بأية هوية شد الرِّحال الطفيل بن عمرو الدوسي اليماني، او أبو موسى الأشعري، أو حمال بن الأبيض رحالهم إلى النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم؛ ليسلموا لله رب العالمين؟ بأية هوية امتطى خيول فتح العراق و فارس قيس بن مكشوح المرادي، و أويس القرني، و فروة بن مسيك و جرير بن عبدالله البجلي، و عمرو بن معد يكرب الزبيدي.. و غيرهم؟
بأية هوية مضى إلى الأندلس موسى بن نصير، و عبد الرحمن الغافقي و السمح بن مالك الخولاني؟
بأي هوية ثار في وجه الظلم بالأندلس - بعد أن أصبحت في إطار الدولة الإسلامية - طالوت بن عبد الجبار المعافري؟ بأي هوية حكم و جاهد في الأندلس المنصور بن أبي عامر المعافري، و هو الذي قاد أكثر من خمسين معركة لم تنكسر له فيها راية واحدة؟
بأي هوية تصدى لكهنوت الإمامة، و خرافة الولاية، و فند أباطيل دعاتها- من وقت مبكر- أبو الحسن الهمداني، و نشوان الحميري، و الفقيه سعيد صالح.. و غيرهم؟
بأية هوية أتت ثورة 48 أُمُّ الثورات؟ و أية هوية كانت هوية قادتها أمثال عبدالوهاب نعمان و الحورش و الزبيري و القردعي؟
أي هوية جمعت الفضيل الورتلاني الجزائري و جمال جميل العراقي مع اليمنيين في ثورة 48؟
بأية هوية قامت الثورة اليمنية سبتمبر و أكتوبر؟ و ما هي هوية علي عبد المغني و السلال و الإرياني و قحطان الشعبي و فيصل عبداللطيف و سالم ربيع علي.. و آلاف غيرهم؟
على أي هوية استشهد عبد الرب الشدادي، و صادق منصور و أمين الرجوي و أحمد باحاج و جار الله عمر و سيف المحرمي و ربيش العليي و عمر الصبيحي و ضياء الحق.. و غيرهم بالآلاف؟
أتذكر الشهيد عبد الرحمن عبده نعمان محمد قائد- شهيد يوم الثلاثاء21فبراير الماضي، و شقيق الشهيد أسامة الذي سبق بالاستشهاد- معذرة لك و لكل الشهداء في كل محافظات التربة اليمنية، الذين واجهوا كهنوت الإمامة بهوية الأمة عبر الشهادة العابرة للأزمان، المسطرة في التاريخ من لدن الرسول الكريم:«الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية».
خصيت الشهيد عبدالرحمن، لأنه عقد قرانه قبل أيام معدودة من يوم استشهاده، فناداه الواجب فلبى النداء بإيمان راسخ، و عقيدة ظاهرة ، و هوية واضحة العنوان و المسار و الرمز ! و ما أظن أحد يجهل أنه و أرتال الشهداء، و كل الممسكين على الزناد- في كل الجبهات و المحافظات- أنهم كانوا على غاية مثلى من رسوخ الإيمان، و وضوح الهوية و المسار.
يوم أمس الأول؛ بأية هوية استشهد منذر الجهلاني بعد عملية فدائية نادرة؟
تعيش اليمن وضعا استثنائيا بكل المقاييس، و ليس أمام اليمنيين- جميعا- إلا أن ياتوا صفا واحدا بكل أحرارهم، بلا استثناء لأحد- عدنانيا كان أو قحطانيا- إلا من ارتضى العبودية و التبعية، و( الزنبلة) للسلالة الحوثية- قحطانيا أو عدنانيا- فيقف الجميع في وجه المشروع الظلامي المدعوم من إيران بكل ما أوتوا من قوة، و أن نستلهم من مواقف وهوية من مضت الإشارة إليهم سابقا زادا للمسير، و عزيمة للمقاومة، و تبصرة للجهاد و المجاهدة.