أشاد سياسيون وأكاديميون بخطاب الأستاذ محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا للإصلاح مساء أمس الأحد,واعتبروه خطابا مسؤلا وناضجا يرسم ملامح اليمن الجديد بعيدا عن الإقصاء والتهميش. وأكد هؤلاء في تصريحات خاصة ل " الصحوة نت ",أن اليدومي تطرق في خطابه إلى قضايا كثيرة مهمه, وحدد في مضامينه الخطوط العريضة لليمن الجديد,الذي يحكم بالشراكة والتوافق وليس بالتفرد والاستبداد. وأكد الدكتور فارس السقاف,رئيس مركز دراسات المستقبل أن الأستاذ محمد اليدومي كان موفقا في هذا الظهور بهذا التوقيت والكلمة التي قالها تعبر عن قطاع عريض من الشعب والمؤيدين من أنصار الإصلاح. وقال السقاف في تصريح ل"الصحوة نت",إن الخطاب يؤكد بالفعل على شراكة فعلية للإصلاح في النضال السياسي ودوره في بناء اليمن الجديد,معتبرا انه كان خطابا متزنا وهادئا. ويستدرك السقاف في سياق إبرازه لأهم ما ورد فيه انه حمل مضامين تقرأ قراءة صحيحة للمشهد السياسي خلال هذا العام وترسم تطلعات مؤملة في بناء يمن جديد ينعتق من القيود والكوابح التي هيمنت عليه خلال عمر جيل بأكمله. وأكد انه لم يغفل دور الشباب في الساحات ولا المرأة بشكل خاص. وتابع:" من حق الإصلاح كحزب أبدا فعلا مرونة وتطورا وتحديثا رغبة في الشراكة مع الآخرين بدون منهج إقصائي أو استعلائي". وأشار إلى انه تطرق إلى من سماهم"خصوم" اليمن الجديد وهم أصحاب المشاريع الصغيرة وجماعات العنف المحكوم عليها بالفشل وكأنه يريد أن يقول لهؤلاء انه يجب عليهم أن يصطفوا في الاصطفاف الوطني الواسع ويتحملوا مسؤولياتهم بدلا من الوقوف ضد مصلحة الشعب وخدمة النظام. وشدد على انه وضع الخطوط العريضة وكان موفقا إلى حد كبير,لاسيما وأن اليدومي شخصية وطنية لها ادوار منذ توليه العمل في قيادة الإصلاح,وان هذا النهج سيسير عليه الإصلاح مستقبلا. ودعا السقاف إلى انتخاب هادي لان الانتخاب هو" تصويت لأحلامنا وأشواقنا وتصويت للمستقبل وقطيعة مع الماضي",ناصحا بعدم التعامل مع الأشخاص لأن العامين القادمين ستؤسس لبناء يمن جديد. من جانبه,اعتبر الأستاذ عبد السلام العنسي,كلمة اليدومي بأنها من أقوى الخطابات والبيانات السياسية التي أصدرها الإصلاح,ولذلك تابعه باهتمام وتفاعل معه تفعلا كبيرا. وقال العنسي وهو من القيادات التاريخية لحزب المؤتمر الشعبي العام,إن الخطاب كان واضحا صادقا محددا الألم والعلاج. وأضاف في تصريح ل"الصحوة نت",:"ليس من الإنصاف أن نمر عليه مرور الكرام فهو يحتاج إلى قراءات متعدده لاستشراف الخطوط العريضة التي ينوي الإصلاح السير عليها بعد انتهاء الجزء الأول من المرحلة الثورية السلمية,واستقبال المرحلة الانتقالية بعاميها القادمين لنتمكن على ضوء ذلك من الحكم على الخطوات التي ستخطوها الحركة الإسلامية في اليمن بقيادة الإصلاح ومدى التزامها بتلك الخطوط العريضة المستخلصة من هذا الخطاب". غير أن العنسي مضى يقول متمنيا:"لو أن الخطاب سلط الأشعة القوية على بعض القضايا الخطيرة الهامة والمقلقلة لكل الغيورين على اليمن ووحدته واستقراره وفي مقدمتها القضية الجنوبية التي كانت تستحق وقفة خاصة,ليطمئن المناضلين في المحافظات الجنوبية أن الإصلاح وضع نصب عينيه هذه القضية وتداعياتها". وأبدى العنسي إعجابه الكبير مما ورد في الخطاب كون رئيس الهينة العليا للإصلاح حدد بوضوح المسارين السياسي والثوري,وأكد على ضرورة أن يستمر هذين المسارين في المرحلة الانتقالية,كضمانة لتحقيق أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية. وتمنى العنسي في ختام حديثه "أن يكون خطاب الأخ اليدومي قد قرع الأجراس أمام الأخطار المحيطة بنا وبوطننا وبإيماننا وآمالنا". بدوره,وصف الدكتور عبده غالب العديني,الناطق الرسمي لأحزاب اللقاء المشترك,خطاب اليدومي بأنه كان خطابا مسؤلا يؤكد على أهمية تضافر الجهود في المرحلة الحالية وعلى ضرورة أن يكون الجميع مشاركون في مؤتمر الحوار الوطني باعتبار الإصلاح من أوائل الداعين إلى العمل الجمعي حسب قوله. وأكد العديني,وهو رئيس الدائرة السياسية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري,أن اليدومي ذكر اليمنيين بأنهم سيتركون وراءهم مرحلة ماضية وسيقبلون على المستقبل بشراكة جماعية لبناء اليمن الجديد. وأشاد العديني في هذا السياق,بكون الخطاب أكد على أن تشارك جميع القوى في الحوار بدون شروط مسبقة وبدون خطوط وسقوف معينة وهو ما اعتبره موقفا واضحا وايجابيا لا يدع مجالا للشك كون المشترك بما فيه الإصلاح كان له قصب السبق في الدعوة والحرص على العمل الجمعي الوطني. ولفت أن اليدومي أكد على أن المرحلة القادمة لا يجب أن يستأثر بها فرد أو جهة محدده,وهو رد حقيقي وواضح من الإصلاح والمشترك على حد سواء على إنهم قد تجاوزوا مرحلة الانكفاء على الذات بطريقة بناءة مدركين أن خيار العنف لا يبني الأوطان بقدر ما يهدمها تغليبا للمصلحة الوطنية العليا. ورأى أن اليدومي أكد على دور الشباب باعتبارهم القوة الصاعدة في المجتمع الذين خاضوا غمار النضال السلمي في الثورة وصنعوا التحولات القائمة,وهو ذات الاهتمام الذي أولاه للمرأة لأنه يدرك أن مكانها لم يعد خلف الصفوف بل في مقدمتها وهي عامل حسم في المرحلة القادمة. وأشار إلى ضرورة اشتراك الجميع رجالا ونساء في بناء اليمن الجديد,فضلا عن حرصه على دعوة المواطنين لانتخاب هادي رئيسا لليمن في الفترة الانتقالية. في السياق,قال الدكتور عبدالله الفقية أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء,إن خطاب اليدومي تطرق إلى قضايا كثيرة مهمه,كانت تحتاج إلى طرقها وتحديد الموقف منها,بالنظر إلى طبيعة المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد حاليا. وبحسب الفقية فقد تضمن الخطاب إشارات إلى التأكيد على استمرار الثورة حتى تحقيق أهداف الشعب الذي خرج من اجلها,والدعوة والمشاركة في انتخاب عبدربه منصور هادي رئيس للبلاد. وأثنى الفقية على حديث اليدومي في هذه النقطة,والتي اعتبرها تأكيدا مهما,لاسيما وان الرئيس الجديد سيحكم اليمن عن طريق الشراكة مع الآخرين وليس كما كان يفعل الرئيس المخلوع بإتباع أساليب الإقصاء والتهميش. وأشار إلى أن اليدومي كان موفقا حين حرص على التذكير بان عهد الإقصاء والاستعلاء لن يتكرر مستقبلا. ومن النقاط المهمة التي وردت في مضامين الخطاب,وفقا للفقية,التأكيد على انه لا يمكن لشخص أو جماعة أن تسيطر بمفردها على حكم البلاد,دون الشراكة مع الآخرين. وقال أستاذ العلوم السياسية إن اليدومي فطن إلى تذكير الناس بأحداث العام الماضي في إشارة منه إلى جرائم صالح بحق المتظاهرين السلميين حتى لا ينسى الناس ما خرجوا من اجله على حد تعبيره. ورأى الفقية في حديث اليدومي عن دور الشباب والمرأة ,بأنه يريد أن يبعث برسائل مطمئنة إلى الآخرين في الداخل والخارج عن موقف الإصلاح في حال تولى مقاليد السلطة,وباعتبار هذه القضايا من متطلبات بناء الدولة المدنية. وكان الأستاذ محمد اليدومي,رئيس الهيئة العليا لإصلاح,ألقى خطابا تلفزيونيا إلى أبناء الشعب اليمني تحدث فيه عن مستجدات الساحة الوطنية قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات الرئاسية المبكرة غد الثلاثاء,والتي تمثل محطة فاصلة في تاريخ البلاد.