سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ثابت: القاعدة استغلت ثغرات أمنية في هجوم عدن والأمن فشل في قراءة رسائل سابقة قال بأن الحادث لم يستهدف إطلاق سجناء وإنما إثبات وجود وإحداث صدمة وتنفيذ تهديد سابق..
استغرب الكاتب والمحلل السياسي سعيد ثابت سعيد ما اعتبره ثغرات أمنية مكنت القاعدة من استهداف مقرات أمنية حيوية وتنفيذ تهديدات ومؤشرات ورسائل سابقة لم تقرأها الأجهزة الأمنية بشكل صحيح . وقال ثابت بأن وقوع حادث الهجوم على مبنى الاستخبارات في مدينة التواهي أمس بعد 48ساعة فقط من إعلان وزارة الداخلية عن فرار عناصر تنظيم القاعدة في مأرب إلى محافظات مجاورة أمر يدعو للغرابة. وأضاف ثابت في قراءة "للصحوة نت" حول الهجوم إن حادث اقتحام مبنى الاستخبارات سبقته ثلاث حوادث كانت بمثابة مؤشرات على وجود عملية كبيرة تلحق تلك الحوادث لكن يبدوا أن الأجهزة الأمنية قد فشلت في قراءة وفهم تلك المؤشرات. وبشأن تلك المؤشرات أضاف ثابت " مقتل العقيد عبد الله الثريا مدير الأمن السياسي في مديريتي المعلا والتواهي متأثرا بإصابته جراء انفجار وقع في يوم (9/5) الماضي في محيط الحديقة، وبجانب مبنى الإذاعة والتلفزيون المحاذي لمبنى الأمن السياسي الذي تعرض إلى الهجوم امس والمؤشر الأخر التصريح الذي نشرته وزارة الداخلية على موقعها الإلكتروني يوم (17/6) الماضي ونصه "إن عناصر من تنظيم القاعدة فرت إلى محافظات مجاورة اثر ضربات موجعة وجهتها أجهزة الأمن لكافة أوكار التنظيم الإرهابي بمحافظة مأرب"، مشيرة إلى "إجبار تلك العناصر الإرهابية على الخروج والفرار من الأماكن والمناطق التي كانت تتحصن فيها"، وأضاف الإعلان الصادر عن وزارة الداخلية "أن تلك العناصر قتل منها من قتل، ومن تبقى منها لاذت بالفرار إلى المحافظات المجاورة مصحوبة بالذعر وبالخوف من الضربات الموجعة التي تلقتها من الأجهزة الأمنية"حد تعبير الموقع الإلكتروني التابع لوزارة الداخلية. والثالث ما تم ترويجه من تسجيل صوتي منسوب لأحد قيادات القاعدة وأمس وفيه يتوعد السلطات بالثأر والانتقام منها بسبب ما قال إنها جرائم ضد النساء والأطفال في وادي عبيدة بمأرب. وقال الكاتب والمحلل الساسي سعيد ثابت "لقد جاءت عملية اقتحام مبنى الأمن السياسي في هذا السياق، وهي عملية قالت اللجنة الأمنية العليا إن التحقيقات الأولية تشير إلى أنها تحمل بصمات القاعدة،"، واستطرد قائلا: "عندما تتبع مسار الهجوم ونتائجه ستجد أن المنفذين لم يكونوا يبحثون عن شيء محدد في المبنى، ولم يكونوا يهدفون إلى تحرير سجناء كما أشيع في بداية الحادث، فمكتب الأمن السياسي الذي تعرض للاقتحام كان عبارة عن مكتب يضم إدارات، ولا يوجد فيه سجن للمتهمين، وكانوا يطلقون النار، ويصرخون بكلمات ترهيبية مثل "أبشروا بالموت المحقق". وعن الأهداف الأساسية من العملية قال الكاتب "ربما كان الهدف الكبير يحمل بداخله ثلاثة أهداف صغيرة: أولها: إحداث صدمة وهزة عنيفة في السلطة ورجالها، وثانيها: إثبات وجود التنظيم كرد على ما تقوله السلطة أنها نجحت في تحجيم وضرب وتجفيف منابع التنظيم، وثالثها: تنفيذ تهديدات بالانتقام من عمليات الضربات الأمنية التي تعرض لها التنظيم مؤخرا، وخاصة الضربات الجوية التي استهدفتهم لكن معظمها لم يصب الهدف، وتعرض أطفال ونساء إلى القتل خاصة في أبينومأرب، ولم يصب أحد من القيادات الفاعلة من التنظيم في تلك العمليات التي يرى مراقبون أن تنفيذها بواسطة طيارات بدون طيار، وبتقنية أمريكية، قد تكون ناجحة في كل دول العالم، لكنها بالتأكيد فاشلة في اليمن، حملت معها كثير من الكوارث في التعاطي مع الظاهرة، وعمقت الأزمة أكثر". وأضاف سعيد ثابت "لذلك كان المهاجمون يستهدفون إيقاع أكبر عدد من القتلى في أوساط رجال الأمن وكل من يتحرك في مبنى الأمن السياسي بغض النظر عن طبيعته فذهبت ثلاث نساء وطفل وأفراد موظفين وجنود عاديين ضحايا، فضلا عن ضابطين فقط أحدهما كبير في السن وعلى وشك التقاعد، لتحقيق ذلك الهدف الكبير ذي الأهداف الفرعية الثلاثة (إحداث صدمة عنيفة تثير الرعب في أوساط السلطة، وإثبات وجود، وتنفيذ تهديدات سابق بالانتقام ممن قالت القاعدة أنهم سبب في إلحاق الأضرار بالنساء والأطفال والشيوخ في محافظة مأربوأبين وغيرها بسبب القصف الجوي ضد ما يعتقد أنها مواقع لعناصر التنظيم)". وحول سؤال الصحوة نت عن قراءته لأسباب وقوع كل هذا العدد من الضحايا في أوساط أفراد الأمن في مقابل عدم تعرض المهاجمين لأي إصابة، أو حتى التمكن من إلقاء القبض على أحدهم، بل إنهم تمكنوا من الانسحاب بهدوء بعد أن أحرقوا مكاتب إدارية وملفات إدارية أيضا، وقتلوا 11شخصا وأصابوا أكثر من 12 آخرين؟" تابع ثابت ل"الصحوة نت" : "إن الإجابة على مثل هذا السؤال تحتمل أكثر من جواب؛ الأول: ربما أن المهاجمين قد باغتوا أفراد الأمن بعد قتل أفراد الحراسة كانوا يعلمون أن أنسب وقت لتنفيذ العملية هو بداية الدوام الرسمي الذي يتسم عادة بالاسترخاء من قبل الأفراد، والثاني: ربما أن الجنود لم يكن بحوزتهم أسلحة، أما الاحتمال الثالث: فهو أن المهاجمين كانت لديهم معلومات أن الأسلحة في حال كان أفراد الأمن يحملونها ليست محشوة بالذخيرة". واختتم تحليله بالقول "إن الهجوم لم يكن معجزة، أو عملية خارقة، فكل المعطيات تشير إلى أن المهاجمين كان لديهم معلومات أن الطريق (سالكة) لاقتحام المبنى في هذا التوقيت بالذات، خاصة أن أفراد الأمن والإداريين كانوا في لحظة أمان واسترخاء، وفي بداية الدوام، وأول أيام الأسبوع، كما لم يكونوا في حالة جاهزية وربما كانوا لا يحملون أي سلاح أيضا، وأيا يكن الأمر؛ فسيكون لحادث الهجوم والاقتحام على مبنى الاستخبارات له مترتباته وانعكاساته الخطيرة على مستقبل المواجهة بين السلطة وأفراد القاعدة ، وربما تكشف الأيام القليلة القادمة عن فجوات كبيرة استطاع المهاجمون الاطلاع عليها، والنفاذ بواسطتها لتنفيذ الهجوم الذي أسفر عن كل هؤلاء الضحايا".