفية، وفرض الجبايات على التجار والمواطنين، في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة وانقطاع شبه تام للرواتب منذ حوالي اربع سنوات. وتحت شعار ( محبة النبي) تقوم جماعة الحوثي كل عام باستدعاء أنصارها ومقاتليها مع أسرهم من مختلف محافظات الجمهورية إلى ميدان السبعين أو شارع المطار، للاحتفال بالمولد النبوي، وتكلف هذه المهرجانات السنوية أموالًا طائلة، في الوقت الذي تعيش فيه آلاف الأسر على وجبة واحدة في اليوم في صنعاء وباقي مناطق سيطرة الحوثي. اوامر إيرانية وتعد الاحتفالات نشاط سياسي يعكس طبيعة طائفية إذ تندرج ضمن النشاط الذي تمارسه الأذرع الايرانية في المنطقة والعالم، يقول عمر، إمام مسجد في صنعاء "للصحوة نت ": "إنفاق هذه الأموال في هذه الأوقات العصيبة تحت مسمى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تنفيذاً لأوامر إيرانية وليس حباً في رسول الله صلى الله عليه وسلم". ويضيف: "كان الأولى أن تنفق هذه الأموال على الفقراء والمساكين وبناء المدارس والمستشفيات وليس على الأقمشة الخضراء واللافتات المزخرفة". في حين يرى" ناصر" بائع الخضروات، أن الاحتفال بمولد الرسول، عليه الصلاة والسلام، بهذا البذخ عادة دخيلة على اليمنيين، وان اللافتات المزخرفة والاقمشة الملونة التي تملأ الشوارع لن تجعل الشعب يصدق أن الحوثيين يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم حسب قوله. زكاة المولد وحولت جماعة الحوثي العام الى مناسبات وبكائيات وهي ذاتها التي تحتفل بها ايران من كل عام، وتنفق على هذه المناسبات مبالغ كبيرة، بينما يعاني أكثر من مليون موظف من انقطاع الرواتب منذ 2015. وكشف أحد المقاولين في تصريح خاص "للصحوة نت " أن الحوثيين طلبوا منه دفع مبلغ مليون و700 ألف ريال تحت مسمى"دعم الاحتفال بذكرى المولد النبوي". وقال المقاول: "إن الحوثيين أرسلوا إليه المشرف الثقافي الخاص بالمربع، وطلب منه دفع ما أسماه زكاة المولد بسند يحمل شعار المولد النبوي الخاص بالجماعة، وبعد لغة التهديد التي استعملها المشرف وتلميحه إلى احتمال تعرض أعماله للمشاكل، اضطر للانصياع ودفع المبلغ". من جانبه، قال تاجر الجملة سليمان" "للصحوة نت": "إن غالبية التجار والمقاولين وحتى أصحاب المشاريع الصغيرة في المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون، اضطروا إلى دفع مبالغ كبيرة تحت التهديد، ولحماية ما تبقى من تجارتهم، في حين لم يسلم، بحسب حديثه، بقية التجار من الابتزاز والإهانة ومنع لمركبات توزيع منتجاته من مليشيات الحوثي". ويتعرض المواطنون في مثل هذه المناسبات الى عملية ابتزاز كبيرة وواسعة وإجبار على التبرعات التي يذهب النزر اليسير منها لتنظيم الاحتفالات بينما تتحول أكثرها الى عقارات وتجارة لصالح اللصوص الذين تسلطهم جماعة الحوثي على المجتمع. وتستفز مظاهر الاحتفالات مشاعر المواطن والموظف وكل شرائح التي ترى مظاهر البذخ والعبث بالمال الذي ينهب من عرق البسطاء وأوجاعهم وينفق في مظاهر زائفة لا تعبر عن جوهر الدين الذي يدعي زبانية الحوثي انهم يحتفلون بنبيه.