خلال 2022 شهدت محافظة الجوف (شمال اليمن) مواجهات بين مليشيا الحوثي وقبائل المحافظة، قتل وأصيب عشرات من عناصر المليشيات بينهم قيادات، في الوقت الذي مازالت المحافظة تحت قبضة الحوثيين وتمارس ضد المواطنين انتهاكات مستمرة لا تتوقف. وبرزت احداث سياسية وعسكرية ومواجهات وانتهاكات بحق مدنيين سقط خلالها ضحايا، وفي مطلع العام الماضي شهدت المحافظة ذروة المواجهات العسكرية أدت إلى موجة نزوح جديدة، في المحافظة التي شهدت أعنف المعارك والمواجهات خلال سنوات الماضية.
سياسياً كان تعيين محافظ جديد للمحافظة هو أبرز الأحداث، والجدل الذي أعقب ذلك من قبل عدد من أفراد القبائل الذين نفذوا اعتصام للمطالبة بعودة محافظ الجوف السابق، امين العكيمي من السعودية.
موقع "الصحوة نت"، يرصد أبرز الأحداث والقضايا التي شهدتها ثالث أكبر المحافظاتاليمنية مساحة خلال العام المنصرم. والتي كانت المواجهات المسلحة بين القبائل والحوثيين أبرزها، وتغذية الميلشيات لصراع قبلي.
كفاح قبلي مسلح ضد الحوثي كان الكفاح المسلح ضد ميلشيات الحوثي أحد أبرز احداث 2022 في الجوف، حيث درات مواجهات بين القبائل وميلشيات الحوثي، عقب انتهاكات حوثية مورست ضد أبناء القبائل، حيث برزت جرائم قتل واختطاف ونهب أراض ومصادرة مقطورات للمشتقات النفطية تعود ملكيتها لأبناء القبائل.
تزايدت المواجهات بين قبائل الجوف ومليشيا الحوثي رفضا لممارسة المليشيات وانتهاكاتهم ضد أبناء المحافظة. وأبرز تلك المواجهات قبائل بني نوف، وذو محمد، وقبائل أخرى، تمثلت بالمواجهة المباشرة وبالكمائن وبهجمات فردية ضد قيادات وعناصر المليشيات.
فقد نفذ مسلحون من قبائل "بني نوف" في ابريل/ نيسان 2022، كمينا محكما استهدف طقماً يحمل قياديا في المليشيات وثلاثة من مرافقيه واصابة اثنين آخرين. وفي حادث آخر لقي يحيى عبد الرحمن المتوكل (مشهور باسم أبو حمزة المتوكل) ينتحل رتبة لواء، قائد ما يسمى "الأمن الوقائي والمخابرات" بالمحافظة مع اثنين من اثنين مرافقيه، وزعمت المليشيات انهم توفوا بحادث مروري في طريق سفيان.
ومطلع يوليو/ حزيران 2022، قتل القيادي الحوثي "ضيف الله أحمد السالمي (يكنى بأبو ياسر)، والمعين من قبل المليشيا في منصب "عمليات النجدة"، حيث قتل مع نجلة برصاص مسلحين من قبائل "ذو حسين" بعد تهجمه عليهم بالشتم، والذي تطور لاشتباك مسلح انتهى بمقتل القيادي الحوثي ونجله.
وتعد المواجهات بين قبيلتي بين "سفيان" في عمران و "ذو محمد" بالجوف من الأحداث المؤلمة، حيث قتل وأصيب أكثر من 20 شخصاً من الطرفين في تلك المواجهات في خلاف على الحد الفاصل بين القبيلتين، الخلاف غذته المليشيات ودعمت قبيلة سفيان ضد "ذو محمد" التي رفضت الانصياع للمليشيات.
ومنذ أكتوبر وحتى نهاية العام 2022، شنت مليشيا الحوثي هجمات عدة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والطيران المسير ضد قبائل ذو محمد الرافضين محاولة المليشيات السيطرة على أحد أكبر الأودية الزراعية في اليمن التابع لملكية ذو محمد.
ونتج عن تلك الهجمات اجبار عشرات الأسر من قبيلة ذو محمد من منازلهم بسبب كثافة القصف الذي استهدف المناطق السكنية للقبيلة.
أما عسكرياً فيما يخص استعادة المحافظة من الحوثيين، شهدت جبهات الجوف معارك كر وفر في مطلع عام 2022، وخلال تلك المعارك استعاد الجيش مواقع في جبهة اليتمة شمال المحافظة، وخسرها لاحقاً، بعد هجمات حوثية بالطائرات المسيرة والتي استهدفت مواقع الجيش. وقد استشهد وأصيب عدد من قوات الجيش الوطني.
انتهاكات وجرائم
جرائم الانتهاكات الحوثية تتشابه في معظم المحافظات، أبرزها القتل والاختطاف والنهب والجبايات، غير أن الجوف شهدت خلال 2022، انتهاكا جديدا يتمثل في حجز مقطورات المشتقات النفطية وقتل واصابة عدد من سائقيها.
وشهدت المحافظة موجة نزوح خلال الأشهر الأولى فقد بلغ عدد الأسر النازحة 200 أسرة بحسب تقارير أممية. في سياق آخر توفي الشاب يحيى ناصر ابو سراج، بعد يوم من تحريره من سجون مليشيا الحوثي الإرهابية في المحافظة.
وارتكبت مليشيا الحوثي جرائم بحق أطفال الجوف منها حالات قتل ارتكبها مسلحو المليشيات في نقاط تفتيش، منها مقتل الطفل سيف (14 عام) الذي قتل أمام والده أثناء عبورهم على متن سيارتهم الخاصة بنقطة السلمات بمديرية الغيل.
وبعدها بأيام اختطف القيادي بمليشيا الحوثي يدعى "أبو بدر بن رهمة"، الطفل مسفر بن هادي جريم (11 عاماً) أثناء عودته إلى منزله بين مديريتي الحزم والمصلوب غرب المحافظة.
وارتكبت خلال العام الماضي، عشرات الانتهاكات بحق سائقي شاحنات المشتقات النفطية، ومنعهم من العبور بهدف خلق ازمة في مناطق سيطرتها واستغلالها في رفع أسعارها، وبلغ عدد الشاحنات المحتجزة أكثر من 120 شاحنة محملة بمادتي البترول والديزل في منطقة "حويشيان" شرق محافظة المحافظة، وقتل وأصيب عددا من سائقي تلك الشاحنات.
ألغام وسيول تقتل المدنيين تكررت حوادث الألغام في الجوف خلال العام المنصرم قتل وأصيب عددا من أبناء المحافظة وهم في طريقهم إلى مزارعهم ومدارسهم، تركزت الحوادث في الخب والشعف، كبرى مديريات المحافظة مساحة، ومن بين الضحايا مغتربون عائدون من السعودية.
من أخبار الكوارث الطبيعة وفاة ثلاثة اشخاص إثر تدفق السيول وتهدم ستة منازل لمواطنين من أسرة واحدة جراء هطول الأمطار وتدفق السيول في مدينة الحزم عاصمة المحافظة، والتي شهدت خلال موسم الأمطار تدفق سيول كبيرة لم تشهدها من قبل.
في سياق آخر قتل أحد المغترب، إبراهيم الفائق، أثناء سفره للاغتراب في السعودية على يد عصابة قطاع طرق في صحراء الجوف " على يد قطاع الطرق.
وشهدت الجوف ومارب والمهرة انقطاع النت استمر لساعات، بسبب قطعين في كابلات الألياف الضوئية، في الكابل الرابط بين منطقة حصوين والغيظة، بمحافظة المهرة، وحدث قطع آخر في خط الكابل الرابط بين الجوف ومأرب.
اقالة محافظ الجوف من الأحداث المهمة قرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي تعيين حسين العجي العواضي، محافظا لمحافظة الجوف بدلا عن الشيخ امين العكيمي. والذي أثار جدلاً بين أبناء قبائل الجوف الرافضين للقرار والمطالبين بعودة العكيمي من السعودية.
وقد تداعت قبائل "دهم" في أكتوبر/ تشرين أول 2022، لتأسيس مطارح في مناطق سيطرة الحكومة، للاعتصام بالقرب من الحدود مع السعودية للمطالبة بعودة العكيمي، ونجحت وساطة قبلية برفع الاعتصام متعهدين بالعمل على تنفيذ مطالب القبائل، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة.