لا أجد حرجا في أن أقتبس توصيف الاستاذ محمد جميح لعصابة الحوثي الإرهابية عنوانا لهذه السطور ، فذلك واقعهم، و تلك حقيقتهم . فأمس القريب يسرد من يُسمّى بمدير مكتب رئاستهم الأكاذيب جهارا نهارا، و على مسمع العالم، و مرأى الأنظار و الأبصار. زعم ذلك الغائب وعيا، الحاضر كذبا أن ثورة السادس و العشرين من سبتمبر ، لم تقدم شيئا، مُوْهِما من يستمع إلى هذرفاته أن الشعب اليمني كان يعيش سخاء رخاء، و في بذخ و غنى على عهد الأئمة من سلالته، و أن عهد أئمته كان يوزع المن والسلوى، و يطعم القانع و المعتر .. ويصل به الغرور و التبجح أمام عدسات التصوير حد الثّمالة و الغيبوبة ؛ و إذا هو يتنحنح ، و يتمطّى، و يصعّر خده للناس، ثم يميل ليدُس فمه بين ميكرفونات جُلِبت له، فأرعد و أزبد قائلا : إن ثورة 26 سبتمبر لم تقدم شيئا، و لم تنفذ منجزا و لا عملا، و أن كل ما هو قائم من تطور و إنجازات و منجزات، إنما كان بفعل أجداده من أئمة بيت حميد الدين، الذين هم أسلاف بيت بدر الدين الحوثي، و كل ما هو موجود، إنما كان موجودا من قبل ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 1962م. !! بكل ما لا يتصوره كذاب، قال هذا الكذب، و بكل ما يستحي أن يقوله مفترٍ، راح يكذب و يفتري، و يدعي زورا أن كل ما حققته ثورة 26 سبتمبر، إنما كان من عهد أجداده ! أنكر أن ثورة السادس و العشرين من سبتمبر قامت و كان من أهم منجزاتها أن أطاحت بحاكم ظالم مستبد، و أنها عصفت بنظام حكم كهنوتي متخلف، يعيش خلف أسوار التاريخ. تعامى ذلك المعتوه عن دور شعب ثار فكسّر الأغلال، و حطّم القيود، و دمر أسوار العزلة التي فرضها أئمة بيت حميد الدين أسلاف و أبناء عمومة بيت بدر الدين الحوثي، فعرف اليمن العالم، و عرفه العالم؛ بعد أن كان حكم الأئمة قد أوصد كل المنافذ، و سد كل قنوات المعرفة أمام اليمنيين، و حبس اليمن في مجاهل التاريخ. تنكر ذلك الكذوب لليد البيضاء لثورة 26 سبتمبر المجيدة التي فتحت له المدرسة التي تعلم فيها و عرّفته أن مادة السكّر ليس ( مريسي) كما كان يسميه مع أبيه و جده . تنكر أن الثورة هي من رفعت جبينه عن الأرض بعد أن كان جبينه لاصقا بالتراب، لا يفارق تقبيل أقدام من يستعلون عليه من مغروري سلالته! تناسى جهله اليوم، و جاء يتبختر تبختر من يزعم أنه يعرف كل شيئ، و هو جاهل بكل شيئ، و نسي يوم كان يظن أن السيارة حيوانا من جملة الحيوانات عندما شاهدها لأول مرة في حياته بفضل الثورة. زعم الكذوب أن المدارس، و الجامعات، والطرق المسفلتة، والمعبدة و المرصوفة، والمستشفيات و الوحدات الصحية، و أن الموانئ، و المطارات، كانت من منجزات ما قبل ثورة السادس و العشرين من سبتمبر 1962م. نسي أنه و أباه و جده، كان إذا أراد أحدهم أن ينتقل من منطقة إلى أخرى بعيدة، فعليه أن يمشي بقدمين حافيتين قد تشققتا من أطرافهما، و غاية ما يمكن إذا ساعده الحظ أن يركب على حمار، فقد انعزلت كل منطقة عن الأخرى و تقطعت الصِّلاة بينها ليس لانعدام المواصلات فحسب؛ و لكن لأن سياسة الأئمة كان يقوم على أساس عزل المناطق عن بعضها بكل وسيلة. أفكان أبوك يعرف مدينة عمران، أو ثلا، فضلا عن صنعاء أو الحديدة مثلا !؟ كلا، فدون ذلك سفر شاق ! هل كان أبوك في عهد الأئمة - أجدادك - يسمع بمفردات : مهندس، مدرس، طبيب، صيدلي ، طيار، محامي ... !؟ كلا و ألف كلا ! و هيهات أن تقول أن أباك قد سمع بأي من هذه الألفاظ و المفردات !! وقف الكذوب يخطب في مدينة حجة، على بعد أمتار من سجن نافع الرهيب الذي بناه أجداده من الأئمة ، يزوّر التاريخ، و يسرد الأكاذيب و كل من قسى عليه حظه فألقاه في ذلك المكان ليستمع إلى سردية الأكاذيب ينظر إليه و يلعنه و يلعن كذبه في قرارة نفسه ؛ لأن كل ما يسمعه يعرف إنه كذب صراح. لقد وقف من قرب سجن نافع - أحد أهم مآثر تاريخ الأئمة مع سجن الأهنوم و الرادع، و سجن غمدان .. و ما يسمى بالشبكة التي نشرها الأئمة في كل محافظة، و عبّأها بأنواع السلاسل و القيود و العكفة. حقا إنهم يكذبون كما يتنفسون، بل يكذبون أكثرمما يتنفسون !