قال الناطق باسم وكالة غوث اللاجئين بالأمم المتحدة، أدريان إدوارد إن اليمن يواجه موجة جديدة من النزوح الداخلي جراء فرار عشرات الآلاف من المدنيين من الاشتباكات في الشمال وتجدد القتال بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة في الجنوب. وقال إدوارد في مؤتمر صحفي عقد صباح أمس الجمعة في جنيف,إن الوضع صعب في منطقة حرض بمحافظة حجة على وجه الخصوص. وأشار إلى أن السلطات اليمنية، تقول,إن الاشتباكات بين الحوثيين وقبائل حجة أدّت إلى نزوح نحو 52 ألف شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية، يضافون إلى 314 نازحاً من محافظة صعدة ومديرية حرف سفيان نزحوا من منازلهم خلال الحروب السابقة ولم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم حتى الآن. وفي الجنوب، أشار إدوارد إلى أن ما لا يقل عن 1800 شخص نزحوا من مدينة جعار بمحافظة أبين خلال الأسبوعين الأخيرين، نتيجة التصعيد الأخير بين القوات الحكومية والمسلحين التابعين لجماعة أنصار الشريعة، ويضاف هؤلاء النازحون الجدد إلى نحو 150 ألف نازح من زنجبار وخنفر والكود، منذ مايو الماضي. وتوقع المسؤل الأممي أن تجبر المواجهات الأخيرة أكثر من 120 ألف شخص على النزوح خلال الفترة القادمة. وقال بيان صادر عن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين,إن كثيرين من سكان جعار تركوا مساكنهم هرباً من المعارك التي تدور رحاها بالقرب منهم. ولفت إلى أنه لم يكن هناك عدد كافٍ من الحافلات لنقل النازحين، وبالتالي فإن أسعار أجرة الحافلات والسيارات ارتفعت ثلاثة أضعاف، والرحلة التي كانت تستغرق 30 دقيقة إلى مدينة عدن، أصبحت تستغرق أكثر من 5 ساعات جراء الظروف الصعبة والبحث عن طرق بديلة للحافلات المحملة بحمولة زائدة. وفيما أشار البيان إلى أن المزيد من النازحين يصلون عدن بشكل يومي، قال ,إن معظم النازحين وجدوا في مدينة عدن ملاجئ لهم، وفي بعض المدن الأخرى، حيث يرتبطون بعلاقات عائلية أو قبلية وثيقة، فيما البعض الآخر لجأوا إلى المدارس، مؤكداً أن 74 مدرسة حكومية في عدن تكتظ بما يزيد عن 20 ألف لاجئ من أبين. وقال إدوارد,إن عمليات مفوضية شؤون اللاجئين ساعدت أكثر من 80 ألف نازح في خمس محافظات جنوبية، وقامت بتأهيل عدة مبانٍ شاغرة لتقديم المأوى الموقت لأكثر من 20 ألف نازح آخرين، بالإضافة إلى إخلاء مدرستين لاستضافة أكثر من 3 آلاف نازح. وأكد أن المنظمة وشركاءها تعمل على تجهيز الاحتياجات وتنسيق الجهود لتلبية احتياجات النازحين الجدد، غير أن التحدّي الأكبر هو المأوى، فالمدارس التي تأوي النازحين بلغت حدّها الأقصى، وهي مكتظة بالنازحين, والتجمعات المستضيفة لم تعد هي الأخرى قادرة على استيعاب المزيد من النازحين.