32 عاماً مرت منذ تأسيس حزب التجمع اليمني للإصلاح في 13 سبتمبر 1990 والذي لا زال كما يقول أعضاؤه، منحازاً للمصلحة الوطنية العليا، وهو ما عكسته مواقفه الثابتة من الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الرأي والتعبير ومشاركة المرأة في بناء المجتمع والدولة. تنازلات ومنذ تأسيسه قدم الإصلاح تنازلات منذ السنوات الأولى، منها تنازله عن النتائج الانتخابية التي حققها لصالحه في أول انتخابات برلمانية شهدتها البلاد في العام 1993، وحتى السنوات التالية، حرصا من الإصلاح على إعلاء المصلحة العليا لليمن. كما اعترف الإصلاح بصندوق الانتخابات وطريق الديمقراطية كأسلوب وحيد لمشاركته في السلطة والحكم غاضا النظر على كل التجاوزات التي حصلت في العملية الانتخابية حينها، فكان الإصلاح يحرص على إنجاح هذه التجربة ولو على حسابه الشخصي وحقه في السلطة بموجب الانتخابات.
تحالفات وطنية وفي سبيل المصلحة الوطنية، شكل الإصلاح تحالفات سياسية مع كافة القوى الوطنية المتواجدة على الساحة، وكانت ثمرة تلك التحالفات تأسيس "تحالف اللقاء المشترك"، كتجربة فريدة وغير مسبوقة لاتحاد قوى واحزاب سياسية مختلفة ومتباينة، وكان الإصلاح في مقدمة الأحزاب التي شكلت التحالف الوطني للأحزاب والقوى السياسية في أبريل 2019، وهو الكيان الموحد الذي تشكل لمواجهة الانقلاب الحوثي.
تمسك بالشرعية ومنذ بدايات انقلاب مليشيا الحوثي على الدولة في 21 سبتمبر 2014، كانت المعلومات والوثائق والمعطيات كلها تؤكد وجود مؤامرات إقليمية لضرب الإصلاح من خلال جره منفردا لقتال ميليشيا الحوثي بعيدا عن الدولة، ثم تصوير الصراع على أنه حزبي وطائفي، الا ان قيادة الإصلاح فوتت الفرصة على أصحاب هذه المؤامرات وأعلنت أن اليمن تتعرض لمحاولة انقلاب واضح وليس صراعا بين الاصلاح والحوثي، لذلك فالإصلاح ليس بديلا عن الجيش في مواجهة الانقلاب، وفي الوقت نفسه اعلن وقوفه مع الرئيس عبدربه منصور هادي بكل إمكانياته البشرية والمادية، وقدم في سبيل ذلك تضحيات كبيرة ، وقبلها في احداث عمران ودماج كان لقواعد الاصلاح دور في قتال الميليشيات الى جانب قوات الجيش اليمني، ومنذ اللحظات الاولى للانقلاب انخرطت قيادات الاصلاح وأعضاؤه في المقاومة الشعبية والجيش الوطني، وتعرضوا للبطش والتنكيل على أيدي ميلشيا الحوثي التي صادرت أملاكهم ومقراتهم واختطفت الصحفيين والإعلاميين والنشطاء السياسيين من أعضاء الحزب.
بُعد وطني وقومي أدرك الإصلاح منذ بداية الانقلاب أن المعركة مع المشروع الإمامي ومن خلفه مشروع إيران، معركة ذات وجهين، وجه وطني لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، ووجه قومي متمثل في معركة العرب مع المشروع الفارسي عبر ميليشياته المسلحة في المنطقة، وخاض منتسبو الإصلاح مع بقية اليمنيين معركة استعادة الدولة، وايقاف المد الفارسي وقدموا آلاف الشهداء والجرحى في سبيل إنقاذ اليمن والهوية العربية.
مشاركة المرأة ويعد الإصلاح من أول الأحزاب التي أكدت ضرورة أشراك المرأة في ميادين العمل، وأتاح لها فرصة العمل مثلها مثل الرجل في الأطر التنظيمية المختلفة، والاصلاح أول حزب يمني شاركت فيه المرأة الانتخابات كناخبة بفعالية، وقام بمساندتها في التعليم والتدريب، والمشاركة الفعالة في كافة المجلات وأبرزها المجال السياسي، بدءا من تمثيلها في الهيكل التنظيمي للحزب ومروراً بالحوار الوطني المشترك، والانتخابات، وكان للمرأة حضور في أول مؤتمر عام للإصلاح، و في مجلس شورى الإصلاح، الأمانة العامة، وفي كافة الاطر التنظيمية، وأفرد الإصلاح للمرأة دائرة خاصة في مؤتمره العام الرابع، كما عمل على توسيع عضويتها في المؤتمر العام وفي مجلس الشورى التابع له أيضاً.