اعتبر أكاديميون وسياسيون أن الانتخابات الرئاسية التوافقية المزمع إجراؤها الثلاثاء القادم أفضل أدوات الحسم الثوري لإسقاط النظام، وأرقى صور التكامل والتعايش بين مكونات العمل السياسي في اليمن. وأكدوا في ندوة لتحضيرية الحوار الوطني بأمانة العاصمة على أهمية تعزيز المشاركة في الإنتخابات التوافقية "ليس لضمان نجاح المرشح الوحيد" ولكن لتأكيد رغبة اليمنيين في التغيير وانتصاراً لدماء الشهداء في إسقاط النظام وبناء دولة مدنية حديثة. فالتوافق على الإنتخابات ومرشحها الوحيد، وإن بدت شكلية بالنسبة للكثيرين، إلا أنها بالنسبة للدكتور عادل الشرجبي، أستاذ علم الإجتماع في جامعة صنعاء، مسألة ضرورية لليمن تتناسب مع المرحلة الانتقالية الراهنة ومتطلباتها من بناء دولة مدنية وجيش وطني موحد. واعتبر الشرجبي أثناء مشاركته في الندوة التي انعقدت عصر اليوم تحت شعار "معا نبني اليمن الجديد" في منزل الشيخ الأحمر بصنعاء القديمة، الانتخابات الرئاسية المبكرة التي قال إنها تؤسس لدولة مدنية حديثة، احد أدوات الحسم الثوري لتحقيق أهداف ثورة التغيير التي انطلقت قبل عام للمطالبة بإسقاط نظام عائلي عسكري وبناء دولة مدنية ومستقبل أفضل ليمن جديد، معتبرا في السياق ذاته اختيار "هادي" لرئاسة اليمن في المرحلة الانتقالية ايجابية وليس سلبية كما يعتبرها البعض. وقال: نريد رئيسا ضعيفا يستند للقانون وليس إلى قبيلة أو عائلة، لان الرئيس الضعيف سيلجأ لتطبيق القانون وإحقاق الحق، مؤكدا في السياق ذاته بأن نجاح الانتخابات هو في الحقيقة انتصارا للوطن وليس لحزب على آخر. انتصارا للوطن من جهته أكد الدكتور عبد الجليل الصوفي، أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة ذمار، في مشاركته خلال الندوة أن الانتخابات الرئاسية المبكرة في اليمن تؤسس لشراكة وطنية غُيبت لأكثر من ثلاثة عقود كسياسية اعتمد عليها النظام السابق. وقال الصوفي إن دعمنا للانتخابات هو انتصارا لثورتنا السلمية في التغيير وبناء اليمن الجديد، وخروجا باليمن من هذا "الوضع الجامد والآسن الذي بلغت معه القلوب الحناجر". ودعا الصوفي اليمنيين للتوجه إلى صناديق الاقتراع الثلاثاء القادم ليس من اجل انتخاب هادي وإنما من أجل يمن جديد ومستقبل أفضل ودولة مدنية، مؤكدا بأن نجاح الإنتخابات إنما هو في الأساس نبذ للعنف والكراهية وانتصارا للتسامح والتعايش والتصالح والمحبة والإخاء. شكلية الإجراء جوهرية الأثر من جهته قال نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات السابق المهندس عبد الله الأكوع في مداخلة له خلال الندوة، إن الانتخابات الرئاسية وإن لم تكن خيارا مثالياً لثورة التغيير اليمنية، إلا أنها الأفضل سلمية لتغيير يحفظ لليمن أمنه واستقراره ويحقق للثوار أهداف ثورتهم السلمية، لان البديل عنها الحرب الأهلية. وقال المهندس الأكوع: صحيح أن الانتخابات شكلية إجرائيا لكنها جوهرية في الأثر، كونها ستحدث تغيرا جذريا ولأول مرة في إدارة الدولة ومنصب رئيس الجمهورية، مستغربا في السياق ذاته من الأصوات الرافضة للانتخابات الرئاسية ومن نواياهم في تبني مثل هذه المواقف المتطرفة التي قال إنها لا تتناسب مع أهداف الثورة السلمية ولا مع مصلحة الوطن، مؤكدا في السياق ذاته بأن الانتخابات الرئاسية تحدد هوية مستقبل اليمن، والتوافق عليها رقى صور التكامل بين مكونات العمل السياسي.