يحاول الإنتقالي ومجايليه الإنتقاص من عظمة يوم22 مايو المجيد، بل والتنكر له وتحميله اوزارهم ككل، متناسين أن الوحدة تتأتى من نفس الأرومة التي اختطها الشعب اليمني مفتتحا دوره وقيادته وإرادته ابتداء من ثورة26 سبتمبر مرورا ب14 اكتوبر وصولا لدرة تاجهما الوحدة. فإذا كان الإنتقالي ومن على شاكلته يهدف لمحو الوحدة الوطنية راضعا حليب المستعمر ومقتفيا سياسته وذلك لمحاولة اكتساب معنى وجودي لنفسه؛ فإنه ومن خلال تلكم السياسة والنهج القميئ يتنكر لواحدية اليمن، وواحدية الشعب، وواحدية الثورة، وواحدية المصير والمستقبل ،واحدية التاريخ والنضال والأرومة اليمنية! ففي كل محطة وعام يحاول التكسب من خلال ضرب الثقة بالوحدة واستنبات الإنقسام الجغرافي والسياسي الذي تغذى عليه المستعمر وتلحفته انظمة سياسية لم تأت من رحم الثورتين المجيدتين ولم يتربيا في كنفهما، محاولا الحط من كارزمية الوحدة كحدث مفصلي تاريخيا ووجوديا في حياة الشعب واليمن دولة ومجتمعا، ومتنكرا لقيمة الحرية وأسس العدالة اللتان تجلتا من خلال ثورتي الشعب اليمني وانسامه التواقة للمستقبل، ومكرسا نزعة نظامين سياسيين ذاتا أيدلوجية ومنطلقات وخلفية ليستا من رحم الثورتين ولم يتدثرا لحاف الشعب وإرادته وكينونته، بل كانا متعارضين مع تلكم الإرادة وحبيسا لكينونة منبتة عن كينونة الشعب وذواته الحرة التي اجترحهما كخاتمة لنظامي الكهنوت شمالا والمستعمر جنوبا، وبداية وتأسيسا لما هو عليه وما كانه تاريخيا ووجوديا، وما يريده ويبتغيه مصيرا ومستقبلا. فالوحدة اليمنية لم تكن عرضا تاريخيا ووجوديا كما يتقول الإنتقالي ومن إليه، بل كانت هي الثابت والأصل، والإنفصال والتجزئة هو الطارئ والشاذ، لذا كانت ثورتي اليمن ودرة تاجهما الوحدة مكملا لبعضهما،وكما نعرف فإن اصوات الإنفصال وادعاء أن ثمة يمن شمالي وجنوب عربي شبت وترعرت في كنف المستعمر وقبل أن توجد ثورتي 26 وا14 اكتوبر،وقبل وجود الوحدة اساسا،أي أنها نغمة ومعزوفة استعمارية تبتغي هدم اليمن وابقاء روح المستعمر هي المتحكمة باليمن ارضا وانسانا،اذ تكشف عن"جرح نرجسي" دام ومعجون بالحقد والكراهية ومشحون بنار الثأر والإنتقام من أي وكل شيء اسمه اليمن أو يمت له بصلة. هذا الجرح النرجسي هو من يبتغي ابقاء إرادة اليمن تحت رحمته، وملحقا بأيدولوجيته المنقسمة على ذاتها والمقسمة لليمن تبعا لنرجسية الأنا المنفلتة والهاضمة لحق الشعب اليمني والمقتفيه إرادة المستعمر ومشايعة لأنفاسه وسياساته البغيضة؛ فالوطنية اليمنية لم تتجلى كفرادة ومعزوفة عالمية ومشبعة بالجمال والأنفة والمجد كما تجلت في يوم 22 مايو الأشم والخالد، اذ هو يوم للزهو والإيمان بقوة ومنعة وإرادة هذا الشعب وشهادة على جسارته وفرادته ككل. ملحوظة: سيكون المقال القادم بإذن الله على الوحدة اليمنية والحوثية.