شيع الآلاف من أبناء محافظة الضالع ومحافظات عدن ولحج وأبين صباح اليوم الثلاثاء قتلى القصف المدفعي الاثنين قبل الماضي في مسيرة جماهيرية حاشدة هي الأولى من نوعها على مستوى المحافظات الجنوبية منذ بدء فعاليات الحراك الجنوبي الاحتجاجية ضد السلطة في العام 2007م. وقد جرى للقتلى "عماد أحمد محمد الخطيب"، "منيف عد الرحمن صالح حيدرة"، "عبد الوها محمد عفيف" ، "علاء عبد الرحيم جباري" حفل تشييع جماهيري كبير على ساحة ملعب الصمود الرياضي ألقيت فيه العديد من الكلمات من قبل قيادات الحراك دانت جميعها ما وصفه بالمجزرة البشعة التي ارتكبتها السلطة بحق المدنيين الأبرياء. وطالبت الكلمات بلجنة تحقيق دولية محايدة ورفضهم المطلق للجان السلطة التي قالوا بأنها هي من وجهت بقتل واستهداف المواطنين الأبرياء العزل ولا يثقون في تحقيقها. ودعا المتحدثون المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى زيارة الضالع للإطلاع على حجم أللأضرار التي لحقت بسكان مدينة الضالع جراء القصف المدفعي الذي طال منازلهم بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وعقب المهرجان سار المشيعون في موكب جنائزي كبير انطلق من أمام بوابة مستشفى النصر العام مرور بالشارع العام إلى مقبرة المدينة جوار المطار شرق المدينة. وقد حاول بعض الأشخاص رفع علم تشطيري وإنزال علم الوحدة من على أحد المواقع العسكرية القريبة من المقبرة لكن المواقع العسكرية ردت بإطلاق نار كثيف باتجاه الأشخاص لردعهم. واتهم قيادي في الحراك مدير أمن محافظة الضالع "غازي أحمد علي" بإطلاق النار من سلاحه الشخصي على أحد المحتجين يدعي "صالح أحمد هادي كوكبه"، نقل على إثرها إلى المستشفى. ويأتي التشييع في وقت تواصل فيه اللجنة الرئاسية المكلفة بالتحقيق في أحداث الاثنين الماضي والتي يرأسها وزير الدفاع اللواء الأسبق "محمد ضيف الله" ومحافظ الضالع السابق "محمد أحمد العنسي" عملها في التحقيق بالحادثة والتواصل مع مختلف الأطراف في المحافظة وكان قد تزامن مباشرة اللجنة لعملها مع خروج مسيرة جماهيرية حاشدة جابت شوارع الضالع للتنديد بالأحداث الدامية التي شهدتها المدينة والمطالبة لجنة تحقيق دولية بشكل يعني رفض أبناء الضالع للجنة التي شكلته السلطة. وكان محافظ المحافظة اللواء علي قاسم طالب قد أكد عل انه شكل لجنة لحصر الأضرار الناجمة عن القصف بهدف تعويض المتضررين ودفع الديات للضحايا شريطة أن لا تم تشييع القتلى على سنة الرسول الكريم وليس على سنة الحراك عبر التظاهر ورفع الأعلام الشطرية. وحذر طالب في معرض حديثه ممن وصفهم بأولئك الذين يعشقون الفتنة التي تأتي لهم بصورة عروس مؤكدا في الوقت ذاته أن السلطة المحلية تعمل على تجنيب الناس أي ردود فعل رغم أن المسلحين يقومون بالكثير من الجرائم التي تستوجب الرد.