رضخت شركة موانئ دبي المشغلة لميناء عدن الاثنين الماضي لمطالب عمال الميناء بعد أكثر من 15 يوماً من إضراب شل حركة الملاحة وعجزت أمامه كل المحاولات من اعتقالات وتهديدات والاتهامات الموجهة للعمال بالخيانة والعمالة والإضرار بمصالح الوطن العليا في ثني العمالة عن مواصلة الإضراب لانتزاع الحقوق. تهديدات وصلت حد قيام وزير النقل بالنزول إلى عدن في محاولة لإخماد ثورة الحقوق الأمر الذي لم يجدي نفعاً في إخمادها رغم ما رافق تلك الزيارة من احتيال على حقوق العمال من خلال تشكيل لجنة نقابية جديدة من 19 شخصا في محاولة لشق الصف النقابي والتفاوض مع اللجنة الجديدة ، غير أن الخطوة فشلت بعد رفض أعضاء اللجنة المزيفة الانصياع لرغبات ومطالب الشركة. مصدر نقابي في ميناء عدن وصف مؤشر نجاح الإضراب بأنه يعود إلى جهود العمال وتفانيهم في الوقوف صفاً واحداً في وجه كل التحديات وعدم الرضوخ. واعتبر في تصريح ل"الصحوة نت" إلى أن ماتحقق من بعض المطالب العمالية يعد انتصاراً للحقوق والطرق السلمية في المطالبة بها، معرباً عن أمله في وفاء الشركة بتنفيذ ماتم الاتفاق عليه ابتداء من مطلع الشهر القادم. وكان اجتماع الاثنين الماضي ضم رئيس مجلس الإدارة المشتركة لميناء عدن المستثمر بقشان واللجنة النقابية لعمال الميناء والمدير العام لشركة مواني دبي قدم خلاله الاتفاق على رفع إضراب عمال الميناء مقابل استجابة الشركة لبعض المطالب. وأقرت الشركة في الاتفاق خلال الاجتماع القبول برفع رواتب العمال بزيادة مبلغ عشرين ألف ريال تضاف إلى الراتب الأساسي لكل عامل واعتماد بدل تطبيب يضم زوجة العامل واثنين من أطفاله. كما تم الاتفاق بالتزام الشركة بدفع زيادة سنوية من 5% إلى 10% إلى جانب قيام الشركة بتنفيذ اجتماع شهرى للجنة النقابية لعمال الميناء مع مدير الشركة مايعني اعتراف الشركة باللجنة بعد أن كانت في موقف الرافض بالاعتراف بشرعية أي لجنة نقابية داخل الميناء منذ توليها إدارة الميناء قبل عامين. ويأتي هذا الإتفاق بعد أكثر من أسبوعين من قيام عمال الميناء بالإضراب الشامل للمطالبة بالحقوق والذي تسبب في شل حركة الملاحة في الميناء حيث قام العمال المضربين وعددهم قرابة "500"عامل الأسبوع الماضي باقتحام بوابة مؤسسة موانئ عدن في وقت كان وزير النقل يعقد اجتماعاً مع قيادة المؤسسة مرددين هتافات ضد الوزارة ومؤسسة الموانئ وهو ما دفع حراسة الوزير إلى إطلاق النار بكثافة. وجاء هذا الاقتحام بعد أسبوعين منذ أن بدأ عمال ميناء عدن للحاويات اعتصامهم السلمي للمطالبة بزيادة المرتبات والمستحقات المالية ، تسببت تلك الإضرابات في شل حركة الملاحة في الميناء وتكدس البضائع فيها ما دفع بإدارة الميناء للاستعانة بكوادر عمالية من خارج الميناء . وكانت شركة موانئ دبي العاملة في عدن قد منعت العمال من الدخول الى مقر الشركة رابطة عملية عودتهم بالعودة إلى العمل بعدم تكرار مشاركتهم في الإضراب الذي ينفذه العمال للمطالبة بحقوقهم على مستوى الجمهورية. وأضاف المصدر أن ميناء عدن أصيب بالشلل التام جراء الإضراب العمالي على تجاوزات المشغل الجديد والذي يقول انه سيعمل على استقدام عماله أجنبية بدلا عن العمالة اليمنية.