اهتمت الصحف الخليجية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية بوحدة اليمن واستقراره بعد مرور 22 عاما على قيام دولة الوحدة بين شطريه . وتحت عنوان " لا تتركوا اليمن يتشظى " دعت صحيفة " الخليج " اليمنيين بعد 22 عاما من قيام دولة الوحدة إلى البحث في صيغة تراعي كل ما من شأنه أن يبقي على الوحدة ويحقق المساواة و يشكل الجميع قوة اجتماعية وسياسية مؤثرة وشريكة في صياغة الدولة الجديدة . وقالت إن اليوم ال22 مايو يصادف ذكرى مرور22 عاما على قيام دولة الوحدة بين شطري اليمن التي تحققت عام 1990 في خطوة أعادت الأمل للأمة العربية في استعادة وحدتها وقوتها . وأشارت إلى أنه خلال هذه الأعوام شهد اليمن أحداثا عاصفة أعادت المخاوف من انتكاسة الحلم العربي الجميل الذي تحقق في لم شمل اليمنيين في وطن واحد بعدما مزقته أنظمة الحكم والاستعمار الأجنبي قرونا عدة و دخل الحكام الجدد في سباق لتدمير ما تم بناؤه فأضاعوا فرصة تقديم نموذج الوحدة المطلوبة و دخل اليمن الموحد في طريقه إلى التشظي من جديد بعدما تعالت الأصوات المطالبة بالانفصال وعودة الوضع إلى ما كان عليه قبل العام 1990 . وأضافت أنه يجب عدم إخفاء حالة الشعور بخذلان قادة دولة الوحدة اليمنيين لمواطنيهم ولأبناء أمتهم العربية فقد أدخلوا البلاد في أزمات وصراعات طويلة وكانت مصلحة اليمن الحقيقة الوحيدة الغائبة عن سلوكهم مع اختلاف نسبة مسؤولية كل طرف عن وصول البلاد إلى الحال التي تعيشها اليوم. ورأت أنه يجب عدم رمي إخفاق اليمنيين في الحفاظ على وحدتهم على ما حدث مؤخرا خاصة الحديث عن " الربيع العربي " إذ إن مشاعر اليمنيين كانت قد بدأت تتشظى قبل ذلك بسنوات بعدما عجز النظام السابق عن إعادة ترميم ما خلفته حرب العام 1994. وأوضحت أن الأحداث الأخيرة أكدت أن الوحدة في حاجة ماسة إلى ما يشد أزرها ويقويها ويعززها بعيدا من التشنج والإحباط الذي أصاب قطاعا واسعا من الناس ليس في الجنوب فقط .. بل حتى في الشمال فقد أخفق النظام السابق في تقديم ما يطمئن الناس إلى مستقبلهم وربط الدولة ببقاء رموزه وحان الوقت ليتحرر اليمنيون من سطوة الفرد وهيمنته على صناعة مستقبلهم. ونوهت بأنه بعد أكثر من شهر بقليل يدخل اليمنيون أهم مرحلة في تاريخ بلادهم لا تقل أهمية عن لحظة الحوارات لإعلان دولة الوحدة نفسها قبل العام 1990 المتمثلة في حوار وطني شامل تشارك فيه القوى السياسية والاجتماعية كافة يعيد صياغة اليمن الجديد برؤية مختلفة و أمامهم فرصة لإعادة ترميم ما خربه الاستئثار بالحكم والانتصار ليمن موحد قوي متنوع وقادر على الصمود في وجه العواصف التي تلوح في الأفق. وأعربت " الخليج " في ختام إفتتاحيتها عن خوفها على اليمن خصوصا في ضوء التفجيرات الإجرامية المتنقلة كالذي حصل أمس و الذي يؤشر إلى أن ثمة من لا يريد لهذا البلد استقرارا..وحدة اليمن واستقراره من أسرار بقائه فلا تتركوه يتشظى.