يوماً بعد آخر يتزايد السخط الشعبي المندد بجرائم مليشيا الحوثي الإرهابية وفشلها في إدارة المحافظات الخاضعة لسيطرتها، وتعالت الأصوات المنادية للخروج والتظاهر في الميادين والشوارع. وساهم رواد "السوشيال ميديا" في فضح ممارسات الحوثي وهو ما تسبب في موجة هلع عارمة لدى الانقلابيين دفعتهم لإطلاق التحذيرات وتهديد كل من يعارض سياساتها بالإخفاء والاعتقال والتصفية.
تهديد مباشر ومن خلال ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" دشنت المليشيا حملة قمعية شاملة بعنوان "أمننا في تواصلنا" تهدف لاعتقال اي شخص يكتب أو يشارك تغريدة تنتقد فشل الجماعة وفسادها. ووصف ما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات" دعوات التظاهر ومعارضة الفساد بأنها "مخطط قذر لإقلاق السكينة العامة". وكتب القيادي الحوثي "بدر الدين الديلمي" على صفحته قائلا: "مخطط العدوان في هذه المرحلة بات واضحاً وجلياً، التشهير والتشكيك والأرجاف وإطلاق الاتهامات جزافاً"، وهي تهم جاهزة لأي صوت معارض في مناطق سيطرة المليشيا. وكتب ناشط حوثي يدعى " حمزة الحمزي مهددا: أولئك الذين يريدون الخروج إذا أردتم الخروج ما به مشكلة لكن حرام طلاق أن حق المواصلات علينا مجانا" في اشارة الى "الباص المعكس" الشهير بخطف المعارضين.
حملة اعتقالات وعشية الموعد المحدد لخروج جماهيري ضد ميليشيا الحوثي نفذت المليشيا حملة اعتقالات جديدة، طالت العشرات من المنادين بالخروج ضد الفساد والجوع، كما اقتحمت عناصر المليشيا باشراف مباشر من القيادي الحوثي عبدالحكيم الخيواني نائب ما يسمى رئيس جهاز الأمن والمخابرات اجتماعاً موسعاً لنقابة المحامين، وفضته بالقوة بعد أن اعتقلت عدداً من قيادة النقابة. وذكرت مصادر محلية أن الميليشيا قامت بتطويق محيط مبنى النقابة، وتمركزت أعلى المنازل المجاورة، قبل أن تقتحم المقر، واحتجاز عدد من قيادة النقابة لساعات, ومن بينهم نقيب المحاميين اليمنيين عبدالله راجح، بهدف منع عقد اللقاء، الذي كان مقرراً عقده للتضامن مع أعضاء النقابة، الذين تعرضوا للاستهداف، في اوقات سابقة من قبل السلطات الحوثية.
احتقان شعبي وكشفت وسائل التواصل الاجتماعي عن رسالة موجهة من قيادي في الجماعة يدعى "شريف العزي" إلى عبدالملك الحوثي، زعيم الميليشيا، قال فيها إن ما وصفه ب"العدو" نجح في إحراق شعبية "أنصار الله"، مؤكداً وجود احتقان شعبي ضد الجماعة بسبب ما وصفها ب"حكومة الأخذ وليس حكومة العطاء"، في إشارة إلى الجبايات الكثيرة التي تفرضها الميليشيا على المواطنين. وتساءل العزي في رسالته قائلا: "هل السبب في تجريع الشعب للفقر والجوع والمعاناة هو جزاء لما قدموه من قتلى؟ اين انت ياعبد الملك مما يعانيه الشعب؟ وشريف العزي، مشرف حوثي ينتمي الى محافظة صعدة، مديرية كتاف، تربط أسرته علاقة مصاهرة بعبدالملك الحوثي وإخوته، وهو أيضا من أقارب القيادي حسين العزي المنتحل صفة نائب وزير الخارجية. ويرى مراقبون أن حالة الهلع والخوف التي تبديها مليشيا الحوثي من دعوات الخروج تعطي مؤشراً حقيقياً على حالة الخوف والرعب الذي تعيشه المليشيات وادراكهم للرفض الشعبي والمجتمعي لسلطاتها وفقدانها لأي شرعية سوى استخدامها للقمع والقوة في فرض إدارتها وسيطرتها على المحافظات.
