يبدو حدث المونديال في مرآة الاهتمام اليمني ملاذاً للتنفيس ونسيان الواقع اليومي أكثر منه حدثاً يفرض تفاعلاً حقيقياً. فعلى رغم أن كرة القدم، لا تزال اللعبة الأكثر شعبية عند اليمنيين، إلا أن تزامن المونديال مع ما يشهده البلد من وضع اقتصادي وأمني مأزوم، يجعل علاقة الكثيرين بالحدث الكروي ممهورة برغبة الهرب من واقع أليم ومحبط. والحاصل في اليمن أن الاهتمام بالرياضة لعباً وتشجيعاً يعد في معظمه انحيازاً لأفراد وجماعات ومناطق، اكثر منه تذوقاً للعب وتمتعاً به. وقلة هي التي تولي اللعب والمهارة اهتماماً بصرف النظر عن الانتماء الجغرافي والقومي للفرق واللاعبين. والواضح أن محدودية الاهتمام بالمونديال، المتركز في أوساط الشباب المديني، تسري أيضاً على النواحي الاجتماعية والاقتصادية له. فباستثناء جهات نادرة، منها شركة «أم تي أن يمن» للموبايل التي تنتمي إلى مجموعة «ام تي ان» العالمية الراعي الرئيس للمونديال، لم يبرز أي نشاط تجاري او اجتماعي يستحق ان يطلق عليه «سوق المونديال» واقتصر الأمر على بعض المبادرات هنا وهناك. فأصدرت رابطة المشجعين اليمنيين مثلاً دليلاً حول كأس العالم لكرة القدم بعنوان «دليلك إلى كأس العالم» تضمن معلومات تفصيلية عن البطولة منذ انطلاقتها عام 1930 بالإضافة إلى جدول مونديال 2010 ومعلومات عن الدول المشاركة. وأعلن بعض المحال التجارية عن تخفيضات للمناسبة كما وزع جدول المباريات وشعار المونديال كهدايا عند شراء بعض السلع، فيما اعتمدت شركات الهاتف خدمة «شجع فريقك وزيد من رصيدك». وكانت شركة الموبايل «أم تي إن» وزعت مجموعة من شاشات العرض العامة على نقابة الصحافيين اليمنيين وفروعها في بعض المدن كما طرحت على مشتركيها مسابقة بموجبها يشارك الفائزون في السحب لحضور المباريات الختامية على نفقة الشركة. وتعتبر شاشات العرض العامة التي نصبت في عدد من المحافظات بتنظيم من «ام تي ان» وبعض المصارف والشركات المحلية النشاط الأبرز في الشارع اليمني، حيث ستوفر تلك الشاشات للجمهور فرصة متابعة المباريات مباشرة ومجاناً، خصوصاً مع ارتفاع اسعار الاشتراكات في القنوات التي تحتكر البث. والأهم من هذا بالنسبة الى البعض هو ان شاشات العرض العامة ستكون بمنأى عن انقطاع التيار الكهربائي الذي لطالما عكر مزاج محبي اللعبة.