الصلاحي: اليمن بحاجة إلى خارطة طريق تنفذها تنقذها من ضلال النخب والوعي الزائف    عدن... انقطاعات الكهرباء تجبر النيابة العامة على دفن عشرات الجثث مجهولة الهوية    عدن... انقطاعات الكهرباء تجبر النيابة العامة على دفن عشرات الجثث مجهولة الهوية    المبعوث الأممي: اليمن لا يمكن أن يصبح ساحة لصراع جيوسياسي أوسع نطاقاً    من أئمة الزيدية إلى وريثهم الحوثي.. الفوضى واستدعاء الحروب شرط البقاء    الحكومة تحذر من خطورة نهب الحوثيين لبيانات اليمنيين وتسليمها لطهران    الجاوي: هل يتكرر نموذج لبنان في اليمن..؟    المنتخب الأولمبي ينهي معسكره الخارجي ويغادر للمشاركة في التصفيات الآسيوية    إب .. مسلحون يعتدون على موظفة في منتجع سياحي    تقرير اممي: مسارات متباينة لأسعار الصرف والوقود والغذاء في اليمن    تحذير يمني لاتحاد ملاك السفن من خطورة التعامل مع الموانئ الإسرائيلية    رسالة عاجلة إلى الحكومة.. مهندس الاقتصاد .. نسخة لا تتكرر    محافظة شبوة تُحيي ذكرى المولد النبوي الشريف    احتجاجات في عدن ولحج تنديدا بتلاعب شركات الصرافة بأسعار العملة    وزارة الشؤون الاجتماعية بعدن تدين وبشدة اقدام المليشيات الحوثية اعتقال عدداً من موظفي الأمم المتحدة    هيئة البث الإسرائيلية: ناقلة النفط المستهدفة في البحر الأحمر مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي    أتلتيكو مدريد يُعلن رسميا عن ضم جناح "السيدة العجوز"    الزايدي يعزّي قائد الثورة والرئيس المشاط في استشهاد رئيس الحكومة وعدد من الوزراء    مهرجان رياضي وثقافي في البيضاء احتفاءً بذكرى المولد النبوي    مديرية الوحدة بالأمانة تحتفي بذكرى المولد النبوي    إيساك ينتقل إلى ليفربول مقابل مبلغ خرافي    وفاة الأمين العام للاتحاد اليمني لألعاب القوى عبيد عبود عليان    جيراسي يقود دورتموند إلى عبور برلين    «قاتل» يسقط السيتي ويمنح برايتون الانتصار الأول    سوبوسلاي يهدي ليفربول الانتصار ال90 على «المدفعجية»    رسميا.. إقالة تين هاج من تدريب ليفركوزن    مكتب الصحه والسلطه المحليه تلبي احتياجات المتضررين من الامطار    انتقالي شبوة يتفقد عدد من أسر الشهداء والجرحى والمعاقين بالمحافظة    من يقف خلف اضطراب سوق الصرافة في عدن؟! ومن المستفيد مما حصل؟!    الأمم المتحدة تدين احتجاز مليشيا الحوثي الارهابية لموظفين أمميين وتدعو لإطلاقهم فورا    شمس الإمارات تضيء العالم.. طاقة مستدامة عابرة للقارات في 2025    المضاربة بالعملة    تشييع رسمي وشعبي لرئيس الحكومة ورفاقه    تشييع مليوني مهيب لرئيس الحكومة ورفقاه (الأسماء)    البنك المركزي ينفي صحة وثيقة مزورة بشأن تحديد سعر الصرف    570 قتيلا ومصابا في زلزال ضرب جنوب شرق أفغانستان    بعد شهر من البحث.. الأمن يضبط الشابة المفقودة في ليلة زفافها بذمار    على هامش الذكرى.. إشهار كتاب "ثوار في رحاب الله" وزارة الثقافة وهيئة الكتاب تُحييان الذكرى ال26 لرحيل الشاعر الكبير عبدالله البردوني    الحليب كامل الدسم.. متى يشكل خطرا على الكبد؟    رئيس جامعة ذمار ل»26سبتمبر»:استعدادات مكثفة لانطلاق الفعالية المركزية للمولد النبوي الشريف    البنك المركزي يصادر مكاسب شركات الصرافة من عمليات النصب على المواطنين    بلاغ للنائب العام بشأن عملية احتيال الصرافين بالتوافق مع البنك المركزي    مرض الفشل الكلوي (19)    بشرى النبوة    برشلونة يقع في فخ التعادل مع رايو فاييكانو ويفقد الصدارة    إسرائيل تعلن رسمياً اغتيال الناطق العسكري باسم القسام أبو عبيدة في غزة    الصين تبتكر نباتات عصارية تتوهج في الظلام    آن الأوان أن نقرأ البردوني كاملاً، لا أن نختزله في الشعر وحده    اشهار كتاب ثوار فى رحاب الله للبردوني    الرئيس الأمريكي كارتر يزور الصحفي بن سميط في منزلة بشبام    بعد 1500 عام.. حل لغز أول جائحة في التاريخ من مقبرة جماعية في الأردن    يا سر الوجود.. لولاك ما كان قدرٌ ولا إسراءٌ ولا دنيا    ترييف المدينة    إغلاق 10 منشآت طبية وصيدليات مخالفة في مأرب    عظمة الرسالة المحمدية وأهمية الاحتفال بالذكرى العطرة لمولده الشريف    مشروع الطاقة الشمسية.. كيف نحافظ عليه؟    معاذ السمعي الشاعر المنسي في جغرافية النص    إغلاق 18 منشأة صحية وصيدلية مخالفة للتراخيص والأسعار بشبام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أئمة الزيدية إلى وريثهم الحوثي.. الفوضى واستدعاء الحروب شرط البقاء
نشر في الصحوة نت يوم 02 - 09 - 2025

منذ ظهورها كتنظيم مسلح عام 2004، لم تكف جماعة الحوثي عن استدعاء الحروب، وتوسيع رقعة الصراع داخليا وإقليميا، دون أن تقدم لليمن سوى الموت والدمار والتجويع. ومع كل هدوء نسبي او تحرك جاد نحو السلام مهما كان بعيدا عن سردية الصراع، تختلق الجماعة عدوا جديدا، أو معركة وهمية، لتفادي الضغوط الشعبية، وإبقاء البلاد رهينة للفوضى التي تتغذى عليها.
هذه الاستراتيجية ليست طارئة، بل متجذّرة في البنية الفكرية للإمامة الزيدية التي تستند إليها الجماعة، منذ قدوم الكاهن يحيى بن الحسين الرسي طباطبا إلى اليمن، وحتى عبدالملك الحوثي اليوم.
فكر ناسف للتنوع
الحوثيون ليسوا مجرد ميليشيا مسلحة، بل هم امتداد حي لعقيدة سياسية دينية ترى أن الحكم "حق إلهي حصري" لسلالة محددة، ولذلك، ففكرة الشراكة السياسية أو التداول السلمي للسلطة ليست واردة في قاموسهم، بل إنهم يعتبرون التنوع السياسي والفكري تهديدا وجوديا يجب إزالته، وكل من يخالف "السيد" يصبح خصما للدين، وعدوا لله، يستحق الإقصاء والقتل.
البيئة المثالية لفيروس الامامة
جماعة الحوثي، كالإمامة الزيدية التي انبثقت عنها، لا تستطيع أن تحكم في بيئة مستقرة، وتحتاج دائما إلى حالة طوارئ دائمة، إلى عدو داخلي أو خارجي، إلى "جهاد" مستمر، حتى تبرر استبدادها، وتموّل جباياتها، وتمنع أي مساءلة أو مطالب بالخدمات.
في السلم، تنكشف عورات الجماعة: لا برامج، لا كفاءة، لا عدالة، ولا قدرة على التحول الى دولة او شبه دولة، بل تكوينيا لا معنى لديها للدولة بمفهومها الضامن للأمن والخدمات والاستقرار، بل دولة فكرة لا تغادر مربع الحروب والتسلط والنهب.
لكنها تستطيع المناورة في الحرب، ترفع الشعارات، وتُسكت الأصوات، وتُنهب الأموال باسم "المجهود الحربي"، وتهرب من الاستحقاقات العاجلة الى أوهام المواجهة مع عدو الدين والدنيا، والذي ما يكون غالبا عدوا شعبيا مفترضا رافض لها، او عدو خارجي مزعوم.
استدعاء التدمير الخارجي
سلوك الجماعة اتسم بتصاعد دائم في مستوى التصعيد، ففي العام 2004، أشعلت أولى حروبها مع الدولة اليمنية، مدمّرة صعدة وما جاورها.
وفي 2014، اجتاحت العاصمة صنعاء، مما استدعى تدخلا إقليميا لإنقاذ الدولة اليمنية.
وفي 2024، نقلت الجماعة المعركة إلى المجال الدولي، عبر استهداف الملاحة، لتبرير عسكرة الشواطئ وتهديد الممرات الحيوية.
وأخيرًا، في 2025، أوهمت اليمنيين والعرب أنها تخوض معركة مع إسرائيل، بينما الحقيقة أنها تسعى لاستدعاء الضربات الإسرائيلية، لتبرير فشلها، وتفخيخ الأرض اليمنية بمزيد من الحصار والدمار.
الخراب وعد الإمامة الزيدية
هذا السلوك ليس طارئا على الحوثي، بل هو امتداد واضح لنهج أئمة الزيدية، الذين لم يعرفوا الحكم إلا في ظل الفتن، وكانت كل مرحلة "سلطة" لهم مليئة بالاقتتال والتحريش بين القبائل، والفتاوى التي تبرر سفك الدماء لنصرة الإمام ضد "أعدائه المفترضين".
في كتبهم روايات ترفع القتال إلى مرتبة الرزق، وتُحرم الاستقرار السياسي لأنه يهدد امتيازات الإمام وسلالته، ومن تلك الروايات: "جعل الله رزقي في ظل رمحي" التي يستخدمونها لتسويغ غزو القبائل ونهب الممتلكات.
ليس نصرةً لغزة بل نقل لمأساة غزة الى صنعاء
في حملتهم الأخيرة باسم "نصرة فلسطين"، لم يسجل الحوثيون أي أثر حقيقي في ميدان الحرب، بل فتحوا على اليمنيين باب مواجهة دولية لا طاقة لهم بها، وعرّضوا مقدرات اليمنيين في الحديدة وموانئها، وصنعاء وعمران وغيرها لضربات مدمّرة، وسط فشل دفاعي وكذب على الاتباع، وغياب لأي رد عسكري ولو في الحد الأدنى، فالهدف ليس اسناد غزة، بل إحكام القبضة على الداخل، وتشتيت الأنظار عن الفشل والنهب، واستثمار "القضية" لفرض مزيد من الطاعة والجباية، وتأجيل سقوطها المدوي الذي سيحين قريبا اذا واجهت اليمنيين، وفقدت مبررات الاستمرار في ممارسة العنصرية والقتل والسرقة وهي ترفع علم فلسطين.
الفوضى استراتيجية بقاء
لم تكن الفوضى يوما حالة طارئة في مشروع الحوثيين، بل كانت — وما تزال — جوهر الاستراتيجية التي تعتمدها الجماعة لضمان بقائها واستمرار سلطتها، فمنذ لحظة احتلالها للعاصمة صنعاء، سعت الميليشيا إلى تدمير مؤسسات الدولة، وتجريف المجال العام، ومنع أي شكل من أشكال التنظيم السياسي أو المدني الذي لا يخضع لسيطرتها.
رفضت الانتخابات بوصفها خطرا على شرعيتها المزعومة، وهاجمت كل صوت معارض، سياسيا كان أو إعلاميا، وسعت لتكميم الأفواه وإخضاع المجتمع تحت منظومة الطاعة المطلقة.
وفي سبيل ذلك، خلقت عدوا دائما – يتبدل اسمه وظرفه – لكنه يؤدي وظيفة واحدة: تأبيد حالة الحرب، وشرعنة عسكرة الحياة العامة، وتبرير الجباية، وتغييب المساءلة.
هذه الفوضى، بكل ما تحمله من خراب، سياسة مقصودة ومخطط لها، لأنها تُقصي الدولة، وتُضعف المجتمع، وتُعزز سلطة الجماعة باعتبارها قوة احتلال قاهرة تمارس التضليل وتحسن ركوب الاحداث وتوظيفها.
خاتمة:
ليست معركة الحوثيين مع إسرائيل، ولا مع "الاستكبار العالمي"، ولا مع "العدوان"، بل مع اليمنيين أنفسهم، ومع فكرة الدولة، ومع أي شكل من أشكال التعايش الحر والتعددية السياسية، ولهذا ظهر سيئهم بعد ضربة الكيان المذلة، لا ليهدد إسرائيل، بل ليتوعد اليمنيين.
ولذلك، فإن إسقاط مشروع الحوثي _مشروع الإمامة الزيدية الجديد_ هو إنقاذ لليمن من استراتيجية الخراب التي تتغذى عليها الجماعة، وتجديد لوعد الجمهورية وحق الناس في أن يعيشوا خارج منطق السيف والخرافة والطاعة العمياء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.