منذ زمن، وضع الاستعمار الأكراد في حالة شتات، والمصيبة أن تم توزيعهم بين دول المنطقة من جيرانهم وإخوانهم ليظلوا في حروب دائمة، وتبقى تلك الدول والشعوب مشغولة بهم، وهم مشغولون بأنفسهم وجيرانهم. هو مسمار مسموم لهم ولجيرانهم بقصد إبقاء النزيف للجميع. الأكراد عبر التاريخ مندمجون مع شعوب المنطقة وجزء أساسي منها، ولهم دور ريادي في استقرار المنطقة وقوتها. أحفاد صلاح الدين ليسوا جسماً غريباً ولا دخيلًا، لكن هناك من أراد تحويلهم إلى ضحية وجلاد وورقة قلاقل لكي يتم تحييد دورهم الفاعل وإشغال المنطقة. حل قضية الأكراد هو قضية مصيرية لهم ولدول وشعوب المنطقة، والخروج من هذه الحفرة التاريخية يتطلب وعياً مشتركاً بالأسباب والدوافع والنتائج والمآلات في كل الحالات. ونظرة الزعيم التاريخي للأكراد عبد الله أوجلان في ترك السلاح والاندماج في العملية السياسية هي خلاصة تجربة لمناضل وزعيم استوعب الدرس والمسار، والواجب أن يستوعب الدرس الآخرون. كما نأمل أن تكون تجربة سوريا نقلة نوعية في الوعي تعيد الاعتبار للتاريخ ويكون الاتجاه نحو الحل الحضاري لمشكلة عويصة ومصطنعة تورق الأكراد وشعوب المنطقة وتسبب نزيفاً مستمراً للجميع.